الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ملابس «الفاترينات» تحرج السيدات وتلفت الأنظار

ملابس «الفاترينات» تحرج السيدات وتلفت الأنظار
26 فبراير 2011 20:51
العارضات «المانيكان»التي تزين واجهات المحال أصبحت ملفتة للنظر وتكاد تقترب من الواقع، يخيل للمارة بجانبها وكأنه امام احدى فتيات الفيديو كليب ، حيث ترتدي الملابس التي تبرز تفاصيل جسمها بمنتهي الدقة ، حتى إن بعض المارة من الشباب نراه يقف لدقائق طويلة يمعن النظر في تلك الملابس القصيرة والضيقة جداً التي تصل إلى درجة التمزق والانفجار ، أما البعض من الفتيات فلا يشعرن بالخجل حين يشترين من البائع . «هذه طريقة تشعرني بالإحراج الشديد عند مروري بالأماكن التي تعرض الملابس النسائية، وبالتأكيد أنا غير موافقة على هذه المناظر على الأقل ما ترتديه هذه المجسمات هو من خصوصيات الفتيات والسيدات وليس من حق أحد أن يعرضه للآخرين بتلك الصورة. وأنا تعرضت لمعاكسات وسمعتها باذنى لمجرد أنني مررت من أمام متجر ملابس سيدات يستخدم طرق عرض مثيره فإذا كان هذا هو الحال عند مروري فكيف إذا دخلت للشراء» . هذا شعور احدى الفتيات التي رفضت ذكر اسمها حيث تجد إن المحال التجارية من أجل جذب الزبونة تسعى لأن تعرض أحد الملابس النسائية و«خاصة الداخلية» بصورة جذابة ومغرية». العري في فاترينات العرض الموجودة في كل محال الملابس أمر لا يجب السكوت عليه أكثر من ذلك لأنه في ازدياد. عن ذلك تقول روان الدين:«معظم ملابس المانيكانات على واجهات المحال تخدش الحياء، هذه الدمى تكون بارزة بتفاصيل مخجلة، تثير الغرائز ويستحي منها الناظر إذا كان المعروض لمجسم نسائي يبرز المفاتن الإباحية للمرأة، وتوضع عليه ملابس لا ينبغي عرضها أو ظهورها إلا بغرف النوم» . وتؤكد روان:» المنتجون والعارضون يتسابقون لعرض الملابس المثيرة، بكل الوسائل دون أدنى اعتبار للسلعة المعروضة وجواز عرضها بهذا التكشف من عدمه». خجل شديد أشعر وأنا أمر على هذه المجسمات التي تعرض الملابس النسائية بأنني أقف أمام امرأة حقيقية بملابسها الداخلية، تصف مرام عبد العزيز ذلك وتقول :« كلما أمر امام محل لبيع الملابس النسائية يعتريني خجلا شديدا، والمشكلة تكمن في عملية عرض الملابس الداخلية النسائية في هذه الفاترينات وكأن امرأة بملابسها الداخلية تقف أمامي ، هذا زيادة على أنها تنافي تقاليدنا وعاداتنا. وتحمل مرام المسؤولية كاملة لأصحاب المحال لأنه بحسب قولها» من الممكن أن يستعيضوا عن هذه الطريقة بأي طرق أخرى من طرق العرض». واجهة مغرية من جانب آخر يشعر بالحرج جمعة الزرعوني (موظف إداري) من الوقوف أمام هذه المحال. ويقول:» أعرف زملاء لي يتعمدون الوقوف أمام واجهات المحل من باب الفضول ومشاهدة المعروض على الفاترينات». يتابع الزرعوني :«أجد أن البيئة المحيطة بنا أصبحت أكثر إثارة سواء في محال الملابس أو إعلانات أفلام السينما أو مستحضرات التجميل أو المناظر المثيرة في التليفزيون والمجلات». ويؤكد الزرعوني «الكثير من أصحاب المحال يدفعون الآلاف من أجل أن تكون واجهة المحل ملفتة ومغرية لكل من يمر بجانبها وخاصة الفتيات المراهقات اللاتي يشترين كل ما هو جميل وملفت للنظر «. جذب المراهقات ويؤيد حمزة عبد العال رأي الزرعوني. ويقول:«إن هذه المجسدات تثير الاشمئزاز في نفسي، وأشعر في بعض الحالات أنني أمر على مجموعة نساء عاريات، وأشعر بالحرص على أن أمر بسرعة من أمام هذه المحال حفاظًا على نفسي». مؤكداً حمزة الغرض من وجود هذه المانيكان في واجهات المحال:«السبب الرئيسي والأساسي هو جذب الفتيات المراهقات، فالمرأة التي بلغت أربعين سنة مثلاً عندها خبرة في الملابس وشكلها وخاصة الملابس الداخلية، ولا يهمها أن تراها مجسدة أمامها، أما الفتاة في سن العشرين فلابد أن تري القطعة مجسدة أمامها حتى تستريح لها». باعة المحال لا نستطيع بحال من الأحوال أن نوافق على عرض أنواع معينة خاصة جداً إلا من خلال كتالوجات داخل المحل، عن ذلك يقول البائع أمين نورس :» شخصياً أنا غير مقتنع بالأساس لعرض هذه السلع بهذا الشكل الذي لا يتماشى مع القيم والدين، نحن كباعة ليس بيدنا حيلة سوى إتباع أوامر صاحب المحل. يضيف أمين :«كل تاجر يبتكر ما يراه جذاب أكثر دون مراعاة للآداب العامة لذلك وهدفه في المقام الأول هو جذاب أكبر قدر ممكن من المتسوقات من النساء اللاتي يلهثن وراء الجديد من الملابس ولا يهمهن مهما كان سعره». ويقول أمين :«أتمنى أن تنظم الأجهزة المعنية طرق عرض معينه وتكون بشكل موحد للتماثيل حتى تتوحد طرق العرض في المحال كلها، لأن عدم توحيدها بقرار من البلدية قد يؤدى فى النهاية إلى عدم عدالة في فرص التسويق بين المحال» . بدورها تتأسف سوزان جلال - بائعة في أحد المحال التجارية الخاصة ببيع ملابس النساء على وجود محال تستغل المانيكان لعرض ملابس تخدش الحياء وخارج حدود الحشمة. تقول عن ذلك :«جميع المحال تعتمد على هذه الطريقة للجذب وللإثاره معتقدين إنه يحقق جذب أكثر دون النظر إلى ما سيترتب عليه من تبعات قد تضر بالمحل نفسه وبمن يعمل داخله» . مؤكدة سوزان:» الكثير من المحال تسعى إلى التفنن في طريقة عرض الملابس على الفاترينات، حتى إنها تتعامل مع مختصين في مجال تزيين الفاترينات وتدفع الآلاف لمهندس الديكور من أجل أن يقدم ديكوراً مختلفا عن بقية المحال الأخرى . مضيفة:» صاحب المحل يسعى من خلال تلك الفاترينات لجذب النساء للقيام بعملية الشراء ومن أجل ذلك يضع ملابس منافية للفت انتباههن وليقفن ساعات طويلة أمام المحل من أجل اختيار ما يناسبهن». قلة حياء من جانبه يوضح الدكتور محمد عبدالله- استشاري نفسي هذه الظاهرة ويقول:» أعتبـــر ما أراه قلة حياء وهذا أقل تعبير للوضع الموجود في كل فاترينات المحال التي تستخدم كل حيلها في العرض على « المانيكان» من أجل الجذب الذي قد تنهيه الزبونة عاجلا لكي تشتري ما تريد أو تخرج من المحل لمحل آخر أقل فضائحية في العرض وخاصة في محال ملابس النوم ، والتي مازالت للأسف الشديد لا تضمن الراحة النفسية ولا الخصوصية للكثير من المتسوقات وهن يبحثن عن طلبهن بتحفظ». يسترسل الدكتور:» كلنا يعلم ان واجهات المحال التجارية هى وسيلة للاغراء بالبيع وجلب الزبائن ولكن ما قولكم إذا تحولت هذه الواجهات إلى إثارة تخاطب الزائر وتخجل منها الأسر ». ويلفت الدكتور:» إن عرض تلك البضائع أمام الناس بهذه الطريقة الفجة الخالية من تقدير الأمور مدعاة للاشمئزاز والحرج، فمن الناحية العملية من الصعب جدًا، لا بل من المستحيل وقوف الفتيات والسيدات أمام هذه المحال للفرجة، لما يسبب لهن ذلك من حرج عندما يمر بجانبهن الرجال، خوفا من تعليقات البعض منهم . يسترسل الدكتور: «أما إذا كان الهدف منه هو إعلام الفتيات والسيدات بوجود هذه البضاعة فيكفي الإشارة إلى وجودها، فمن المعروف أن الذى يريد شراء شيء يدخل للمحل للسؤال عنه وليس ليتفرج عليه من الخارج . والمرأة أدرى بشؤونها وتعرف عما تبحث عنه وكيف تصل إليه. مشيراً:»المعروض على الفاترينات ما هو إلا لجذب النساء للشراء بسعر أكثر والضحك على قولهن بإن المعروض هو آخر الموديلات الحديثة التي وصلت مؤخراً «.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©