الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حامد الغيثي ينتصر على إعاقته ويستعين بالقصيد لكسر طوقها

حامد الغيثي ينتصر على إعاقته ويستعين بالقصيد لكسر طوقها
26 فبراير 2011 20:52
لجأ حامد الغيثي إلى استغلال طاقاته وإرادته وحبه للحياة في نظم الشعر وإلقائه، مستعينا بأبيات خالدة رائعة لشعراء خلدهم التاريخ أمثال امرؤ القيس والإمام الشافعي والمتنبي، قبل أن يتوجه إلى الصفوف الدراسية وينتظم في مقاعد الدراسة، متحديا بذلك إعاقته وكرسيه المتحرك، ليثبت أن أمله في الحياة بلا حدود. لم تستطع الإعاقة الجسدية أن تضع حدا لطموح حامد حمدان الغيثي، كما لم تتمكن محدودية حركته من حرمانه تحقيق أحلامه الكثيرة، فأضحى بفضل إصراره وإرادته الكبيرين، مثالا مشرّفا لغيره من أبناء الإمارات. ويجمع المحيطون به على أن الغيثي تحدّى كرسيه المتحرك، وانطلق باتجاه تنمية قدراته والارتقاء بمستوى مشاركته المجتمعية كرجل فاعل يؤثر ويتأثر حضاريا وإنسانيا وإنتاجيا فيمن حوله. ورغم أنه تأخر كثيرا في الالتحاق بصفوف الدراسة والتعلم، إلا أن سرعته في الإنجاز ورغبته الجامحة في التقدّم والتطوّر استطاعا أن يقلّصا ذلك الفارق الزمني الكبير بينه وبين الآخرين، ليثبت، بعد فترة من العمل المتواصل، كفاءته، ويبدأ بصعود درجات ومراتب العلم رويدا رويدا. مدرسة الحياة التحق الغيثي بمركز العين لرعاية وتأهيل المعاقين التابع لمؤسسة زايد العليا، وهو في سن الثالثة والعشرين من عمره، حيث دخل مستمعا لينهل من المركز علم الحياة وفنون العيش ومعاني المشاركة والاندماج، ويضيفها إلى تجاربه الحياتية السابقة. يقول إن «الحياة والمشاركة المجتمعية هي المحفّز الأول والأساسي لشخصية الإنسان، وهي المكون الأصلي الذي تتبلور شخصياتنا من خلاله، كما أن المشاهد والتجارب التي نخوضها في الحياة تصنع منا أشخاصا مميزين». ويضيف «بالنسبة لي، فقد صنعت مني تجاربي الخاصة إنسانا قياديا محنكا، بالإضافة إلى ما تعلمته منها من قيم، أولها التحمل والصبر على مصاعب الحياة وجميع ظروفها، وثانيها الأمل بلا حدود، فالشمس إذا غربت وأظلمت الدنيا من حولنا، لا بد أن تشرق مرة أخرى وينتشر النور على الأرض وفي النفوس». ويتابع مستشهدا بقول الشاعر: «ولا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر، ومن يتهيب صعود الجبال، يعش أبد الدهر بين الحفر». اغتنام الفرصة يقوده كرسيه المتحرك يوميا باتجاه المدرسة، حيث يلتحق بالصف السادس الابتدائي، حول ظروفه الدراسية وكيفية قضاء وقته، يقول الغيثي «لم أتمكن من الانخراط في التعليم المدرسي في طفولتي نظرا لظروف خارجة عن إرادتي وكذلك لأسباب خاصة، ولكن الإنسان عندما تأتيه الفرصة يجب ألا يضيعها، وقد أتتني هذه الفرصة الآن وأقوم بانتهازها من خلال تعليمي المدرسي، خاصة وأنني أجمع بين ثقافتين هما: ثقافتين ثقافة، الحياة وثقافة التعليم، وأنا أعتبر ذلك تميزا». وحول مهاراته ومواهبه، يوضح «أميل بطبعي إلى الحديث بمواضيع معينة وإثارة النقاش البنّاء حولها وصولا إلى نتائج نستفيد منها على جميع الأصعدة ولتصبح رصيدا معرفيا وثقافيا لنا، كما أنني أتميز بإجادتي للغة العربية الفصحى ولدي ميول نحو نظم الشعر، بالإضافة إلى مهارة إلقائه وخاصة القديم منه. كما أنني أحب قراءة القصائد القديمة للإمام الشافعي، المتنبي، امرؤ القيس، إيليا أبو ماضي، إذ تعجبني أعمالهم الشعرية وأحفظها، إلى ذلك أمتلك مكتبة كبيرة بالبيت، حيث أقضي معظم وقتي بالقراءة والاطلاع على محتوياتها من الكتب». مخزون الماضي يتغنى الغيثي معجبا بالزمن القديم وإنتاجاته الغنية لا سيما من الشعر، فيقول «أعتقد أن الشعر هذه الأيام قد فقد الكثير من معانيه وصفاته وأهدافه ومتانة سبكه، وخاصة عندما أقارن النتاجات الشعرية الحديثة مع مخزوننا الشعري العربي العريق، فالشعر الحقيقي المتطور الصادق هو الشعر القديم، وشعراؤنا القدامى كانوا يأخذون الصدارة والتميز. وبالرغم من التطور الحاصل الآن والتكنولوجيا التي غزت عالمنا كله ومجتمعاتنا، يبقى الزمن القديم بكل ثماره الثقافية والشعرية هو المخزون المعرفي والثقافي الذي لا ينضب، فقد جاء ذلك التطور على حساب تراجع أثر الكلمة وقيمتها». ثم يتغزل الغيثي بزمن الأصالة، قائلا «كانت الكلمة صادقة والعاطفة فياضة والناس كلهم متعاونون، فالغني والفقير والمسؤول والموظف يعملون معا ويشعرون مع بعضهم البعض، أما الآن فقد اختلت الكثير من الموازين والمعايير الاجتماعية والثقافية والإبداعية». أما على صعيد أحلامه وطموحاته، فيشير إلى أنها بلا حدود، كأمله في الحياة تماما. ويعلق «أمنيتي أن أحصل على درجة الدكتوراه التخصصية وبالتحديد في شرح القصائد الشعرية القديمة والإحاطة قدر الإمكان بعلوم اللغة العربية وآدابها».
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©