الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هل تصبح الشركات والجيوش والحكومات كيانات إعلامية قائمة بذاتها؟

هل تصبح الشركات والجيوش والحكومات كيانات إعلامية قائمة بذاتها؟
24 فبراير 2013 19:48
أبوظبي (الاتحاد) - عندما يصبح بوسع جهة ما الاتصال مباشرة بجمهورها، ويكون بمقدورها القيام بالمهام الإعلامية ذاتياً دون الحاجة إلى وسطاء أو قنوات، يمكن القول عندها إن هذه الجهة، أياً كانت اهتماماتها أو وظائفها، أصبحت في جانب ما كياناً إعلامياً قائم بذاته. وهذه الحالة قد تنطبق على الأفراد وعلى الشركات وأي مؤسسات بما فيها الرسمية. حتى على الجيوش والحكومات. لطالما اعتمدت جميع هذه الجهات على وسائل الإعلام التقليدية إلى أن جاءت التكنولوجيا التي أتاحت لها التخاطب مباشرة مع المستهدفين، مثل مواقعها الخاصة على شبكة الإنترنت، بما فيها الصور والفيديو، ثم مواقع التواصل الاجتماعي التي باتت أسرع من الوقت في إيصال الأخبار والمواقف في كثير من الحالات، من دون الاستعانة بالصحفيين والإذاعات والتلفزيون، وحتى من دون الاضطرار لمساعدة وسائل الإعلام الجديد. هذا الحال لا ينطبق فقط على الوسيلة أو القناة اللازمة لإيصال الرسالة، بل أصبح ينطبق على إنتاج الرسائل أو المحتوى وتوزيعها وإمكانية رصد ردود الأفعال. أي حتى خدمات ما بعد النشر يمكن توافرها لدى الكيانات الإعلامية الطارئة، التي يمكن القول إنها الآن في موقع ينافس وظائف الإعلام المختصة. وسبق واستحوذت العديد من الشركات على صفة الكيان الإعلامي، بل يرى البعض أن بعض الجيوش قد سبق وحازت على هذه الصفة. ولاحظ ماتيو إنجرام في موقع «بايدكونتنت.كوم»، أن الجيش الإسرائيلي في عدوانه الأخير على قطاع غزة قد اتخذ هذه الصفة في إشارة إلى أنه راح يوزع وينشر بنفسه أخبار مجريات الهجوم. ولأن بوسعها امتلاك المقومات اللازمة لهذه الصفة أصبح أيضاً بوسع حكومات أن تكون في جانب من أعملها كياناً إعلامياً. إنجرام يضرب مثلا على ذلك في إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي يلقب برئيس الإنترنت الأول، الذي أظهر ميلا للإنترنت والإعلام الاجتماعي، كما إن حكومته قامت بعدة مبادرات انفتاحية على قاعدة الإنترنت دون نسيان إطلاق خدمة «اسألوني أي شيء» على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي ميّزت حملته الانتخابية في الخريف الماضي. هناك العديد من الأمثلة التي يمكن طرحها حالياً عن استخدامات الرؤساء والحكومات لمواقع التواصل الاجتماعي لإعلان ما لديهم. ذلك يحدث أحيانا فجأة وقد تتناقله الشبكة على نطاق واسع ولك ذلك بدون الحاجة لوسائل الإعلام التقليدية. بل إن هذه الوسائل قد تضطر إلى إعادة النقل عن تويتر أو فيسبوك أو الموقع الخاص لرئيس ما أو حكومة ما. ولا شك أن ذلك يؤكد حصول تغير نوعي في العلاقة بين السلطات وبين الجمهور. ولكنه تغير من النوع الذي يدفع لطرح أسئلة كثيرة من قبيل هل إن ذلك يساعد على مزيد من الديمقراطية أم أن من شأنه الالتفاف على دور الصحافة وسلطتها لأنه يجنب الحكومات المسائلة المباشرة والغوص فيما وراء المعلومة الظاهرة أو المباشرة؟ وتساعد عملية تتبع الأنشطة الصحفية التقليدية، من حيث العدد أو النوع، على الحصول على جزء من الجواب. مثلا كانت المؤتمرات الصحفية تقليدا للمسؤولين الحكوميين السابقين. اليوم لم تعد تذكر هذه المؤتمرات بقدر ما يتم النقل عن تغردية على تويتر أو غيرها. صحيح أن الكثير من المؤتمرات الصحفية كانت منظمة بشكل لا يسمح للصحفيين الاستقصائيين الذهاب إلى أبعد من المطلوب. ولكنها كانت على الأقل تسمح بتنوع الأسئلة والآراء المباشرة، وتتميز بشيء من التحدي، وفيها يستقوي الصحفيون ببعضهم حتى يظهروا فعلاً أنهم سلطة متحدة. أما على الشبكة فمهما كانت إمكانية توجيه الأسئلة عبر مواقع التواصل الاجتماعي فإن التحكم بالمواجهة تبقى بيد الرؤساء والحكومات. إضافة إلى ذلك يعتقد البعض أن إطلالة الرؤساء والحكومات على حساباتهم في مواقع التواصل تظهرهم أكثر قربا وأكثر إنسانية، في الوقت نفسه الذي تستمر فيه مواقع التواصل بمنحهم فرصة استخدام الكثير من الأدوات المعتادة لدى كل كيان إعلامي. إن باستطاعتهم مثلا إنتاج وتوزيع القصص الإخبارية، ومقاطع المقابلات الإذاعية وكليبات الفيديو على مواقع التواصل تماما كما أي كيان إعلامي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©