السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أميركا وباكستان... أدوات تعزيز الثقة

6 ابريل 2010 22:08
هل سيأتي يوم تثق الولايات المتحدة وباكستان في بعضهما البعض على نحو يكفي للتعاون بينهما بشكل كامل حول محاربة طالبان و"القاعدة"؟ كان هذا هو السؤال الذي خيم على الحوار الاستراتيجي رفيع المستوى الذي جمع مسؤولين كبارا من البلدين الأسبوع الماضي، والذي كان يهدف إلى وضع علاقتهما الشائكة على أساس جديد أكثر متانة. وقد رأس الوفدَ الباكستاني وزير الخارجية اللبق شاه محمود قرشي، إلا أنه كان يضم أيضاً قائد الجيش القوي متجهم الوجه الجنرال أشفق كياني. واشنطن وعدت بتسريع إيصال المساعدات الاقتصادية والمعدات العسكرية إلى باكستان، إلى جانب تعويضها عن جهودها المتزايدة لمحاربة المقاتلين على الحدود الأفغانية. وبهذه المناسبة، قالت وزيرة الخارجية الأميركية، التي تأمل في تقليص هوة الثقة بين البلدين: "هذا يوم جديد". ولكن هل ثمة أسبابا للاعتقاد بأنه عندما يتعلق الأمر بمحاربة المقاتلين، فإن مصالح البلدين يمكن أن تلتقي؟ هنا يكثر المتشككون. فقد شعرت واشنطن بالإحباط في الماضي جراء تركيز باكستان على غريمتها الهند، وعدم رغبتها في طرد "طالبان" أفغانستان و"القاعدة" من ملاذهما على طول الحدود الأفغانية. كما أن باكستان ساعدت على تدريب "طالبان" أفغانستان في التسعينيات، وتعتبرهم ورقة مفيدة في حال غادرت الولايات المتحدة أفغانستان قريباً. غير أن الظروف تغيرت، ففي 2009 بدأت باكستان في محاربة مقاتليها بمحاذاة الحدود مع أفغانستان؛ واليوم، هناك تعاون استخباراتي قوي بين الولايات المتحدة وباكستان حول الهجمات التي تنفذها طائرات من دون طيار ضد أعدائهما وأعدائنا من "طالبان". وعلى سبيل المثال، شنت الاستخبارات الباكستانية والأميركية مؤخرا، غارة سرية مشتركة، ألقت خلالها القبض على القائد العسكري الأول لـ"طالبان" المولى عبد الغني بردار. وبعد ذلك، اعتقلت باكستان عدداً من قيادي "طالبان" أفغانستان الآخرين. المتشككون قد يتساءلون حول دوافع هذه الاعتقالات، ولكنني أتفق مع "بروس ريدل"، الذي أشرف على تقييم سياسة أفغانستان وباكستان لعام 2009 في إدارة أوباما والذي يقول: "إذا كانت ثمة أسباب تدفع المرء ليكون متشككاً، إلا أن على المرء ألا يترك التشكك يحجب عنه حقيقة أن ثمة شيئاً ما يحدث". ويعتقد "ريدل" أن الجيش الباكستاني قد أدرك أنه لم يعد بإمكانه تحمل طالبان، التي نقضت العهود وهاجمت قواعد الجيش والاستخبارات. ذلك أنه عندما شن الباكستانيون حرباً على مقاتليهم، "وجدوا أن طالبان أفغانستان وباكستان مرتبطان بشكل وثيق ومن الصعب فصلهما". وبالتالي، فإن موقفهم من "طالبان" قد تغير أيضاً. بيد أن ذلك لا يعني أن الولايات المتحدة وباكستان يعملان وفق النهج نفسه، إذ يشك بعض المسؤولين الأميركيين في أن باكستان ستتحرك ضد مجموعات أخرى من طالبان أفغانستان في شمال وزيرستان؛ هذا بينما يقول الباكستانيون إن لديهم ما يكفي من المشاكل في الوقت الراهن ويريدون محاربة المقاتلين على مراحل. البعض يذهب إلى أن الاعتقالات الأخيرة تندرج في إطار جهود تبذلها وكالة الاستخبارات الباكستانية "آي. إس. آي" لضمان سيطرتها على أي مفاوضات بين "طالبان أفغانستان وحكومة كرزاي، وقد كانت ثمة شائعات تفيد بأن أحد أشقائه كان يلتقي مع كرادار – والحال أنه لا بد من أن يكون لباكستان مقعد حول طاولة المفاوضات. ومن جانبهم، تنتاب الباكستانيين تخوفات حقيقية حول نوايانا وحول كيف ستؤثر على المصالح الباكستانية إذ يشعرون، هم الذين فقدوا أكثر من 2200 شخص في القتال ضد المقاتلين، أنهم يستحقون مكافأة مهمة (وإن كانت توقعاتهم مبالغا فيها ربما). كما يريدون أن يعرفوا ما إن كانت إدارة أوباما تركز على التكتيكات أو على استراتيجية طويلة المدى. ثم إنه في ظل كل ما يقال حول انسحاب أميركي من أفغانستان ابتداء من 2011، فإن الباكستانيين يخشون أن ننسحب على عجل ونتركهم أمام حدود غير مستقرة. وفي هذا الإطار، يقول مسؤول باكستاني "إن جزءاً من ثمننا... هو ألا تُدخلوننا في هذا القتال (ثم) تتركوننا نتحمل المسؤولية كلها بمفردنا". وبالتالي، فثمة الكثير الذي ينبغي على الجانبين أن يبحثاه في هذا الحوار، ولكنني أستطيع أن أفكر في خطوات مهمة يمكن لكل منهما أن يتخذها ومن شأنها أن تحسن الجو. على الجانب الأميركي: طلبت باكستان مراراً الحصول على طائرات هيلوكبتر عسكرية من أجل تحسين قدرتها على التحرك وتعزيز قوتها النارية على الحدود الأفغانية، ولكننا نقول لهم إننا لا نتوفر عليها، وإن كنا أرسلنا 10 طائرات هيلوكبتر روسية الصنع من طراز إم آي 17. ولكن، لماذا لا ننظر في مسألة إنتاجنا ونعطيهم طائرات الهيلوكبتر التي يحتاجونها ونُظهر لهم التزامنا بمساعدتهم على القيام بما يتعين عليهم القيام به؟ والحقيقة أن ذلك يجب أن يشكل إحدى أولويات البنتاجون. لقد دفعت المصلحة الذاتية الجيش الباكستاني إلى الإقرار بأنه لا يمكنه أن يتجاهل تهديد المقاتلين؛ ويمكن القول إن مزيداً من الحوار يمكن أن يقنعه بضرورة اتخاذ الخطوات الضرورية التالية، إذا ما أعدت له إدارة أوباما بشكل جيد. ترودي روبن محللة سياسية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©