الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اجعل صحتك أولوية حياتك قبل فوات الأوان

اجعل صحتك أولوية حياتك قبل فوات الأوان
26 فبراير 2011 20:32
أبوظبي (الاتحاد) – وصل البريد الإلكتروني الذي أرسله الرئيس التنفيذي إلى جميع موظفي الشركة وتداولوا الخبر فيما بينهم في وقت قياسي. كان وقْع الخبر عليهم شبيهاً بوقع الصاعقة. إذ كيف يستقيل رئيس شركة ناجحة يتمتع بكل مواصفات القيادة الفعالة، ذو شخصية كاريزمية ورؤية استشرافية مميزة وألق مهني فريد من نوعه، وكل هذا بدعوى “الاهتمام بصحته”. استخف الموظفون عند قراءة الرسالة بمبرر الاستقالة واعتبروها مبرراً واهياً، فهم يعرفون أن الرئيس يتمتع بصحة جيدة. لا شك أن هذا القرار الذي اتخذه الرئيس التنفيذي لم يكن سهلاً. فهو يدرك تماماً أن ذهابه سيكون له تأثير كبير على أداء الشركة ووضعها المالي. لكنه كان يدرك أيضاً أنه غير راض عن صحته البدنية والنفسية، ويعي أن نجاحه المهني لا يمكن أبداً أن يعوضه صحته إذا خسرها.محام مشهور ذاع صيته في عدة مدن خضع مؤخراً لعملية قلب مفتوح. كان الأطباء قد نصحوه بإجراء العملية قبل سنتين، لكنه كان يؤجلها كل مرة بسبب جدول عمله المكثف الذي لم يعد يترك له المجال لأي نشاط آخر غير المحاماة. ومع أن العملية الجراحية تكللت بالنجاح، فإن الأطباء قالوا إنها كانت ستكون أقل خطورةً على صحته وأهون من حيث المضاعفات الصحية لو أنه أجراها في الوقت الذي طلب منه الأطباء ذلك. موظف ناجح تميز مساره المهني بالنجاحات تلو الأخرى وتألق بشكل جعله دوماً محط حسد وغيرة من زملائه. أصبح يعاني من السمنة بعد تقاعده عن العمل، وأهمل صحته فأُصيب بارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول. وبينما كان يجُز عشب حديقة منزله، شعر بألم شديد في صدره وأطلق آهات متتالية قبل أن تهرع به زوجته إلى المستشفى الذي أوصى أطباؤه بإجراء عملية فورية لتحويل مسار معدته. يمثل هؤلاء الأشخاص نماذج واقعية من أفراد ناجحين في حياتهم المهنية، لكن القاسم المشترك بينهم هو تألق مهني على حساب صحتهم، ولا ريب أن هذا حال الكثيرين الذين ينسون في غمرة زحمة العمل ومشاغل الحياة الاهتمام بأثمن شيء لديهم وأكبر نعمة رزقوا بها: الصحة. وقصص هؤلاء الثلاثة تعطي لكل واحد منا درساً بالغ الأهمية هو حاجة كل واحد منا لجعل مسألة الاهتمام بصحته أولوية أولى في حياته وخطاً أحمر غير قابل للتجاوز. والطريقة التي استخدمها الرئيس التنفيذي للشركة، الذي استغرب جميع موظفيه رسالته الإلكترونية واستهجنوها، كانت القرار الصائب والسديد. فهو لم يتخل عن وظيفته ويتنازل عن مجده المهني بسبب إصابته بأمراض تحول دون مزاولته مهنته، بل لأنه وصل إلى قناعة قديمة جديدة وهي أن الوقاية خير من العلاج وأن الصحة تاج يفوق في أهميته باقي التيجان الأخرى عن موقع “mayoclinic.com”
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©