السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نجاد في آسيا··· بحثاً عن أصدقاء من جديد

نجاد في آسيا··· بحثاً عن أصدقاء من جديد
29 ابريل 2008 23:40
يعكف الرئيس الإيراني ''محمود أحمدي نجاد'' على تطوير علاقات بلاده الاستراتيجية مع جنوب آسيا، عبر الزيارة التي يقوم بها هذا الأسبوع إلى باكستان وسريلانكا والهند لعقد صفقات الطاقة وتحجيم النفوذ الغربي، وفي هذا الإطار استبعد كل من الرئيس الإيراني والزعيم الباكستاني ''برويز مشرف'' -يوم الإثنين الماضي- وجود أي عقبات أمام توقيع اتفاقية لمد أنابيب للنفط عبر البلدين تبلغ قيمتها 7,6 مليار دولار لتزويد باكستان والهند بالغاز الطبيعي لتلبية احتياجاتهما الماسة من الطاقة، لكن التحدي الأكبر الذي يواجه زيارة النوايا الحسنة الأخيرة للرئيس ''أحمدي نجاد'' والرامية إلى موازنة النفوذ الأميركي في المنطقة وإعادة إحياء علاقات الصداقة مع دول جنوب آسيا هي الهند· الواقع أن الحاجة الإيرانية لتطوير علاقاتها الثنائية مع الهند تحظى باهتمام كبير عبر عنها ''إم·جي·جوهيل'' -المحلل الأمني ومدير مؤسسة آسيا والمحيط الهادي في لندن- بقوله: ''إن إيران تسعى بدون شك إلى مغازلة نيودلهي، لا سيما الآن بعدما أصبحت الهند قوة صاعدة''، مضيفاً: ''لكن الهند تعاني من نقص كبير في الطاقة، لذا هناك أسباب اقتصادية تدفع الهند إلى توطيد صلاتها مع إيران، رغم أن علاقتها الاستراتيجية وبعيدة المدى تبقى مع واشنطن''، ومع أن الهند كانت دائماً تربطها علاقات جيدة مع إيران، إلا أن سياستها أصبحت أكثر ميلا لواشنطن خلال فترة إدارة الرئيس ''بوش'' التي تعهدت بتزويد نيودلهي بالمواد النووية بموجب اتفاق عام ،2005 رغم أن الهند لم توقع على اتفاقية عدم الانتشار النووي، وقد صدمت الهند إيران في العام 2005 عندما صوتت في الوكالة الدولية للطاقة الذرية لصالح قرار يقضي بإحالة الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن الدولي، والأكثر من ذلك قامت الهند مطلع السنة الجارية بإطلاق قمر اصطناعي تجسسي تابع لعدو إيران اللدود، إسرائيل، الهدف منه مراقبة البرنامج النووي الإيراني والتجسس على أراضيها، وفي شهر أكتوبر من العام الماضي احتجزت السلطات الهندية شحنة من المواد النووية تابعة لشركة هندية خاصة كانت موجهة لإيران· ومع ذلك اختفت اللياقات الدبلوماسية بين ''نيودلهي'' و''واشنطن'' عشية الزيارة الرسمية للرئيس الإيراني إلى الهند، حيث استقبل بيان وزارة الخارجية الأميركية الذي يدعو الهند إلى تشجيع إيران على تعليق برنامجها النووي كما يطلب منها مجلس الأمن الدولي برد صارم من قبل المسؤولين في الهند، فقد أوضحت وزارة الخارجية الهندية قائلة: ''إن الهند وإيران ينتميان إلى حضارتين عريقتين تمتد علاقاتهما عبر قرون عديدة، ولا أحد من البلدين في حاجة إلى من يدلهما على طريقة نسج علاقتهما المستقبلية، كما أن البلدين معا يؤمنان بالحوار كطريق وحيد لبلوغ السلام''· ويقول المسؤولون: إن البلدين على وشك الاتفاق على استكمال المشروع المعطل المسمى ''خط أنابيب السلام والتقدم'' والذي يهدف إلى تزويد الهند وباكستان بثلاثين مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي الإيراني لكل منهما؛ وتعارض ''واشنطن'' مد خط الأنابيب لما يوفره من فرص لإيران، رغم الفوائد الكبيرة التي ستجنيها حليفتاها الرئيسيتان الهند وباكستان،· ويوضح سياسة الهنــــد تجــــاه إيران ''م·كي· نرايانان'' -المستشار في الأمن القومي الهندي- بقوله: ''هناك العديد من الأشياء التي تجري بين الهند وإيران بعيداً عما هو معلن، كما أن الهند لن تنخرط في صراع دبلوماسي مع إيران لما باتت تتمتع به هذه الأخيرة من نفوذ في المنطقة''، مضيفاً: إن ''الهند وحدها الأكثر استعداداً من غيرها في المنطقة للحديث إلى إيران''، ويصر المسؤولون الأميركيون على رفض استبعاد الخيار العسكري في التعامل مع إيران بسبب ملفها النووي، حيث صرح وزير الدفاع ''روبرت جيتس'' في الأسبوع الماضي أن ''إيران مصممـــة على امتلاك السلاح النووي''· وتأتي الزيارة الأخيرة للرئيس الإيراني ''محمود أحمدي نجاد'' استكمالا لزيارات دبلوماسية أخرى قام بها إلى بعض الدول العربية، بهدف ترطيب الأجواء وتبديد الشكوك إزاء سياسة بلاده في الشرق الأوسط وتطلعاتها التي تخيف الدول العربية المجاورة، وهكذا أصبح ''محمود أحمدي نجاد'' أول رئيس إيراني توجه له دعوة لأداء فريضة الحج في مكة المكرمة منذ قيام الثورة الإيرانية في العام ،1979 وكان أيضاً أول رئيس إيراني يشارك في قمة دول مجلس التعاون الخليجي الذي أنشئ أصلا لمواجهة المد الأيديولوجي للثورة الإيرانية، وفي ''سريلانكا'' حيث بدأت زيارة الرئيس الإيراني الإثنين الماضي، ظهر ''أحمدي نجاد'' في ملصقات كبيرة إلى جانب الرئيس السيرلانكي وقد كتب عليها ''طريق الصداقة نحو التقدم''، و''تقاليد التضامن الآسيوي''، وخلال الزيارة التي قام بها الرئيس السيرلانكي إلى إيران في شهر نوفمبر الماضي استلم مساعدات وقروضا بلغت قيمتها 1,9 مليار دولار لإقامة مشاريع مثل بناء مصفاة للبترول، وتحسين أساليب ري الأراضي، فضلا عن مشروعات أخرى؛ وفي الوقت الذي تسعى فيه إيران إلى تطوير علاقاتها مع دول جنوب آسيا تنتقد الدول الأوروبية سريلانكا بسبب انتهاكاتها لحقوق الإنسان في صراعها مع ''نمور التاميل''، وهــو مـا أشـــار إليه ''باليتـــا كوهونا'' -المسؤول في وزارة الخارجية السريلانكية- بقوله: ''إننا في آسيا لا نلقي الدروس والمواعظ كما يفعل الغرب، لأن عملية التشهير ليست مقبولة هنا''· سكوت بيترسون-تركيا ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©