السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كريمة العيداني: عوامل داخلية وخارجية تحرض الغضب

كريمة العيداني: عوامل داخلية وخارجية تحرض الغضب
26 فبراير 2011 20:41
أبوظبي (الاتحاد) - الغضب من الرذائل الخلقية التي إذا تحكمت في النفس وتمكنت منها كان لها أسوأ الأثر على حياة الفرد، كما أن له نتائج سيئة في تمزيق روابط المودة بين البشر، فالإنسان حين يشتد غضبه يفقد رشده وصوابه ويصبح وحشاً ضارياً لا يدرى ما يفعله، ويظن أنه بذلك يظهر بمظهر المحترم لذاته والمحافظ على كرامته، وهو إنما يظهر مظهر الطائش الأحمق، وهو خاسر لأن الغضب يعد شروعاً في الاعتداء، بينما يعد الحلم دليل فطنة ورجاحة عقل، هذا ما استهلت به الاختصاصية النفسية كريمة العيداني حديثها عن الغضب. تقول العيداني “حث الإسلام على عدم الاستسلام للغضب، واعتبر أن الشخص الذي يستطيع التحكم في غضبه وضبطه في عداد المتقين، تصديقاً لقوله تعالى في وصفه إياهم “والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين” (آل عمران 134)، بل يدعو إلى العفو لأن قرار الغاضب غير منصف. أما عن تعريفها للغضب، فتقول العيداني “يحمل الغضب في اللغة العربية معنى بغض الآخرين وحب الانتقام منهم، ويقال غضب فلان ومغضبة عليه أبغضه وأحب الانتقام منه، فهو غضب وغضوب وغضبان وذاك مغضوب عليه “غضب لفلان” أي غضب على غيره من أجله، ويقال غضب من لاشيء أي من غير شيء يوجد الغضب وغاضبة ومغاضبه حمله على الغضب، والغضابي: الكدر في معاشرته”. وعن التعريف السيكولوجي للغضب، توضح العيداني أن التعريفات السيكولوجية تربط الغضب بأسبابه وآثاره والتغيرات المعرفية غير المدركة المولدة للسلوك الذي يتبع الغضب، ومن هذه التعريفات: تعريف نوفاكو بأنه حالة انفعالية تتحدد بوجود إثارة فيزيولوجية وعنصر إدراكي معرفي، وهو يرى أن العلامة أو العنصر الإدراكي لا يشترط أن يكون غضباً بالمعنى الدقيق، بل قد يكون هذا العنصر على مستوى لفظي قريب من تعابير: إنسان منزعج أو متهيج أو مثار أو ماشابه ذلك”. وتضيف “يعرفه عبدالمنعم الحفني الغضب بأنه استجابة انفعالية حادة تثيرها مواقف التهديد أو العدوان أو القمع أو السب أو الإحباط أو خيبة الأمل، ويختلف الغضب عن الكراهية لأن الغضب قصير الأمد، ولكن الكراهية تستمر طويلا، ويصحب الغضب استجابة قوية من الجهاز العصبي المستقل وخاصة الجزء السيمبتاوي، ويدفع المرء إلى الاستجابة بالهجوم إما بدنياً أو لفظياً”. و تشير العيداني إلى أن أسباب الغضب ومثيراته تتحدد في “العوامل الخارجية” وتعرف بالبواعث القريبة أو المدركة للغضب مثل العجز عن إشباع حاجة والإحباط والانزعاج والإهانات وغيرها، ولكن المثيرات قد تتشابه لدى أكثر من فرد ورغم ذلك يختلف تأثيرها الغاضب من فرد لآخر وهذا يعني أن “العوامل النابعة من ذات الفرد” و”تأويله للموقف المغضب” لا تقل أهمية عن العوامل الخارجية ذاتها، وعلى العموم يعد تقدير الفرد للضرر أو الخسارة المترتبة على أهم العوامل المرتبطة بدرجة الغضب”. وتقول العيداني “قد تزيد أو تنخفض ردود الأفعال التالية للغضب من صورة الغضب لدى الفرد فإذا ما حقق الغضب نتيجة إيجابية لدى الفرد كان بمثابة تعزيز يجعل الفرد يميل إلى استخدامه في المواقف المماثلة أو غير المماثلة لاحقاً”. وتتابع “أما إذا كانت ردود الأفعال اللاحقة غير معززه، هنا يميل الفرد إلى أحد الأمور التالية : قمع الغضب أو كبته وعدم إظهاره وينعكس ذلك في شكل أعراض جسمية مرضية تأخذ شكل من أشكال الأمراض السيكوسوماتية أو الهستيريا التحولية، تحويل الغضب إلى مصدر أقل أو نقل العدوان إلى موضوع آخر فالمدرس الذي يغضبه المدير قد يصب غضبه على طلابه أو أحد العمال أو زوجته في المنزل، أو قد يلجأ المرء إلى النكوص أي التحول إلى ممارسة سلوك أقلع عنه الفرد مرتبط بمنطقة شبقية وأوضح مثال لذلك عودة الكثير من المدخنين إلى السيجارة بعد الإقلاع عنها عند تعرضهم لأية مواقف محبطة”. الغضب والعدائية عن آثار الغضب، تقول الاختصاصية النفسية كريمة العيداني “لا تكمن مشكلة الغضب في الغضب ذاته بقدر ما يكمن في آثاره إذ يرى العالم نوفاكو أن الغضب يتضمن عدداً من الوظائف التي لا تبدو تبادلية تبادلاً مطلقاً أهمها أن الغضب يمد السلوك بالطاقة فيزيد من زخم وقوة استجابتنا وردود أفعالنا، كما أن الغضب يشوه عملية تشكيل المعلومات وإنجاز العمل، وهو رد فعل دفاعي على تهديد الأنا، والغضب يحرض على النشاط العدواني، ويقوي الشعور بالسيطرة والضبط، ويحسن اعتبار الذات. وهكذا يوجد بعض الآثار السلبية للغضب المذموم مثل اضطراب الوظائف البيولوجية خاصة الدورة الدموية والسلوك العدواني والاضطراب المعرفي”
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©