أبوظبي (الاتحاد) - منيت الأسهم المحلية خلال تعاملات الأمس، بأكبر حجم من الخسائر اليومية منذ بداية العام تجاوزت 10 مليارات درهم، جراء موجة تراجع عمت كافة أسواق العالم والمنطقة، مع تفاقم حالة التوتر بشأن الوضع في أوكرانيا.
وانخفض مؤشر سوق الإمارات المالي بنسبة 1,3%، محصلة تراجع سوق أبوظبي للأوراق المالية بنسبة 1,7%، وسوق دبي المالي بنسبة 1,8%، بعدما قلص خسائر قرب الإغلاق من أعلى نسبة سجلها 2,2%. وعمت موجة التراجع كافة أسواق المنطقة، ومنيت البورصة المصرية بأكبر الخسائر بتراجع نسبته 2,6%، والبورصة الكويتية 1,9%، والبورصة القطرية 0,92%، والسوق السعودي 0,76%، والبورصة البحرينية 0,40%، وسجل السوق العماني أقل نسبة هبوط 0,34%
وقال محللون ماليون إن الأسواق المحلية كانت تبحث عن عذر للدخول في موجة تصحيح سعرية حادة كانت تستحقها منذ فترة طويلة، وتسببت السيولة المتدفقة من داخل الدولة وخارجها في تأجيلها اكثر من مرة، إلا أن جاء العامل الخارجي ليدفع الأسواق للتراجع بنسب غير مبررة، حيث تبتعد الإمارات جغرافياً واقتصادياً عن الوضع في أوكرانيا.
وذكر وليد الخطيب مدير التداول في شركة ضمان للاستثمار، أن الأسواق تجاوبت مع العامل الخارجي أكثر من الطبيعي، حيث لا يوجد أي مبرر لأن تتراجع بحدة بسبب الوضع في أوكرانيا، لكنها كانت بحاجة حقيقية إلى الدخول في موجة تصحيح، بعد ارتفاعات قياسية طيلة عام مضى ومنذ بداية العام الحالي.
وأضاف أن من الطبيعي أن تفقد الأسواق 300 إلى 400 نقطة، وأن يختبر مؤشر سوق دبي المالي مستوى 3800 نقطة بعد ارتفاعه القوي على مدار الشهرين الماضيين.
وارتفع سوق دبي المالي خلال شهري يناير وفبراير الماضيين بأكثر من 25%، وخلال العام الماضي بنسبة 107%. وأكد الخطيب أن موجة التصحيح الحالية في حال استمرارها ستكون صحية للأسواق، بحيث تشجع مدراء محافظ الاستثمار الذي خرجوا بالفعل أو بدأوا بالخروج في العودة من جديد إلى الشراء عند مستويات سعرية جيدة، مضيفاً:« ليست هناك أية مخاوف من الهبوط الحالي، حيث يأتي ضمن التوقعات، ويساعد السوق على تقليل المخاطر التي ارتفعت جراء الصعود المتواصل من دون توقف». الأمر ذاته أكده جمال عجاج مدير مركز الشرهان للأسهم والسندات، متوقعاً أن تسهم موجة التصحيح الحالية في زيادة جاذبية الأسواق المحلية أمام المستثمرين المؤسساتيين بالتحديد الذين يجدون في مستويات الأسعار الحالية فرصة للعودة إلى بناء مراكز جديدة.
وبحسب تقرير هيئة الأوراق المالية والسلع، تراجع مؤشر سوق الإمارات المالي إلى مستوى 4951.74 نقطة، وانخفضت القيمة السوقية 10,15 مليار درهم لتصل إلى 742,32 مليار درهم، وبلغت قيمة التداولات 1,7 مليار درهم من تداول 840 مليون سهم من خلال 12105 صفقة.
وبلغ عدد الشركات التي تم تداول أسهمها 69 شركة من أصل 120 شركة مدرجة في الأسواق، وحققت أسعار أسهم 11 شركة ارتفاعاً، في حين انخفضت أسعار أسهم 53 شركة، بينما لم يحدث أي تغير على أسعار أسهم باقي الشركات.
وجاء سهم «الاتحاد العقارية» في المركز الأول من حيث الشركات الأكثر نشاطا حيث تم تداول ما قيمته 312,78 مليون درهم موزعة على 155,99 مليون سهم من خلال 1345 صفقة.
وجاء سهم «إعمار العقارية» في المركز الثاني من حيث الشركات الأكثر نشاطا حيث تم تداول ما قيمته 147,39 مليون درهم موزعة على 16,66 مليون سهم من خلال 860 صفقة.
وحقق سهم «الوطنية للتأمينات العامة» أكبر نسبة ارتفاع سعري بنحو 12,1% إلى 5,55 درهم من خلال تداول 4000 سهم بقيمة 22,2 ألف درهم، وجاء في المركز الثاني سهم «بنك المشرق» بنسبة 11,8% إلى 123 درهم من خلال تداول 16,24 ألف سهم بقيمة 1,97 مليون درهم. وسجل سهم «العربي المتحد» أكبر انخفاض سعري بنحو 9,5% إلى 7,85 درهم من خلال تداول 200 سهم بقيمة 1659درهم، تلاه سهم «الجرافات البحرية» بنسبة 7.56% إلى 8,32 درهم من خلال تداول 18 ألف سهم بقيمة 154,32 ألف درهم. ومنذ بداية العام بلغت نسبة الارتفاع في مؤشر سوق الإمارات المالي 14,79%، وبلغ إجمالي قيمة التداول 121,25 مليار درهم، وبلغ عدد الشركات التي حققت ارتفاعاً سعرياً 77 شركة من أصل 120 شركة وعدد الشركات المتراجعة 24 شركة.
عدد اليوم
