الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سيد شدياق: أبوظبي ساعدتني على إعادة ترتيب أفكاري

سيد شدياق: أبوظبي ساعدتني على إعادة ترتيب أفكاري
26 فبراير 2011 20:28
نسرين درزي (أبوظبي) -الفن على تفرده بكل ما يتضمنه من بريق، يحتمل النقاش في كثير من تفاصيله. ويبقى التميز دائما للفكرة الجديدة وطريقة الأداء التي كلما كانت رشيقة جاءت النتائج مبهرة. وهذا ما يتبعه الفنان العالمي سيد شدياق الذي ابتكر لنفسه خطاً خاصاً حين تبلورت في رأسه فكرة رسم لوحات متخصصة بالخيول العربية. وأخرى صالحة للأكل تصور مجموعات مختلفة من الأشخاص مستعملاً فيها مادة الشوكولاته. فكرة محددة قادت صاحبها إلى مجالات جديدة من الإبداع اللامحدود، ومع تطور ظروف حياته وتراكم الخبرات لديه، أصبح الرسام اللبناني الأصل سيد شدياق الذي يعيش في العاصمة الأسترالية، أحد أهم فناني الاغتراب من حملة القضايا الشرقية في أدائهم. وخلال زيارته لأبوظبي، حيث جال في لوحاته على عدد من معارضها، كان لـ»الاتحاد» لقاء معه تحدث خلاله عن أهم المراحل التي قطعها وصولا إلى طرق أبواب الشهرة العالمية. مدينة هادئة بين لوحاته التي تشكل له مصدر فخر وإلهام، بدأ حديثه مشيراً إلى أن أجواء العاصمة الإماراتية كان لها كبير الأثر على انطباعات ولدت لديه حديثا وينوي ترجمتها بالألوان الزيتية. يقول: «في هذه المدينة الهادئة يسترجع المرء نفسه ويخلو إليها مستعيدا مجموعة أفكار نيرة قد يكون ظن أنها غادرته مع زحمة أمور الحياة. هذا فعلا ما أحسست به هنا وقد استفدت من وجودي في هذه الأرض الجميلة كي أعيد ترتيب أوراقي وأفكاري على أكثر من صعيد». لوحاته الزيتية تختلف باختلاف متطلبات زبائنه، أما تركيزه في معارضه التي أقامها في أبوظبي فكانت على لوحات الخيول الأصيلة. وهو يشعر بالفخر لأن أعماله المتنوعة منتشرة في مختلف أنحاء العالم، وهذا ما يجعله يصر على متابعة الجولة ليأخذ الفن الشرقي ناحية العالمية. والنقطة الأهم في حياة سيد هي أنه يعشق الأعمال الخيرية، إذ إنه يود تنظيم معارض يعود ريعها لصالح الشباب المصابين بالسرطان في العالم. ومن خلال الانخراط في الأعمال الخيرية والدبلوماسية يمد نطاق فنه إلى ما هو أبعد مما تتوقعه من فنان. وهو يشعر بالامتنان للفرص التي أتيحت له لكي يعبر عن نفسه في مشواره الفني، وفي مجالات أخرى. وسيد شدياق يشجع أولئك الذين يجدون الجمال والفائدة في أعماله، لبذل المزيد من تقديم المساعدات الإنسانية للعالم وفي نهاية المطاف لأنفسهم. وكان ممثلون عن قاعدة الجيش الأمريكي في «أوكلاهوما»اتصلوا به قبل عامين بقصد التبرع برسوم وأعلام أميركية تحمل توقيعه من أجل بيعها ضمن مزاد وجمع أموالها لدعم الجنود الجرحى. وقد أصبح سيد شدياق عام 2009 عضواً في الأمم المتحدة ليمثل «الاتحاد اللبناني العالمي للثقافة». ولأن لبنان هو أول بلد عربي يحوي على موقع فريد لشؤون ا?علام، فقد اختارت المنظمة سيد للعمل كممثل بديل وللتحدث نيابة عن المغتربين اللبنانيين في مختلف أنحاء العالم. وهو المجتمع الذي يحصي نحو 12 مليون نسمة. وفي باكورة أعماله في مقر المنظمة في نيويورك، التقى الفنان برئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان وقدم له واحدة من لوحاته التي يعتز بها بعنوان: «وجه لبنان». لوحات الشوكولاته بالنظر إلى الألوان البارزة التي يستعملها الفنان في لوحاته، وكأنها تخرج للتو من مشهد الطبيعة، نذهب إلى أبعد من تلك الحدود. فالرسام العالمي الموهوب يحمل في جعبته الكثير من الخطط التي تتعدى الفن والسياسة والأعمال الخيرية لأنه صاحب رسالة. فقد استغرق 4 سنوات من الجهد المتواصل ليقنع متحف «متروبوليتان» في نيويورك ليغير الخطأ المدون على لوحة الفيلسوف اللبناني جبران خليل جبران، والتي كانت تشير خطأ إلى أنه سوري الأصل. علما أن الرسام والأديب العالمي لجبران خليل جبران له 8 لوحات معروضة في متحف «متروبوليتان» للفنون، والذي لا يعرض إلا نخبة الإبداعات على الإطلاق. ومن مغامرة فنية إلى أخرى، بدأت مرحلة جديدة من فن سيد حينما قرر الرسم بواسطة الشوكولاته ومن دون أي مادة أخرى مساعدة. وقد عرض باكورة أعماله في هذا المجال في معرض الشوكولاته السادس في مدينة «منهاتن» وأسماه وقتها «نكهة نيويورك». المعرض الشهير يقام سنويا منذ عام 2003، وهو يحقق نجاحا منقطع النظير ويحضره آلاف الزوار القادمين إليه من شتى بقاع الأرض. وفي آخر مشاركاته في الأعمال التي تحمل توقيع الشوكولاته في لوس أنجلوس ونيويورك وباريس وسيدني والكويت، حاز سيد الكثير من الاهتمام من قبل وسائل الإعلام العالمية. وأجرى 150 مقابلة لصحيفة وراديو وتلفزيون، بينها «شيكاغو تريبيون» و»صحيفة نيويورك الإخبارية اليومية». وعلى أثره تبرع الفنان بعدة لوحات إلى منظمات خيرية تهتم بالأطفال المعوزين، كما نظم مزادا علنيا لفن الأطفال جمع خلاله 10 آلاف دولار لصالح «مستشفى سيدني للأطفال». «الفنان الشاب» انتقلت عائلة الفنان سيد شدياق إلى لبنان حين بلغ الخامسة من العمر. فنشأ قرب متحف جبران خليل جبران مؤلف كتاب «النبي» والفنان المبدع الذي تأثر فيه منذ الصغر. وكانت أعمال جبران مصدر إلهام لسيد أثناء طفولته، فحمل معه هذا ا?لهام حين هاجر الى أستراليا. وعندما بلغ 23 عاما، بدأ يكتشف في نفسه مواهب فنية كثيرة كان أولها تشكيل لوحات من الزجاج الملون. وصنع وقتها 14 لوحة فنية ضوئية تروي رسومها الأساطير. وفاز بجائزة «الفنان الشاب» التي تمنح للفنانين المبتدئين. بعدها بدأت ملامح الشغف بالفن تظهر عليه، فالتحق عام 1995 بمعهد «جوليان اشتون» للفنون. وهو معهد فريد وتاريخي تأسس عام 1890 ويعتبر من أرقى وأفضل معاهد الفنون في أوستراليا. وحظي سيد بامتياز التتلمذ على يد «نايجل تومبسون» الذي نال جائزة «أرشيبالد» أهم جائزة تمنح لفناني رسم الأشخاص في أوستراليا. وقد ركز سيد اهتمامه في المعهد على اللوحات الزيتية، فبدأ يعرض أعماله في معارض جماعية في سيدني منذ العام 1995. وفي عام 1999 أقام أول معرض منفرد له فلاقى نجاحا باهرا وباع لوحاته من دون اللجوء إلى خدمات وكيل أو تاجر. وحين أنهى دراسته في المعهد، أخذ إجازة لمدة سنة جال خلالها في أنحاء العالم زائرا أهم وأرقى المتاحف والمعارض الفنية. وقصد في الفترة الممتدة ما بين عامي 1999 و2003، 20 بلدا بما فيها الولايات المتحدة. وعاد إلى مدينة «منهاتن» في أوائل 2003 ليشارك في معرض «فن الرسم الشخصي الحديث» الذي أقيم في مبنى القنصلية الأسترالية في نيويورك. وكان من المفترض أن ينتهي المعرض بعد أسبوعين من افتتاحه، لكن اللجنة القيمة عليه ارتأت التمديد له لأكثر من شهرين لشدة الإقبال عليه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©