الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمد جانو: تحديد الأهداف وإدارة الوقت والرغبة في التغيير ثالوث التميز

محمد جانو: تحديد الأهداف وإدارة الوقت والرغبة في التغيير ثالوث التميز
26 فبراير 2011 20:40
توجيه الحديث للشباب، ونصحهم وإرشادهم بات من الأولويات لدى المطورين والاستشاريين، نظراً لكونهم يشكلون الركيزة الأساسية والعمود الفقري لأي مجتمع، فإن صلح شبابه صلح كل شيء فيه، وأسئلة كثيرة تتمحور حول كيفية التخطيط للنجاح وتنظيم الوقت والتفوق في الدراسة، وكيفية اجتياز المقابلات والعمل بنجاح وتفادي الانحراف، هذه محاور إن اجتمعت كلها فاز كل مقبل على الحياة بالنجاح والتميز. يعرف التخطيط بأنه تحديد الهدف المنشود في المستقبل، وبحسب الاستشاري في التنمية الذاتية محمد جانو فإنه المحفز والمحرك لاستمرار الطموح. ويقول “الهدف يمكن أن يوصلني إلى رؤيتي المستقبلية، أما الرؤية هي الصورة التي أريد أن أكون عليها في المستقبل”. ويضيف “تخيل نفسك طبيباً عالمياً أو مهندساً شهيراً أو كاتباً ذائع الصيت، حدد الصورة التي تحب أن تكون عليها من واقع إتقانك لشيء أو حبك له أو قدراتك ومواهبك الواضحة أو كل ذلك، ثم تخيل نفسك وقد وصلت إلى تلك القمة، وتخيل تفاصيل مشاعرك وتهاني الأهل والأصدقاء وأضواء الإعلام والصحافة، فإن التخييل والعزم على تحقيق الأمور يوصل إلى المراد”. أهمية التخطيط يقول جانو “استيقظ، واكتب رسالتك، اكتب كيف يمكنك أن تصل إلى هذه الرؤية”. ويتساءل “هل هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة دون تخطيط؟ رغم أنه نبي ورسول وفي حفظ الله وعينه لم يفعل ذلك إلا ليعلمنا ضرورة وأهمية التخطيط، فقد كان من الممكن أن يأخذه البراق الذي أسرى به من مكة إلى القدس ثم عرج به إلى السماوات دون تخطيط ودون مطاردة من أهل مكة”. ويضيف “هل التخطيط يقيد حريتي ويمنعني من الإبداع والابتكار؟”، مجيباً “لا طبعاً، لابد أن تكون خطتك مرنة فقد وضعتها لتساعدك لا لتعوقك، غير وبدل كيفما شئت طالما أن الأهداف واضحة ومحددة، اكتب خطتك وضع الورقة في جيبك أو حيث يمكنك الاطلاع عليها كل يوم مرة على الأقل حتى لا تتنازعك مشاغل الحياة والأحداث الطارئة فتنسى طريقك”. في سياق عدم وجود خطة للإنسان، يقول جانو “من لا يخطط للنجاح فهو يخطط للفشل، ومن ليس له خطة يضعه الآخرون في خططهم، كل من يلقاك أو يحادثك أو يتذكرك سيطلب منك مساعدته أو تضييع الوقت معه، فإن كانت لك خطة اعتذرت بها واستفدت من وقتك وإلا فإنك تمنحه نفسك ليستخدمها في تحقيق خططه. وحول أهمية تحديد الهدف، يقول “نعرف قصة أليس في بلاد العجائب، عندما سار الأرنب في طريق ثم تفرع هذا الطريق إلى طريقين. احتار الأرنب هل يذهب يميناً أم يساراً، ثم وجد شخصاً فسأله: أي طريق أسلك؟ فرد عليه بسؤال أين تريد أن تذهب؟ قال: لا أدري؟ فرد عليه قائلاً: إذن، أسلك أي طريق، أنت بلا هدف، أي تائه، فماذا ستخسر أكثر من ذلك؟” إدارة الوقت عن إدارة الوقت، يقول جانو إنه لابد من إدارة الوقت، ويضيف “لكن بعد أن نفهم قيمة الوقت، فالوقت هو الحياة نفسها، حياتك عبارة عن وقت يمضي بعضه فيمضي عمرك، وهل نحتاج إلى ساعة أم إلى بوصلة لكي ندير أوقاتنا؟ الساعة نستخدمها لقياس الوقت أما البوصلة فنستخدمها لتحديد وضبط الاتجاه أي الهدف، ولابد أن تحدد هدفك ليكون ذلك حافزاً على إدارة وقتك بشكل جيد للوصول إلى الهدف المنشود، إذا لم يكن لديك هدف لماذا تضيق على نفسك وتدير وقتك؟”. ويتابع “إذا كان وقتي متسعاً وأعاني من الفراغ كيف أمضي وقتي؟ لا أحد لديه وقت فراغ في الحقيقة، هذا هروب من المسؤوليات والواجبات وتجاهل لقيمة الوقت، فالوقت هو الحياة، يمكن للوقت أن يمنحني المال إذا استخدمته في عمل مفيد أو تعلمت مهنة أو حرفة أكتسب منها المال، كما يمكنني اكتساب المهارات أو فعل الخير واكتساب الثواب أو تقديم المعونة للآخر”. ويوضح أن كل إنسان عليه من الواجبات والمسؤوليات الدينية والدنيوية ما يستغرق كل الوقت، متسائلًا “أين هو وقت الفراغ؟” ويعلق “من منا يصل رحمه بشكل مناسب؟ من منا يؤدي فروضه الدينية والنوافل؟ من منا يثقف نفسه ويؤدي عمله ويجوده ويتقنه بشكل يرضي الله وينمي الشخص؟ إذا كان لديك وقت فراغ أعد التفكير جيداً أنت مقصر في أشياء كثيرة حاول أن تجبر التقصير ولن تجد لديك لحظة فراغ”. وعن الخرائط الذهنية، يقول جانو “عند دراستك لأي كتاب أحضر ورقة بيضاء غير مسطرة وضعها في وضع عرضي وأحضر أقلام ملونة، ارسم أحد الأشكال (دائرة أو مربع أو ورقة شجرة أو قلب أو أي شكل آخر) في وسط الصفحة أو أعلاها ولونها بلون معين أو اكتب فيها اسم الكتاب بلون معين، ارسم منه خطوطاً في اتجاهات مختلفة بعدد الأبواب أو الفصول تنتهي بأشكال ولوّنها بألوان مختلفة، واكتب فيها أسماء الأبواب أو الفصول وهكذا أخرج فروعاً أخرى للعناوين الرئيسية”. ويضيف “أخيراً لدينا ورقة واحدة ملونة وبها ملخص محتويات الكتاب كما أننا أعددناها بأيدينا وهذا الشكل يحبه العقل ويتذكره بصورة أفضل إذا قرأنا الكتاب ولو لمرة واحدة ولكن يفضل عند القراءة التخطيط أو تدوين الملاحظات بالقلم لزيادة الانتباه، وإذا أردت الامتياز حاول أن تشرح محتويات الكتاب لأي زميل أو صديق أو قريب أو أي شخص يقبل ذلك، فالاستيعاب والتذكر يكونان أفضل باستخدام حواس أكثر فالقراءة بصوت مع النظر أو السماع لو قمت بتسجيل المادة مع الشرح مع الكتابة مع التلوين، كل ذلك يجعلك تستوعب أكثر وربما أفضل من مؤلف الكتاب”. البرمجة السلبية يقول جانو “معظم الناس يبرمجون منذ الصغر على أن يتصرفوا بطريقة معينة ويتكلمون بطريقة معينة ويعتقدون اعتقادات بطريقة معينة، ويشعرون بأحاسيس سلبية من أسباب ما، ويشعرون بالتعاسة لأسباب أخرى، واستمروا في حياتهم بنفس التصرفات، وأصبحوا سجناء برمجتهم واعتقاداتهم السلبية التي تحد من قدرتهم في الحصول على ما يستحقون في الحياة”. ويتابع “نجد نسب الطلاق تزداد ارتفاعاً والشركات تغلق أبوابها، والأصدقاء يتخاصمون، وترتفع نسبة الأشخاص الذين يعانون من الأمراض النفسية والقرحة، والصداع المزمن، والأزمات القلبية، كل هذا سببه واحد هو البرمجة السلبية، لكن هذا الوضع يمكن تغييره وتحويله لمصلحتك، فكل إنسان على هذه الأرض يستطيع تغيير هذه البرمجة واستبدالها بأخرى تساعدنا على العيش بسعادة، وتؤهلنا لتحقيق أهدافنا، ولكن هذا التغيير يجب أن يبدأ بالخطوة الأولى، وهو أن تقرر التغيير، فقرارك هذا الذي سيضيء لك الطريق لحياة أفضل، تصديقاً لقوله تعالى “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”. ويؤكد “يجب عليك أن تعلم أن أي تغيير في حياتك يحدث أولاً في داخلك، وفي الطريقة التي تفكر بها والتي ستسبب لك ثورة ذهنية كبيره قد تقلب حياتك إلى سعادة أو تعاسة”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©