الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غدا في وجهات نظر.. من سوريا إلى أوكرانيا

غدا في وجهات نظر.. من سوريا إلى أوكرانيا
3 مارس 2014 22:17
من سوريا إلى أوكرانيا يرى د.طيب تزيني أنه قد سقط القناع الذي ترتديه الدبلوماسية الروسية، فها هنا تواجه كل شيء عدا الكرامة الإنسانية ومنظومة حقوق الإنسان، فسوريا التي تعيش منذ ثلاث سنوات تحت قبضة السلاح الروسي تدرك تماماً أن هذا السلاح سيصدأ في خزائن تجار الحروب، لأنه يستمد وظيفته من هؤلاء التجار. وها نحن الآن مع بروز صراع أوكرانيا ضد طغمة المخدرات والسلاح، نكون قد وضعنا يدنا على فساد مزاعم هذه الطغمة بأنها مكمن الحق والحقيقة حين تعلن سيادتها على الشعب الأوكراني. وبالضبط تكمن صدقية ما أعلنته السعودية في قولها بأن روسيا تتخذ موقفاً فاسداً وظالماً وخاطئاً حيال سوريا. وكثير من الفضل في فهم ذلك ونشره في بلدان العالم يأتي مما يستنبطه الرأي العام الدولي من الموقف الروسي الفاحش حيال أوكرانيا الآن. ما الخطأ والخطر اللذان ترتكبهما جمهورية أوكرانيا نُذُر حرب جديدة يقول أحمد المنصوري : بينما تحل الذكرى المئوية للحرب العالمية الأولى التي كلفت البشرية 8,5 مليون قتيل وما يربو على 21 مليون مصاب، تلوح في الأفق هذه الأيام من أرض أوكرانيا نذر حرب محتملة يخشى البعض من أن تتطور إلى حرب عالمية ستكون هي الثالثة إذا ما سيطرت لغة القوة والتهديد بين أطراف الأزمة وأصروا على إشعال النيران بدلاً من إطفاء شراراتها. بداية الحرب العالمية الأولى كانت من حادثة وقعت في 28 يونيو 1914 عندما اغتيل وريث العرش النمساوي وزوجته أثناء زيارتهما لسراييفو على يد مواطن صربي، مما أجّج نقمة النمسا على الصرب فأعلنت الحرب عليها، فبادرت روسيا بإعلان التعبئة العسكرية ضد النمسا، فتدخلت ألمانيا بإعلان الحرب على روسيا، ولم يستمر الأمر أشهراً إلا وقد اتسعت رقعة الحرب لتشمل كل أوروبا ومناطق أخرى في العالم. التصعيد الروسي الأخير بإرسال قوات عسكرية لشبه جزيرة القرم التي تقع في جنوب أوكرانيا بزعم حماية المصالح الروسية عقاباً للأوكرانيين بعد عزل الرئيس الموالي لموسكو، أبرزت من جديد الأهمية الاستراتيجية لشبه الجزيرة التي كانت موقع حروب وصراعات خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية. كما شهدت الجزيرة حرباً طاحنة في منتصف القرن التاسع عشر عندما كانت ذات أغلبية مسلمة وجزءاً من الخلافة العثمانية لقرون عدة. فقامت روسيا القيصرية بعد انتزاعها من العثمانيين بتهجير وقتل المسلمين من أصول تترية حتى أصبحوا أقلية في تلك البلاد. العالم العربي وحصار التدمير الخلاق يقول سالم سالمين النعيمي إنه قرن مختلف سيشهد فيه العالم عمليات واسعة النطاق وغير مسبوقة من «التدمير الخلاق» وليس الفوضى الخلاقة فقط، وهي الحرب العالمية الثالثة التي بدأت في تشويه الحياة السياسية بعد أن أطلقت القنبلة النووية الناعمة باستخدام القوة الناعمة والصلبة والذكية، وقوة ممارسات الفوضى الخلاقة، وقوة القيم الإنسانية المعولمة وقوة الهيمنة الاقتصادية ونمو الإنتاجية التجارية والصناعية وقوة التفوق العلمي والتكنولوجي والمعرفي، وقوة التفوق النوعي للموارد البشرية والإدارة الرشيدة، وقوة منظومة القيادة والسيطرة السياسية وقوة حاكمية القانون والنظم وقوة مخزون الموارد الطبيعية وقوة التحالفات المركبة والروح المعنوية والشخصية القومية للسكان، وقوة الحدود المادية والافتراضية والموقع الجغرافي، كل تلك القوى تشكل ما أُطلق عليه القوة القومية المتكاملة للدولة ( National Integrated Power) وهي سببية ونسبية ومؤقتة ومتعددة الأبعاد ومرنة في خصائصها الأساسية. واستخدام هذه القوة يحقق تفوقاً ملموساً في موازين القوى وفرض أجندة لمن يملكها أو من يملكونها وينتج عنها زيادة التفاوت الصارخ في المعرفة والعلوم الحديثة والتكنولوجيا، واتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء كأفراد ومجتمعات ودول. فتطبيق نظرية التدمير الخلاق أو الإبداعي هي الأداة المفضلة في عملية العولمة الجيو- استراتيجية للوطن العربي والتحول نحو الجيوثقافية، والتفكيك الداخلي الذاتي بجانب ممارسات القوى الكبرى ما بين تدخلات عسكرية مباشرة أو الحرب عن بعد بشن حرب استباقية أو وقائية بالوكالة، سواء كانت عسكرية أو استخبارية أو اقتصادية أو نفسية أو إعلامية أو قيمية ... الخ التي تراها أميركا فضيلة لا غنى للعالم عنها، ولا عجب أن تنطلق النظريات المحددة للسياسة الأميركية والبعد الديني فيها من كليات ومفكري جامعات النخبة ومراكز التفكير والتميز الأميركية الخاصة والحكومية المسيطر عليها من قبل اليهود وهي تتمتع بتأثير عميق على كيفية رؤية الأميركيين للعالم بجانب الإعلام. «يبرود» التعايش ... "يبرود" القبر أو النصر يقول عبدالوهاب بدرخان: ليست بشهرة دمشق وحلب وحمص، لكن «يبرود» لم يكن اسماً عادياً بالنسبة الى السوريين، فللمدينة المحلّقة في جبال القلمون مكانة خاصة في وجدانهم. ورغم عزلتها النسبية جغرافياً، كانت ذات إشعاع وتمايز إنسانيين هما خلاصة تاريخ مغرق في القدم، ما قبل العهد الروماني وما بعد العصر الإسلامي، وخلاصة تجربة تعايش لم تَشبْها شائبة بين المسيحيين والمسلمين حتى في ظل نظام الاستبداد طوال العقود الخمسة الأخيرة. إلى أمس غير بعيد، كانت بعثات الاستكشاف الأثرية تستقرئ ما عثر عليه في المغاور/ الملاجئ الكثيرة وخارجها من طبقات التراكم الحضاري، ومن الأدوات لتحديد الحقبة التاريخية التي بدأ فيها النشاط البشري في «يبرود». قضية اسمها فلسطين يتساءل د.أحمد يوسف أحمد: هل تذكرون قضية اسمها فلسطين؟ ألا نلاحظ أن الرطانة التي لازمتنا عقوداً وكانت برهاننا الوحيد على أننا نتحرك «بهمة» على صعيد حل هذه القضية قد اختفت من حياتنا اليومية؟ لم نعد نسمع عن أشياء مثل القرار 242 ومبادرتي فاس وبيروت والدولة الفلسطينية على الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية. تعيش قضية فلسطين الآن في غربة عربية وإسلامية بل حتى بين أبنائها، فهم في غزة مشغولون بمشروع الخلافة الإسلامية، وفي الضفة فرحون بما آلَ إليهم من سلطة وبما يترتب على هذه السلطة من ألقاب ومزايا. في الأمس القريب كانت هناك مقاومة حقيقية في غزة تتطور إلى الأفضل، وكانت هناك انتفاضات شعبية تاريخية. لكن مر «الربيع العربي» على ما تبقى من أرض فلسطين، فلم يتغير شيء عليها مع أنها الأكثر احتياجاً لهذا الربيع. ولهذا ليس غريباً أن تظهر إسرائيل أسوأ ما في كيانها من سلوك عنصري استعماري استيطاني، فيناقش الكنيست مؤخراً مشروعاً لبسط السيادة الإسرائيلية الكاملة على المسجد الأقصى على رغم أن معاهدة السلام الإسرائيلية الأردنية تنص على مسؤولية الأردن عنه، ويسن الكنيست أيضاً منذ أيام قانوناً عرقياً جديداً يحظى المواطنون الفلسطينيون المسيحيون بموجبه بتمثيل خاص بهم في اللجنة الاستشارية المكونة بموجب قانون «مساواة الفرص في العمل»، ولا يُخفي المبادر بالقانون بأن هدفه هو منح تمثيل منفصل للفلسطينيين المسيحيين يميزهم عن أقرانهم المسلمين، لأن المسيحيين ليسوا عرباً والمسلمين يريدون القضاء على الدولة من الداخل! جاءت ردود الأفعال الفلسطينية والعربية كالعادة باهتة، ولم تتجاوز الرطانة المعتادة في تحميل إسرائيل المسؤولية بالكامل -مطالبة العالم كله (إلا أنفسنا) بوضع حد لهذه الممارسات- التهديد باللجوء للمؤسسات الدولية وكأننا ما ضيعنا ثلاثة أرباع القرن دون جدوى في استجداء هذه المؤسسات. وتميز رد فعل مجلس النواب الأردني بالتصويت بالأغلبية على مقترح لجنة فلسطين لطرد السفير الإسرائيلي من عمان، فيما تقدم حوالى ثلث أعضائه باقتراح لإلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل، وإذا كنا لا نعرف تحديداً ما سيكون عليه موقف السلطة التنفيذية الأردنية، فلعل ما فعله مجلس النواب يمثل رسالة لإسرائيل بأن العرب ما زال فيهم نفَس يتردد. أفريقيا الوسطى... معركة الماس والطائفية أشار حلمي شعراوي إلى أن مصادر إعلامية عديدة تتبرع بسرعة الإعلان عن القتال والصراع العرقي أو الطائفي في موقع أفريقي أو آخر، بمجرد انطلاقه هنا أو هنالك، ويؤدي ذلك مباشرة إلى جذب الانتباه عن الأسباب الرئيسية الراسخة في اقتتال قوى دولية حول الثروات الكامنة، ليس فقط البترول الذي أدت ألفة الحديث عنه إلى تجاوزه أحياناً، وإنما هناك الماس واليورانيوم والذهب، بما يكاد يفوق معارك البترول نفسه. كان الماس مثلاً لعقود وراء القتال في أنجولا وقوة تمرد مهربيه حتى مقتل «سافمبي» (زعيمهم وزعيم «يونيتا») شرقي البلاد 2002، وكان الماس والذهب شرقي الكونجو وفي «كاتنجا» مشكلة أيضاً، حتى أُطيح بسببه «بموبوتو» 1997، وقُتل «لوران كابيل» في كينشاسا 2001، وظل القتال في المنطقة الكونجولية الشرقية والجنوبية حتى الآن. وهاهو القتال الذي بدأ في مالي بسبب اليورانيوم والبترول يمتد دموياً في «أفريقيا الوسطى».. وفي الأخيرة خاصة من أجل الماس، وإنْ لم يخف أثر اليورانيوم والذهب. ليس مثيراً إذن أن يرصد «بول كوليير» أحد باحثي البنك الدولي في دراسة له عام 2000 حوالى 47 صراعاً في العالم، يرجع أسبابها إلى الصراع حول المعادن الاستراتيجية وليس «العرق أو التاريخ» على حد تعبيره، وأظنه يقصد التاريخ الاجتماعي الذي يعني الآن «الطائفية الدينية». مكتبة أوباما... مجد سياسي أم تقليد رئاسي؟ أشار ويتولد ريبجينسكي إلى أنه رغم السنوات الثلاث المتبقية في عمر الولاية الحالية للرئيس أوباما، فإن خطط إقامة مكتبة خاصة به تجري على قدم وساق، فقد أُعلن في 31 يناير المنصرم عن تشكيل مؤسسة أوباما المكلفة الإشراف على بناء المكتبة واختيار الأسلوب المعماري المناسب الذي ستتخذه في النهاية، ثم هناك المدينة الأميركية التي ستحتضن المكتبة والاختيارات المتعددة في هذا المجال بين شيكاغو التي صنع فيها أوباما مجده السياسي وبدأ فيها مسيرته نحو الرئاسة، أو مدينة هونولولو بهاواي، حيث أبصر النور، وربما أيضاً، وهو الاحتمال المرجح، نيويورك باعتبارها المدينة التي استكمل فيها أوباما دراسته الجامعية، وأعلن أنه يريد أن يستقر فيها بعد مغادرة البيت الأبيض، وبالنسبة لمن سيتولى بناء المكتبة، تروج تكهنات في الأوساط الإعلامية أن الأمر سيؤول إلى المعماري البريطاني «ديفيد أدجاي» الذي يعمل حالياً على إعداد التصميم المعماري للمتحف الوطني للتاريخ والثقافة الأفرو-أميركية في واشنطن، لكن الأسئلة حول المدينة التي ستستضيف مكتبة أوباما بعد تركه لمنصبه، أو المعماري الذي سيشرف على وضع الخطط، ليست بأهمية السؤال الجوهري نفسها حول الأسلوب الذي سيتبعه الرئيس، وما إذا كان اختياره سيميل إلى المباني الكبيرة والأشكال المعمارية المعقدة، أم أنه سيفضل البساطة والابتعاد عن الفخامة والاستعراض. شبه جزيرة القرم... وتفاقم التدخل الروسي تقول دارينا كراسنولوتسكا : عبأت أوكرانيا قوات الاحتياط في جيشها ودعت المراقبين الدوليين إلى متابعة الوضع في شبه جزيرة القرم، وذلك بعد دخول القوات الروسية إلى المنطقة في ما يبدو أنه محاولة لبسط السيطرة عليها، الأمر الذي أثار ردود فعل دولية معارضة. ففي يوم الأحد الماضي، وصل المئات من المسلحين مجهولي الهوية إلى القرم وطوقوا قاعدة تابعة للجيش الأوكراني، في وقت وضعت فيه كييف قواتها في حالة استنفار قصوى، ووجهت دعوة لكل من الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي لمراقبة التطورات الجارية في البلاد. وجاءت هذه الأحداث المتسارعة مباشرة عقب مصادقة المشرعين الروس في البرلمان على طلب بوتين نشر القوات الروسية في حالة الضرورة، وهي الخطوة التي دفعت أوباما إلى الاحتجاج على ما أسماه «الانتهاك الصارخ» للسيادة الأوكرانية في محادثة هاتفية مع نظيره الروسي دامت تسعين دقيقة، بل ذهبت الولايات المتحدة إلى أكثر من ذلك بتحذيرها يوم الأحد الماضي من احتمال فرض عقوبات على روسيا إنْ هي تمادت في تدخلها بالقرم. وفي هذا السياق، حث رئيس الوزراء الأوكراني المؤقت «أرسيني ياتسينيوك» الرئيس بوتين على «سحب قواته العسكرية»، وأضاف في خطاب متلفز يوم الأحد المنصرم «إذا أراد بوتين أن يدخل التاريخ بأنه الرئيس الذي أشعل الحرب مع بلدين جارين وصديقين، فقد بات على أعتاب هذا الأمر، لذا نحن على شفير الكارثة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©