الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أخبار الساعة: المضاربون·· التهديد الحقيقي للاقتصاد العالمي

29 ابريل 2008 23:30
حذرت نشرة ''أخبار الساعة'' من أن المضاربات في الأسواق العالمية باتت تشكل ظاهرة خطيرة تتجاوز أسبابها نزوع المستثمرين لتوظيف أموالهم في مجالات تقيهم حالة عدم اليقين التي تعصف بالأسواق المالية كونها غدت منهجاً متجذراً وخطراً مزمناً· وأشارت إلى أن الأسواق المحلية والدولية تجتاحها موجة غلاء حادة طالت قطاعاً عريضاً من السلع والخدمات ورفعت مؤشرات أسعار المستهلكين في مختلف بقاع العالم إلى مستويات تاريخية غير مسبوقة ما أضر بالمستويات المعيشية لمواطني الدول ودفع ملايين جديدة من البشر إلى صفوف الفقراء· وقالت النشرة التي تصدر عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية تحت عنوان ''المضاربون·· التهديد الحقيقي للاقتصاد العالمي: بينما يمكن استعراض جملة من العوامل والأسباب الاقتصادية الداخلية والخارجية التي جعلت أسعار السلع الغذائية والمواد الأولية ومصادر الطاقة تحلق لمعدلات قياسية؛ إلا أنه لا يمكن إغفال حقيقة باتت جلية وواضحة وهي أن جزءاً كبيراً إن لم يكن الجزء الأكبر من موجة الغلاء التي تعصف بالعالم إنما هو مصطنع ولا تبرره المعطيات والنظريات الاقتصادية التقليدية· وأوضحت أن هذه الموجة ناتجة عن أنشطة المستثمرين المضاربين الذين يسعون إلى إطالة أمد المشكلات ويساهمون في تفاقم الأزمات من خلال التهويل وبث الشائعات والممارسات الاحتكارية والانتهازية بهدف الاستفادة من أجواء الخوف والقلق وإحداث تذبذبات حادة ومصطنعة في الأسعار صعوداً وهبوطاً بما يمكنهم من جني أرباح سهلة وسريعة وعلى حساب ملايين من الفقراء عن طريق تنفيذ عمليات البيع والشراء وتوظيف أموال ساخنة يتم ''استثمارها'' في الأسواق المحلية والدولية سواء كانت أسواق سلع عالمية كالقمح والأرز أو مواد خام ومعادن نفيسة كالنفط والذهب أو أسهما وسندات وأوراقا مالية ثم سحب هذه الأموال بالسرعة نفسها التي تم ضخها بها· وأشارت إلى أن السنوات القليلة الماضية شهدت تنامي دور المضاربين الذين يوظفون التوترات الجيوسياسية لإيجاد أزمات مصطنعة من خلال استغلال ظروف استثنائية تحدث بالفعل لكنها محدودة التأثير من حيث المدى الجغرافي والزمني لها؛ بيد أن المضاربين يغالون في تصوير انعكاساتها وتبعاتها سلباً أو إيجاباً بحسب ما تقتضيه مصلحتهم اللحظية ووفق ما تمليه حسابات الربح والخسارة بالنسبة إليهم من دون مراعاة أي اعتبارات إنسانية أو الالتفات إلى الآثار الاقتصادية المدمرة لممارساتهم النفعية الجشعة على الأسواق· وأكدت أنه لا يمكن إنكار حقيقة ارتفاع معدلات الطلب العالمي على السلع بمختلف أنواعها جراء التزايد السكاني والنمو الاقتصادي في دول صاعدة مثل الصين والهند وغيرها، وكذلك الآثار التي يخلفها التغير المناخي على المحاصيل الزراعية فضلاً عن التحولات الاقتصادية والبيئية التي تسببت بإطلاق خطط لاستغلال الحبوب التي كان يمكن لها أن تطعم نحو مليارين من البشر الذين يعيشون تحت خط الفقر في العالم بحسب تقارير ''البنك الدولي'' لإنتاج وقود بديل عوضاً عن ذلك· ورأت أنه بالرغم من صحة هذه المعطيات لا يمكن تجاهل حقيقة أخرى وهي أن حجم الارتفاع في أسعار السلع لا يتوازى مع حجم النقص في تدفق الكميات المعروضة لهذه السلع والمواد، وكذلك هي الحال بالنسبة إلى التذبذب الحاد الذي تشهده هذه الأسعار· وقالت نشرة ''أخبار الساعة'' في ختام مقالها الافتتاحي إن الارتفاع الكبير في قيمة عقود التحوط والعقود الآجلة التي يشهدها العالم بنسبة تجاوزت 28 في المائة عام 2007 مقارنة بالعام الذي سبقه وفقاً للتقارير الدولية المتخصصة تعطي براهين ثابتة على أن المضاربات في الأسواق العالمية أصبحت على أشدها وباتت تشكل ظاهرة خطيرة·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©