الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

انتخابات برلمانية لبنانية هادئة والنتائج اليوم

انتخابات برلمانية لبنانية هادئة والنتائج اليوم
8 يونيو 2009 03:29
انقضى اليوم الانتخابي في لبنان أمس بسلام رغم أجواء المنافسة الشديدة والتوتر بين قوى 14 مارس وقوى 8 مارس (المعارضة)، وبكثافة اقتراع لم تكن متوقعة. وأعلن وزير الداخلية زياد بارود أن نسبة المشاركة غير النهائية في الانتخابات النيابية بلغت 52,36%، وهي مرشحة للارتفاع، مشيراً إلى أنها من أعلى النسب المسجلة في تاريخ الانتخابات في لبنان. وقال بارود في مؤتمر صحفي عقده بعد إقفال مراكز الاقتراع، إن نسبة المشاركة «تخطت المتوقع خصوصاً في ساعات الصباح الأولى» وإن «المحصلة العامة لنسبة المشاركة هي 52,35%، وإنها غير نهائية ومرشحة للارتفاع» نظراً لأن بعض الناخبين الموجودين داخل أقلام الاقتراع لا يزالون يدلون بأصواتهم. وأشار بارود إلى أن نسبة المشاركة في انتخابات 2005 بلغت 45,8%. كما أوضح أن النسبة الأعلى سجلت في المناطق المسيحية التي يعتبرها المحللون بيضة القبان في ترجيح كفة الانتخابات لصالح المعارضة أو «الأكثرية». وعلى مستوى التوزيع المناطقي، المنطقة الأكثر مشاركة هي كسروان بنسبة 70%، والبترون والمتن وجبيل بنسبة 60%. أما النسبة الأقل، فهي في دائرة بيروت الثانية 29%. ويفسر الامتناع في هذه الدائرة، كون اتفاقاً تم حولها في مؤتمر الدوحة الذي عقد بين الأطراف اللبنانيين في مايو. وبموجب هذا الاتفاق، تم تقاسم المقاعد الأربعة في الدائرة، اثنين للمعارضة واثنين لـ»الأكثرية»، منعاً لأن تتسبب الانتخابات باحتكاكات على الأرض بين أنصار الطرفين. وقال بارود إنه راضٍ عن العملية الانتخابية بشكل عام، وانه سيكون «أكثر رضى عندما تقبل كل الأطراف السياسية بنتائجها». وأغلقت مراكز الاقتراع أبوابها الساعة 19,00 بالتوقيت المحلي . وبدأت عمليات فرز الأصوات في مراكز الاقتراع بعد السابعة مساء. ويتوقع أن تبدأ النتائج النهائية غير الرسمية الصادرة عن ماكينات المرشحين بالظهور تباعاً بعد ساعات قليلة، فيما يتوقع صدور النتائج الرسمية عن وزير الداخلية ابتداءً من صباح اليوم الاثنين. ولم تسجل حوادث أمنية بارزة خلال عمليات الاقتراع باستثناء حوادث تلاسن وتضارب في أماكن متفرقة بين أنصار قوى 14 مارس وقوى 8 مارس الممثلة بالأقلية. كما أفاد مصدر أمني بحصول إطلاق نار في بعض المناطق تسبب بسقوط إصابات طفيفة، وعن تدخل للقوى الأمنية لمعالجتها. وواكب العملية الانتخابية نحو 50 ألف عنصر من الجيش وقوى الأمن الداخلي. ويجري التنافس على 125 مقعداً في البرلمان اللبناني من أصل 128 بعدما فاز ثلاثة مرشحين بالتزكية. وكان لافتاً ارتفاع عدد المقيمين في الخارج الذين عادوا خصيصاً للمشاركة في الانتخابات والذين اعتبر رئيس مركز كارنيجي للدراسات للشرق الأوسط بول سالم أن دورهم سيكون مهماً على سير العملية الانتخابية. ويقول محللون إن المعركة الانتخابية تتركز على حوالي ثلاثين مقعداً فقط ستحدد الأغلبية في البرلمان. أما المقاعد الأخرى فمحسومة أو شبه محسومة بسبب الاصطفافات الطائفية الحادة لا سيما في المناطق ذات الغالبية السنية والغالبية الشيعية. وخلال جولة سريعة لـ»الاتحاد» على الكتل الرئيسية، أعلنت مصادر تيار «المستقبل» أن لائحتها في الدائرة الثالثة في بيروت فازت بامتياز ولم تستطع لائحة المعارضة من خرقها في مقاعدها النيابية العشرة برئاسة النائب سعد الحريري، وذلك وفق إحصاءات أولية لماكيناتها الانتخابية. وأبلغت مصادر «حزب الله» (الاتحاد) بأنه نتيجة إحصاءات ماكيناته الانتخابية في دائرة بعلبك – الهرمل ثبت فوز «لائحة الوفاء للمقاومة» بكل أعضائها وبلغت نسبة الاقتراع 78%. وفي زغرتا، أعلن مصدر في تيار «المردة» لـ»الاتحاد» أن اللائحة التي يتزعمها رئيس التيار الوزير السابق سليمان فرنجية فازت بامتياز وفق إحصاءات الماكينات الانتخابية لـ»المردة»، وقال: إن المدينة تشهد احتفالات ورفع أعلام. وفي الجنوب، قال مصدر في حركة «أمل» لـ»الاتحاد» إن لوائح «التنمية والتحرير» فازت جميعها ولم يخرق أي منها، ولفت إلى أن الاقتراع تجاوزت نسبته 70% في العديد من المدن والقرى وشكل استفتاءً حول حفظ المقاومة وسلاحها. وفي الشوف، أعلن مصدر في «اللقاء الديمقراطي» أن اللائحة برئاسة النائب وليد جنبلاط فازت بكامل مرشحيها الثمانية. وتضاربت الأرقام والترجيحات بين مصادر «التيار الوطني الحر» ولوائح قوى 14 مارس في الدوائر ذات الأغلبية المسيحية خصوصاً في جبيل وكسروان والمتن وبعبدا وزحلة وبيروت الأولى، فيما أكدت مصادر لائحة «المستقبل» في البقاع الغربي فوزها بكامل مرشحيها، غير أن مصادر وزارة الداخلية رفضت تأكيداً أو نفي ترجيحات الماكينات الانتخابية، وأكدت لـ»الاتحاد» أن كل الأرقام المعلنة غير موثوقة، وما سيعلن رسمياً من قبل الوزير بارود هو الذي سيعتمد، ولا يمكن الأخذ إطلاقاً بالأعداد قبل إثباتها من قبل لجان القيد الرسمية. وتوقعت المصادر المراقبة لـ»الاتحاد» مفاجآت في عدد من الدوائر لا سيما في طرابلس والشمال وصيدا وبيروت الأولى بعد الانتهاء من عمليات فرز الأصوات.ونشطت الماكينات الانتخابية لجميع المرشحين واللوائح بعد إقفال صناديق الاقتراع في احتساب الأصوات التي اكتسبتها، وهي غير رسمية، وخرج أنصار كل طرف إلى الشوارع للتعبير عن سعادتهم بالفوز، وجاب بعضهم المناطق يرفعون أعلام أنصارهم ومرشحيهم وهم يطلقون أبواق سياراتهم احتفالاً بالنصر. وإذا كان لبنان قد اجتاز قطوع الانتخابات النيابية التي حظيت باهتمام كل العالم الذي يحمل الرقم 18 منذ الاستقلال قد تكون الأصعب بعد الفترة الممتدة من اليوم 8 يونيو وحتى 20 منه تحديداً موعد استقالة الحكومة الحالية وانتخاب رئيس جديد للبرلمان، حيث يصبح الصراع على تسمية رئيس جديد لمجلس الوزراء، ومن ثم تأليف الحكومة العتيدة، والتحاصص فيها وفق الأحجام النيابية. وأكدت مصادر سياسية مواكبة للوضع اللبناني لـ»الاتحاد» أن مرحلة ما قبل 7 يونيو ستكون غيرها في 8 منه، ورجحت دخول البلد في أزمة حكم، خصوصاً إذا ما تعادلت القوى داخل الندوة البرلمانية، محذرة من العودة إلى الاحتكام إلى الشارع وما قد تحمله مثل هذه «اللغة» من تداعيات آمنية، وظواهر مذهبية.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©