الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

بكين تجبر شركات السيارات العالمية على نقل التكنولوجيا

بكين تجبر شركات السيارات العالمية على نقل التكنولوجيا
26 فبراير 2011 21:24
تتعرَّض شركات تصنيع سيارات أجنبية لضغوط من بكين لتنقل مزيداً من التكنولوجيا لشركائها الصينيين. ويأخذ هذا الضغط شكل إطلاق أنواع من السيارات تشترك في تصميمها الشركة الصينية مع الشركة الأجنبية موجهة إلى مشتريي السيارات الصغيرة داخل الصين التي تعد أكبر سوق مركبات في العالم. وتهتم هذه الشركات الأجنبية باسترضاء بكين ولكنها تطمح أيضاً أن تساعدها هذه الخطوة على المنافسة لاكتساب حصة في سوق السيارات الصغيرة غير باهظة الثمن والمتسارعة النمو في دولة يباع فيها 13,8 مليون سيارة ركوب سنوياً. تمارس بكين ضغوطاً على جميع شركات التآلف الصينية الأجنبية لتقوم بتطوير طرز محلية من السيارات ضمن حملة تعزيز الابتكار الصيني. واشتكت شركات دولية من هذه السياسة التي تجبرها على نقل التقنيات كشرط من شروط السماح لها بممارسة أنشطتها في الصين. في ذلك يقول كارل طوماس نيومان رئيس “فولكس فاجن” في الصينو مؤكداً محادثات عن طراز سيارة جديد تشترك في تصميمه “فولكس فاجن” مع شريكين صينيين،: “لقد طُلب من جميع المشروعات المشتركة المصنعة للسيارات مثل فاو فولكسفاجن وسايك فولكسفاجن أن تقوم بتطوير طرز محلية”. كما يقول مايك دون من مؤسسة “دون أندكو” استشارية السيارات الصينية: “إن الصينيين محبطون من تأخر بلادهم في مواكبة صناعة السيارات العالمية”. يذكر أن حصة المصنعين الصينيين في سوقهم المحلية تبلغ 30 في المئة حتى بعد جيل من التعاون المشترك مع أكبر مصنعي السيارات في العالم. لقد قاموا بتجربة طريقة المشاريع المشتركة التقليدية طوال 25 عاماً. وكانت النتائج أقل كثيراً من طموحاتهم من حيث حصول الشركات الصينية على التكنولوجيا الحديثة وهم الآن يريدون فرض هذه المسألة قسراً. وقامت مؤخراً شركة “إس جي إم دبليو” المتآلفة بين كل من شركة “جنرال موتورز” وشركة “سايك” وشركة “وولينج”، والتي تصنع مركبات تجارية صغيرة في الصين بانتاج سيارة مشتركة اسمها باوجن 630 والتي تستهدف مشتري سوق الفئة الثانية والثالثة في الصين بحسب كيفن ويل رئيس “جنرال موتورز” الصين. كما عرضت “نيسان” وشريكتها الصينية “دونجفنج موتورز” سيارتها المحلية وتعتزم إطلاقها في عام 2012. كذلك تعتزم “هوندا” وشريكتها “جوانجزو أوتوموبايل” جروب بيع سيارة محلية تسمى لي نيان. تقول “جنرال موتورز” إن الهدف من مبادرتها اقتصادي بحت وإنه من خلال السيارة باوجن سيكون في مقدورها الانفتاح على سوق حجمها يبلغ نحو 6 ملايين مركبة يمكن أن تذهب لغيرها إن لم تفعل ذلك. ويقول مانيو تسين نائب رئيس “اس جي إم دبليو” إن الشركة تعتزم استحداث موديل باوجن جديداً كل عام بما يشمل مركبات رياضية وأخرى متعددة الأغراض. وترى “فولكس فاجن” في الطرز المحلية مجالاً لدخول قطاعات جديدة في السوق وخصوصاً تلك القطاعات التي لم تتمكن من اختراقها بعد. ورغم أن المصنعين الصينيين يهيمنون على سوق الصين الرئيسية للسيارات الصغيرة المنخفضة السعر إلا أن المصنعين الأجانب يسعون تدريجياً إلى انتاج سيارات صغيرة غير باهظة الثمن لاكتساب حصص في السوق في منطقة شهدت نمواً عظيماً في آخر سنتين عقب تطبيق الحكومة الصينية حوافز ضريبية. ويقول دون: “وهذا يساعدهم على إبعاد موديلاتهم باهظة الثمن عن التنافس في قطاع السيارات منخفضة في السوق الصينية”. وتحظى السيارات الأجنبية في الصين بسمعة حسنة من حيث الجودة ولا تريد الشركات الأجنبية أن تخاطر بتلك السمعة إن قررت إنتاج سيارات رخيصة باسمها داخل الصين. وتأمل بكين في تصدير هذه السيارات المشتركة الصنع إلى الخارج، غير أن هناك تنفيذيين في قطاع السيارات يحذرون من ذلك ويحتجون بأن السيارات المشتركة الصنع سينظر إليها في الخارج على أنها سيارات صينية. ويقول بعض صُنَّاع السيارات الأجانب أنهم يعتبرون أن موديلات السيارات المشتركة الصنع ما هي إلا وسيلة لإجبارهم على نقل تقنياتهم إلى شركائهم المحليين الذين سينافسونهم مستقبلاً. وأشاروا إلى عروض الحكومة الصينية التي تنص على أن تكون جميع مشاريع المركبات المشتركة خاضعة لسيطرة الشريك الصيني بدلاً من تقاسم السيطرة بالنصف المتبع عادة. وقد أثارت هذه العروض رد فعل سلبياً من قبل الشركات الدولية مما يرجح أن تتم إعادة النظر في هذه العروض. نقلاً عن - فاينانشيال تايمز ترجمة - عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©