الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الدراما التلفزيونية العراقية تنهض بأربعين عمل جديد

الدراما التلفزيونية العراقية تنهض بأربعين عمل جديد
26 فبراير 2011 20:44
عمّار أبو عابد (دمشق) ـ أحدث مسلسل عراقي يصور في سوريا حتى الآن هو مسلسل (رائحة العاقول) ليتجاوز بذلك عدد المسلسلات العراقية التي أنتجت وصورت في سوريا الأربعين مسلسلاً. ويقف وراء هذا النهوض للدراما العراقية وجود حوالي مئتي فنان عراقي في دمشق، ما بين ممثل وممثلة وكاتب سيناريو وفني. وفي حين تلعب التسهيلات والخبرات السورية الفنية دوراً في دعم النهوض الدرامي العراقي الجديد، فإن وجود عدد متزايد من الفضائيات العراقية يضغط بحاجته إلى كم أكبر من المسلسلات العراقية. رائحة العاقول المسلسل الذي يجري تصويره حالياً في دمشق يحمل عنوان (رائحة العاقول)، وهو من تأليف العراقي عباس الحربي وإخراج السوري طلال محمود الذي يصف العمل الجديد بأنه دراما عراقية اجتماعية ريفية على خلفية سياسية تشمل الفترة من الثمانينيات وحتى الاحتلال الأميركي للعراق. وتدور أحداث العمل في قرية افتراضية اسمها (الهباشة)، حيث نرى كيف كان العراقيون على مختلف أطيافهم ومذاهبهم يعيشون بتضامن ومحبة، فغالبيتهم يرتبطون ببعضهم بعلاقات القربى أو المصاهرة، ولا يعكر صفو هذه العلاقات إلا عندما يقع اللا مستحب!. حيث يظهر منتهزو الفرص والمستغلون للأحداث، وتغيب القيم والمبادئ والأخلاق. يبدأ المحور الدرامي الأول في المسلسل بالانقلاب على شيخ قبيلة (الهباشة) الأخلاقي والمحبوب من الجميع، ويظهر أخوه الطماع و(الصايع) في المراقص والكباريهات ليسيطر على الأمور، ويتحكم بالناس، لكن الشر لا يلد إلا شراً، فيخرج من جماعة الأخ الظالم من هو أكثر ظلماً منه، ليجرده من كل شيء، بعد أن سرق ونهب ودمر وسلب. وفي خضم الصراع بين الخير والشر، تظهر النساء في ساحة المواجهة، وتبرز أم شاكر لتلبس عباءة الرجل والشيخ محاولة التخفيف عن أهلها وناسها، ولكن، هل تنجح في مواجهة الشر، وفي ظل تحالف الأشرار والفاسدين؟. وفي المسلسل الجديد محاور عديدة تصب جميعها في محور الصراع الأول، فهناك دور لخيام الغجر وملاهيهم، وهناك اطلالة للسحرة والمشعوذين. نجوم عراقيون يقوم ببطولة (رائحة العاقول) فنانون عراقيون بينهم إياد راضي وأنوار الشمري وعلي قاسم ونسرين عبد الرحمن وسليمة خضير وهناء محمد وطه علوان وطلال هادي ومحمد ناصر وذو الفقار خضر وروى السامرائي، إضافة إلى ميس ولبنى قمر. ويشارك في العمل من الفنانين السوريين كل من هلا يماني وعليا عمرايا وحسان محمد، أما الكاست الفني الذي يساعد طلال محمود فمعظمه من السوريين، ويضم عدداً من الفنيين العراقيين. وسيكون المسلسل جاهزاً للعرض في موسم رمضان المقبل. إعادة تأسيس الدراما العراقية يعرب المخرج السوري طلال محمود عن ثقته بمستقبل الدراما التلفزيونية العراقية، ولاسيما أنه أخرج عدداً من المسلسلات فيها سابقاً، ويثني على تميز الممثلين العراقيين، وما يملكونه من مواهب، ويعتبر أن التمازج بين الفنانين العراقيين والخبرات السورية سوف يجعل الدراما العراقية تنتشر على الفضائيات العربية، لتحقق مكاناً مرموقاً لها. ويشارك الفنان العراقي المعروف جواد الشكرجي المخرج السوري فيما يقول، ولاسيما أن الشكرجي صور ما يزيد عن عشرين مسلسلاً عراقياً، أو عراقياً سورياً مشتركاً في سوريا، وهو يعتبر أن الدراما العراقية تنشأ الآن وتعيد تأسيس نفسها في دمشق، على قاعدة التعاون بين الطرفين السوري والعراقي، حيث يكون الإنتاج عراقياً (قناة فضائية عراقية) والكاتب والممثلون عراقيون إلى جانب بعض الممثلين السوريين، يضاف إلى ذلك مخرج وفنيون سوريون. وقد بلغ عدد الأعمال الدرامية العراقية التي أنتجت في سوريا ما يزيد عن أربعين مسلسلاً ما بين عراقي أو عراقي سوري مشترك، وبوجود مائتي فنان عراقي في سوريا، فإن ذلك يدفع إلى المزيد من المسلسلات العراقية، ويشير الفنان العراقي حسين عجاج إلى أهمية (التلاقح) بين التجربتين العراقية والسورية، ولاسيما أن السوريين أصبحوا يمتلكون خبرات مهمة في هذا المجال. لماذا خارج العراق؟ يحتج عدد من النقاد على التصوير في سوريا، ويقول بعضهم إن البيئة مختلفة، لكن المعنيين بهذه التجربة يقولون: إن البيئة السورية قريبة الشبه بالبيئة العراقية، أما الفنانون العراقيون فيقولون: إن الظروف الأمنية في العراق لا تساعدهم على التصوير هناك، فالفنان جواد الشكرجي يؤكد أنه لا مكان حالياً للدراما في العراق، أما الفنان كريم محسن، فيرى أن هاجس الخوف من عدم توفر الأمن داخل العراق ما يزال يسيطر على الفنان العراقي، وبالتالي فإن التصوير في بيئة آمنة هو ما يتيح إنتاج دراما عراقية جديدة، ويشدد الفنان مهدي الحسيني على أن تصوير الدراما العراقية في سوريا سيسهم في انتشارها وتسويقها لدى الفضائيات العربية. وتؤكد الفنانة إنعام الربيعي أن الممثل العراقي مضطر للتصوير خارج العراق بسبب الحالة الأمنية، وأن هذا الاضطرار قد جلب منافع للدراما العراقية التي تطورت كثيراً، بفضل تبادل الخبرات مع صناع الدراما العربية في سوريا والأردن وغيرها. ظلم في الأجور وتبقى نقطة مهمة يثيرها أكثر من فنان عراقي، وهي أن جهة الإنتاج العراقية لا تدفع للممثل العراقي ما يستحقه من أجر، أو ما يوازي ما يحصل عليه زميله السوري، ويظل الفارق في الأجور مرتفعاً ما بين الممثل العربي وشقيقه العراقي. ويشكو الفنان كامل إبراهيم من هذه المشكلة كغيره من الفنانين العراقيين، كما يشير الفنان فاضل داود إلى محاولات الالتفاف على حقوق الممثل العراقي، وعدم تزويده بنسخة عن عقد العمل، واستبدال الممثل بآخر إذا رفض ما يعرض عليه من أجر. ويلاحظ أن الممثلين السوريين يتعاطفون مع زملائهم العراقيين، ويطالبون بإنصافهم ومنحهم الأجور التي يستحقونها، ويروي الممثل كامل إبراهيم أنه بلغ من تضامن السوريين مع العراقيين أن ممثلة سورية ـ لا يذكر اسمها ـ شاركت في مسلسل عراقي وتنازلت عن نصف أجرها لمساندة الممثلين العراقيين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©