السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إعلاميون: تصريحات هزاع محاولة للفت الانتباه ولامعنى لها !

إعلاميون: تصريحات هزاع محاولة للفت الانتباه ولامعنى لها !
6 ابريل 2010 21:38
لم يمر هيناً حديث الفنان الإماراتي الشعبي هزاع المنهالي عن فرحته باعتزال مواطنه الوسمي، وأمنياته لو كان هو مكانه الآن، وعمله جاهدا على الحدّ من نشاطه الفني .. وتشبيهه حال الفنان بالمدخن الذي يدرك أن التدخين «مضر»، غير أنه لا يستطيع الإقلاع عنه، إذ فسره متابعون بأنه يأتي من باب الاستعراض الإعلامي بغية إحداث ضجة للفت النظر إليه، وقال الصحفي الفني بصحيفة «الجزيرة» تركي البسام: «حديث المنهالي لا معنى له، ولو لم يقله لن يضره شيئاً، وحاولت كثيراً أن أفهم لماذا قال ما قاله لكنني لم أصل إلى نتيجة سوى أنه يريد لفت الانتباه، خصوصاً وأنه يتزامن مع طرح ألبومه الخليجي الجديد (أهواك)». ولم يتوقف المنهالي في تصريحاته المثيرة عند هذا الحد بل ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك حين شدد على أن جميع الفنانين يدركون وضع الغناء، ولا يحتاجون لمن يشرح لهم أصول الدين الإسلامي ورؤيته للغناء، وأكد أنه يتمنى أن لو يتوب عن الغناء كما فعل الوسمي، داعيا الوسمي إلى الثبات على قراره، معتبراً أن توجهه لدراسة الهندسة وعمله في دائرة حكومية هو محاولة لمقاومة الفن والابتعاد عنه، مشيرا إلى أن أهله ووالدته وزوجته يطالبونه باعتزال الغناء. ولفت إلى أن والدته طالما دعت له، بينما تردد زوجته على مسمعه مع كل مرة يخرج فيها للعمل أو لتحضير مشاريع فنية عبارة «متى ننتهي».. لكن المنهالي ورغم هذه القناعات كلها لم يقرر حتى الآن الاعتزال، أو إذا ما كان سيبتعد أيضًا عن التلحين أم لا، لكنه أكد أنه في حال ترك الفن لن يتوجه إلى الإنشاد الديني، لرغبته في أن يكون الاعتزال حقيقيا.. وهو ما دفع الكاتب الصحفي حسان أبو صلاح إلى التشكيك في صدق وواقعية المنهالي خلال حديثه، «فالتضارب بين الرغبة والمبررات واضحة، فكل ما يحيط به يدفعه إلى الاعتزال بدءا من رغبته الشخصية، وضغوط عائلته، ومحاولته العمل للانشغال، وعدم رغبته في الإنشاد، ومباركته وتشجيعه لزميله المعتزل». ناصحاً إياه بأن يعتزل، لأنه من المحزن أن يرتكب أفعالاً من أجل الآخرين ويحس خلال ارتكابها بأنه مذنب، ويستمر في ارتكابها، خصوصاً إذا لم يكن الآخرون ملتفتين ومنتبهين لما يرتكبه من أجلهم، لأنه لن يحصد سوى الذنوب والشعور بتأنيب الضمير». فيما يذهب رئيس قسم المنوعات في صحيفة «الحياة» عادل العيسى إلى التأكيد على أن»اللغة الدينية في الفترة الاخيرة باتت أكثر وضوحا وقوة في خطاب الفنانين .. مدللاً على ذلك بحديث الفنان أصيل أبو بكر عن رفضه المشاركات في مهرجانات العيد بحكم إنها تأتي بعد شهر رمضان الفضيل». واستطرد:«هذه اللغة ظهرت بشكل أقوى في حديث الجيل الشاب من الفنانين، وليس أدل على ذلك من تمني المطرب تامر حسني أن يموت وقد هجر الغناء». ويؤكد:«باعتقادي أن الوسط الفني اليوم وحسب ما تظهره كواليسه بات مزعجا للكثير من الفنانين وسببا مهما لتدعيم قناعتهم بخطأ ما يقدمون وفضل الابتعاد عنه، بالإضافة إلى رفض معظم الأسر لخوض أبنائها لهذا التجربة وما يجده الفنانون من استياء على الاقل من المجتمع الملتصق بهم، ويبدو هذا جلياً في حديث المنهالي عن موقف زوجته ووالدته من غنائه». ويتابع:«زيادة عدد الفنانين المبتعدين عن الساحة الفنية في الفترة الأخيرة وخصوصا الشباب منهم يعطي الفرصة لغيرهم لاستكشاف الموقف والتفكير جديا بمثل هذا الخطوة واتخاذ القرار، ما يستفز مخالفيهم الرأي او البعيدين منهم عن تلك الرؤية كالفنان المصري عادل إمام الذي تحدث في أكثر من ظهور إعلامي عن استيائه من ظهور عدد من الفنانات بالحجاب معتبرا ذلك التوجه ظاهرة سلبية». المنهالي يعاني من عقدة تحريم الغناء يرى الباحث في الشؤون الفقهية عبدالواحد الأنصاري أن هزاع المنهالي «يعاني من عقدة تحريم الغناء التي غذتها الدعوة الصحوية خلال الثمانينات والتسعينات الميلادية وبدأت تنحسر بعد الألفية الثانية، وسبب هذه التغذية هو تركيز الدعوة الصحوية في تلك الفترة على آراء الحنابلة وابن القيم تحديدا فيما يتعلق بتحريم الغناء، وعدم الأخذ بالآراء المبيحة له كآراء ابن حزم ومعاصري الفقهاء العرب تحديدا خارج الخليج العربي». وزاد بقوله: «بما أن رموز السلفية الكبار كانوا يركزون على هذه المسألة أكثر من غيرها باعتبار أنها كانت لديهم مدخلا إلى الانحلال الخلقي وأنها محرمة عندهم لذاتها، ونظرا لتركيز الخطاب الوعظي على هذا التحريم، نتيجة لذلك فإن جميع من نشأوا في تلك البيئة يتعاملون مع الغناء بحذر أكثر مما يتعاملون فيه مع التدخين مثلا، وذلك يدل على أن السبب هو أن الخطاب الوعظي ركز على الغناء أكثر مما ركز على التدخين». لافتاً إلى أن «مسألة الإباحة من التحريم تبقى راجعة إلى نظر المقلد في الفقيه الذي يراه أوثق وأتبع للدليل، فهذه المسائل المتعلقة بالتحريم والتحليل لا يحتج فيها بالخلاف وحده، فلا يعني اختلاف العلماء فيها أنها مباحة، كما لا يعني أنها محرمة، لأن الأخذ بأحد القولين ديانة، والدليل على ذلك أن من رجح من العلماء أنه مباح حرم عليه أن يقول بتحريمه من جهة الديانة، والعكس صحيح». منبهاً إلى أن الاستعراض لتاريخ المسألة يؤكد على أن هزاع المنهالي متأثر بالخطاب الوعظيّ «ولا يزال يعتبر نفسه مرتكبا لمعصية مع اعتقاده تحريمها، ومن الناحية العلمية الصرفة يعتذر له أن هذه هي أخف أحوال العصاة عند الفقهاء».. مشدداً على على ارتباط الشاب العربي بالحكم الديني حتى في المسائل الخلافية، «وأن الجانب التربوي له تأثيره في حكم الإنسان الأخلاقي على الأفعال التي يقوم بها في حياته اليومية».
المصدر: الرياض
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©