قطر تنظم مهرجانات لانتخاب أجمل الصقور وأكثرها مهارة في الصيد

جاسم سلمان (الدوحة) - تشتد المنافسات بين مربي الصقور ومحبي ممارسة هواية القناص كل عام في قطر، حيث يتجمعون من كل حدب وصوب، وتضع حرب المنافسة أوزارها في المهرجانات التي تقم لاختبار مهارات الصقور، والقدرة العالية على القنص والصيد، بالإضافة إلى اختيار أجمل الصقور، ويتبارى أصحابها بتزيينها بالحلي والمجوهرات. والمقناص، الذي يعني الصيد بالصقور، عادة وتراث أصيل للعرب منذ قديم الأزل، وحافظ أبناء شبه الجزيرة على هذا التراث، حتى وصل الأمر إلى تنظيم سباقات عالمية، كما هي الحال في قطر، وتصل أسعار الصقور إلى مئات الآلاف، وأحياناً إلى الملايين في حال كانت الصقور نادرة وماهرة بالصيد. مهارة وقوة يقول محمد المهندي إنه يعمل على تدريب صقره خلال الفترتين الصباحية والظهيرة حتى يستطيع أن يشارك في المسابقات التي تتسم بالقوة، خصوصاً مع وجود متسابقين على درجة عالية من المهارة والقوة، لافتاً إلى أن المهرجانات والمسابقات المخصصة للصقور تظهر بصورة رائعة جميع المتسابقين. ويوضح أن أعداد هواة الصقور تتزايد من خلال المقارنة بين الأعداد التي شاركت في المهرجانات على مر السنوات، مشيراً إلى أن هذا الأمر ساعد على ارتفاع أسعار الصقور في الأسواق العامة. وخالد السليطي الذي يعتبر من الأشخاص الحريصين على ممارسة هواية القنص، ويتميز بخبرة طويلة في مجال الصقور منذ عام 1978، وشارك في العديد من عمليات القنص في العديد من الدول العربية مثل الجزائر ومصر والصومال والسعودية، ولديه خبرة طويلة في مجال الطيور الفاخرة، يرى أن هذه المهرجانات من شأنها أن تفرز العديد من الصقور ذات المواصفات الرائعة في الشكل. علم قائم بذاته أما عايض العذبة، عضو لجنة تحكيم، ومتخصص في مجال الطيور النادرة والثمينة منذ زمن بعيد، ومتابع جيد لكل مهرجانات الصقور، فيشر إلى أن الصقور المتقدمة للمشاركة في المهرجانات تكون على درجة عالية من الجمال والندرة، ما يجعل عملية التحكيم صعبة لاختيار الأفضل من بين كل هذه الطيور. حول قواعد التحكيم، يقول محمد النعيمي إن عملية الاختيار تكون شاقة، حيث يتم التشاور بين المحكمين لانتقاء الطيور وتصفيتها، وفي الغالب تبلغ المنافسة ذروتها في المراكز الأولى، موضحاً أن هذه السباقات والمنافسات تتميز بجمالها وخصوصيتها.? ويقول محمد الراشد إن تنظيم السباقات على القنص بين المواطنين والقادمين من الدول المجاورة يشجع على دعم هذه الرياضة والإرث الحضاري لدولة المنطقة، منوهاً بأن عملية انتقاء الطيور ومعرفة أشكالها وقدراتها أمر لا بد للناس أن يعرفوه وهو علم بحد ذاته. ويضيف أن الجمال الشكلي للطير أمر بالغ الأهمية لدى محبي القنص، خاصة الأنواع المميزة التي تمتلك قدرات عالية في القنص، فهم يحرصون على شرائها والحصول عليها ولو كانت بأغلى الأثمان. إقبال كبير ويوضح أن لجنة التحكيم في المسابقات التي تقام في قطر تتعب كثيراً نظراً لوجود إقبال هائل من المواطنين، فضلاً عن تقديم صقور كثيرة للمنافسة، وبالتالي تصعب عملية الفرز لاختيار الصقور المميزة، خاصة إن كانت المستويات متقاربة، مشيراً إلى أن العملية تسير بانتخاب الأفضل والتصويت ومن يحرز الأصوات الأكثر يفوز، ولكن هناك مواصفات عامة يجب أن تتوافر فيه. ويشتد التنافس على وضع براقع الصقور الجلدية المرصعة بالذهب واللؤلؤ والأحجار الكريمة ومزينة بالريش الطبيعي.? حيث إن محبي الصيد يرغبون في الأشياء المميزة ويحاولون التجديد والقيام ببعض الإضافات على الأشكال التي يغطون فيها رؤوس صقورهم، ?وهذا العمل يندرج تحت الصناعة التقليدية، حيث إنه صناعة يدوية تتطلب حنكة وخبرة وصبراً. مواصفات الطيور الحرة حول صفات الصقور، يقول عايض العذبة، عضو لجنة تحكيم في مهرجانات الصقور، إن الصفات الجيدة للصقور تتسم باللون الأبيض أو الأشقر، أو الأحمر، ولكن يشترط الصفاء في اللون، وعدم الاختلاط بألوان أخرى، وأن يكون رأسه أبيض وكبيراً، وعريضاً وسميك الكتف، وريشه مميزاً، بجانب فتحة الخشم الواسعة، والعين ذات الظل، وأن يكون الصقر قريباً من الأرض، وذا صدر كبير بارز، وجل الأصبع، وسميك المتن، وعريض الظهر، وطويل الرقبة، وريشه خفيف، وأن يكون لونه صافياً. وهي مواصفات الطير الحر.