الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبر عن نفسك!

عبر عن نفسك!
8 يونيو 2009 01:04
فوجئت برسالة أم تعترض فيها على ما جاء في تحقيق منشور، وسألتني: - لماذا تقلل من أهمية تعليم الأبناء كيف يكونون مؤدبين؟ إنني أختلف مع رأيك تماماً، فأنا أرى أن أطفال هذه الأيام أصبحوا فاسدين ويتصرفون بوقاحة. ألا يهتم آباء هذا النوع من الأطفال بسلوك أبنائهم؟ هل يفرح هؤلاء الآباء لأن لهم أبناء يوجهون الإهانات للغير؟ وقالت: «.. قد أؤمن بأن هناك نوعا من الظلم الذي يقع على الأطفال عندما ننسى نحن الآباء أن نزرع فيهم بذور الأخلاق القويمة، ولابد للآباء أن يغرسوا فيهم الإحساس باحترام الغير». .. لم تذكر كاتبة الرسالة أية معلومات عن بيئة الأطفال الذين وصفتهم في رسالتها. وحاولت أن أرسم لها صورة في خيالي، لابد أنها جدة عجوز تلعن هذا الزمن، وأود أن أقول ولها حقيقة إن آباء هؤلاء الأطفال يرغبون في تأديبهم، لكنهم لا يعرفون السبيل إلى ذلك. وأذكرها بعبارة شهيرة تقول: «عبّر عن نفسك دون كبت»، انتشرت كالشرارة، وإنني أثق من أن أحداً لا يمكن أن يؤيد هذه العبارة. إنما القول الأصح «عبّر عن نفسك دون كبت وبانضباط». والمقصود بالانضباط هو عدم الخروج على الطبيعة البشرية، ومراعاة مشاعر الآخرين. أنا لا أنكر أن كثيراً من أساليب التربية المتعددة قد سببت الارتباك والحيرة لبعض الآباء والأمهات، لكن هذا لا يمنع أن كل أساليب التربية أشارت إلى ضرورة التوجيه الحازم لمنع الطفل من أن يكون مضراً لنفسه أو للآخرين. وكل مدارس التربية متفقة على ضرورة عدم القسوة على الطفل، وأجمعت كل مدارس التربية أيضاً على ضرورة عدم الإفراط في التدليل. إن الأطفال يتقبلون «التوجيه الحازم النابع من الحب العميق» إنهم في معظم الأحوال يفرحون لأن الوالد قد وضع حداً لوقاحتهم، وعلينا أن نعرف أن الطفل الوقح طفل غير سعيد وقلق لأنه ينتظر في أعماقه من يوقفه عند حده». إن هذا الزمان الذي نعيش فيه يرفع شعارات التحرر من الماضي، إلا أن التحرر من الماضي لا يعني قط إطلاق العنان لنزعات شريرة تفسد إحساس الطفل بطفولته، إن الطفل يحتاج إلى الحرية ليعرف أنه مسؤول، وأن الطفل يحتاج إلى الحب الذي يحميه من نفسه ويحمي الآخرين من شروره». ألستم معي في ذلك؟ المحرر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©