السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مستقبل تعليم أبنائنا

14 مارس 2018 22:48
أنا ولية أمر وعندي أبناء في المرحلة التأسيسية «المرحلة الابتدائية»، وأكملت تعليمي الجامعي، أي أستطيع تدريس أولادي بنفسي، ولكن للأسف، عندما أتصفح كتبهم أجد معلومات من الصعب الحصول عليها، وعلى الطالب أن يلجأ لمصادر أخرى للبحث عن المعلومات التي يريدها مثل الكتب أو الإنترنت وإن استطاع عليه استيعابها. من وجهة نظري كولية أمر أرى أن هذه الطريقة سلبية، لعدة أسباب، أهمها كيف أطمئن أن المعلومة التي حصل عليها ابني من الإنترنت صحيحة؟ فالإنترنت مليء بالمعلومات الخاطئة وغير المدروسة، فعلى سبيل المثال موقع «ويكيبيديا» يتم تحريره من قبل أي شخص يستعمل الشبكة، دون تعقيب على المعلومات أو مراجعتها، ومن الوارد أن يحصل الطالب على معلومات تضره وتشوش تفكيره. علينا أن نسأل أنفسنا، وماذا استفاد أبناؤنا من سنوات الدراسة؟ ما هي المحصلة؟ وهذا ما يقودنا إلى السؤال التالي لماذا وضع هذا المنهاج؟ هل من وضعوا المنهاج يعتقدون أن كل الطلاب عباقرة؟ علينا أن نعترف أن الطالب متوسط المستوى يعاني من إجحاف، كيف سيبدع إذا فقد روح المنافسة أولاً مع ذاته وزملائه ومع ما يدرسه ويتعلمه؟ هناك إمكانيات لكل طالب، فمنهم العبقري، ومنهم الذي يبدع ويبتكر في حدود، ومنهم الذي يحاول أن يواكب الركب ويجد ويجتهد ولكن في النهاية يحبط أمام هذا المنهاج، ويكره حتى ذهابه إلى المدرسة. لا أريد الحديث عن التعليم في الماضي لأنني سأتهم بالتخلف، لست ضد ما تخططه وزارة التربية والتعليم لنهضة التعليم والوصول إلى الصفوف الأولى على مستوى العالم، ولكن كوني متعلمة من الجيل السابق، أجد نفسي مجبرة في عملية مقارنة بين التعليم في السابق والتعليم في هذه الأيام، فقد كان المنهاج القديم ممتازا وأخرج كوادر متميزة، وما تعلموه ما زال محفورا في عقولهم حتى اليوم، فكم من قصائد وسور قرآنية طويلة ما زالت في عقولنا نرددها إلى يومنا هذا ولن ننساها، أما هذه الأيام، عندما أسأل أولادي عن بيت الشعر يذكرونه مما تعلموه .. تأتيني الإجابة لا شيء، هنا يجب علينا التوقف.إدارة الوقت شيء مهم، فمثلا عندما يعود الطالب إلى البيت في الساعة الثالثة أو الرابعة عصراً، يتناول طعام الغذاء، ثم يستعد لواجبات وبحوث وامتحانات اليوم التالي، ثم يتناول عشاءه وينام، ليس لديه وقت لينفس عن ضغوطاته باللعب أو زيارة الأهل أو حتى أن يعيش طفولته الطبيعية، فكيف يزرع أولياء الأمور في نفوس الأبناء قيماً مثل صلة الرحم أو التراحم، بر الوالدين، دون أن يكون هناك وقت لذلك. في نهاية المطاف، نلجأ للمدرسين الخصوصيين في محاولة منا لتدارك الوقت، لعل وعسى، يستوعب الطالب ويفهم ما يدرسه في المدرسة، وأيضا بلا جدوى، أموال مهدرة والمحصلة صفر!!. عملية التعليم أصبحت علامة استفهام كبيرة، نعرف أين يكمن الخلل ولكن ليس بيدنا أي حيلة، لعل قلمي هذا يسهم في إثارة قضية خطيرة ومهمة ألا وهي تعليم فلذة أكبادنا، فنحن مسؤولون أولا وأخيرا أمام الله وسوف يحاسبنا عليه، فمستقبلهم أمانة في أعناقنا، وهذا الأمر لا مجال للتجاهل أو التهاون فيه. ميسون الأنصاري
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©