لبنى القاسمي: التوسع في الإقراض الشخصي يهدد النظام المصرفي

قالت معالي الشيخة لبنى القاسمي وزيرة التجارة الخارجية أمس إن الاقتصاد الإماراتي يمر بفترة ازدهار ملحوظة جعلته محط أنظار الأسواق العالمية الكبرى، ولكنها اعتبرت التوسع الكبير في الائتمان الشخصي تحدياً أمام النظام المصرفي· وقال معالي خلدون المبارك رئيس جهاز الشؤون التنفيذية في إمارة أبوظبي أمس إن التضخم وكيفية الاستمرار في تنويع الاقتصاد الوطني من أبرز التحديات التي تواجه الإمارات، وأكد أن الجهات المختصة تركز على وسائل مواجهة هذه التحديات· وأضافت معالي الشيخة لبنى القاسمي في حلقة نقاشية بعنوان ''التطورالاقتصادي في المنطقة ودوره في الاقتصاد العالمي''، نظمتها جريدة فاينانشال تايمز في أبوظبي أمس، أن معدلات النمو المرتفعة والبيئة الاستثمارية قفزت بالسوق الإماراتي ليصبح أحد أهم الأسواق الجاذبة للاستثمارات الأجنبية المباشرة في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي· وقالت إن التوسع في القروض والتمويل الشخصي يهدد النظام المصرفي في الدولة، وأضافت إن 40% من المقترضين يحصلون على القروض بضمان رواتبهم فيما يذهب 97 % من الائتمان الممنوح إلى قطاع السكن، وقالت معاليها إن هناك جهودا تبذل من قبل المصرف المركزي لتنظيم هذه العملية، وبلغ حجم القروض الممنوحة للأفراد في شقيها الاستهلاكي والاستثماري قرابة 155 مليار درهم العام الماضي· وأضافت إن الدولة تمتلك سيولة مالية استطاعت توظيفها بطرق مثلى عبر التوسع في مشاريع البنية التحتية إلى جانب ضخ استثمارات جديدة في عدد من البلدان العربية الجاذبة للاستثمارات الإماراتية مثل مصر والمغرب مشيرة الى أن الاستثمارات الأجنبية المباشرة والتي بلغت حوالي 80 مليار دولار تشارك في المشاريع العملاقة التي تقام داخل الدولة· وأوضحت أن الاتفاقيات التي وقعت عليها الإمارات خلال الفترة الماضية متعددة الأطراف وانه ليس من الضروري إعادة التوقيع عليها بعد دخول السوق الخليجية المشتركة حيز التنفيذ· وأرجعت معالي الشيخة لبنى القاسمي الطفرة الاقتصادية ومعدلات النمو المرتفعة خلال الخمس سنوات الماضية في دول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام وفي الإمارات بشكل خاص إلى عدد من الأسباب في مقدمتها ارتفاع أسعار النفط· وأشارت إلى أن الإمارات استوعبت درس فورة الثمانينات وقامت بتوجيه عوائد النفط إلى مشروعات البنى التحتية وبناء هيكل اقتصادي يدعم التنمية في كل القطاعات· وقالت إن المرأة تشكل 50% من المجتمع الإماراتي مشيرة إلى أن النموذج الذي تقدمه الدولة في عمل المرأة يعتبر نموذجاً فريداً في دول مجلس التعاون حيث تشغل 30% من المناصب الإدارية · وكشفت وجود دراسات متعمقة حول الاقتصاد الوطني على المستويين الاتحادي والمحلي بكل إمارة للعمل على وضع معايير وأساليب عمل لمواجهة التحديات الراهنة أمامه، منوهة إلى أن النتائج ستظهر في الأسابيع المقبلة· من جهته قال معالي خلدون المبارك رئيس جهاز الشؤون التنفيذية في إمارة أبوظبي أمام الحلقة النقاشية إن أبرز التحديات المستقبلية التي تواجه الدولة هي كيفية الاستمرار في سياسة التنويع الاقتصادي واستغلال الموارد الاقتصادية وتوظيفها· وأضاف إن إمارة أبوظبي تخطط في الفترة المقبلة للاستثمار في مجال البنى التحتية ومشيرا إلى أن الدولة تهتم بمجال التعليم اهتمام متزايدا· وأشار إلى أن تطوير البنى التحتية يهدف إلى ضمان التنمية المستدامة واستمراريتها، مشددا على أهمية استمرار الشراكة بين القطاعين العام والخاص ومنوها إلى أن القطاع الخاص يلعب دورا في عملية التنمية· وحول ارتفاع الأسعار وكلفة الاستثمارات وتأثيرها على تنافسية الدولة في جلب الاستثمارات الخارجية قال: ''هناك عدة تحديات تتم دارستها باستفاضة''، واستطرد ''نعمل بجدية على إيجاد حلول مناسبة للتضخم حيث تمت معالجة بعض الأمور وهناك أولويات تضعها الحكومة، على أساس خطط واضحة المعالم يتم الاتفاق عليها مع جميع المسؤولين''· وأضاف أن تراجع سعر صرف الدولار مقابل العملات الرئيسية يؤثر على الاقتصاد إلا أنه شدد على أن الموقف من الدولار ليس قصير الأمد، وقال: ''لا نبني قرارات طويلة الأمد على إشكاليات قصيرة الأمد''· وأضاف لا نتوقع أن يستمر وضع الدولار بالانخفاض متوقعا أن يعاود الدولار الارتفاع أمام العملات الرئيسية قائلاً: ''إن الأيام الجيدة قادمة''· من جانيه قال حسين النويس، نائب رئيس شركة أبوظبي للصناعة الأساسية (ادبيك) رئيس مجلس إدارة صندوق خليفة لدعم وتطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة خلال حلقة النقاش أمس إن الاستثمار في أبوظبي إيجابي· وأضاف أننا ماضون في وضع الاستراتيجيات للمناطق والتطوير ولدينا إرادة قوية لتنفيذ وبناء اقتصاد قوي، عبر تبسيط الإجراءات لممارسة الأنشطة الاقتصادية المختلفة وإعطاء الفرصة للنمو في جميع أشكال النمو الاقتصادي كنوع من الاستثمار الطويل الأمد· وأعرب عن ثقته في أن تشهد السنوات الخمس القادمة تحولا في الاقتصاد المحلي، وقال: ''حدد ذلك تنوع المجالات الاقتصادية، وعلينا الآن اجتذاب الكفاءت، كما أن علينا أن نخلق ثورة في الأنظمة والتعليم''، مشيرا إلى وجود ميزانية ضخمة في مجال التدريب والتأهيل· من جهته قال جيمس هوجان، الرئيس التنفيذي للاتحاد للطيران إن منطقة الخليج تعد جسرا نحو العالم مع وجود الإمكانيات والاستراتيجيات واضحة المعالم مع سرعة صنع القرار يعكس مدى كفاءة القيادة · إلى ذلك أعلنت صحيفة ''فاينانشال تايمز'' العالمية عن عزمها إطلاق أول طبعة خاصة بالشرق الأوسط، لتصدر من الإمارات، وستتخذ من أبوظبي مقراً لإدارة أعمالها، حيث ستفتتح مكاتب خاصة بها تضم كلا من فريقها التحريري والإعلامي· ومن جانبه قال جون ريدنج، الرئيس التنفيذي في الجريدة إن هذه الطبعة الجديدة تأتي ضمن استراتيجية التوسع والتواجد في كل مناطق العالم·