مدريد (وكالات) - تكهنت صحيفة «موندو ديبورتيفو» الإسبانية بأن مباراة «الكلاسيكو» بين برشلونة وريال مدريد المقرر لها يوم 23 مارس الجاري في الجولة 29 من الليجا، ستحسم بشكل كبير بطل مسابقة الدوري الإسباني هذا الموسم. وقالت الصحيفة: إنه بعد انتهاء «ديربي» مدريد بين أتليتكو والريال بالتعادل 2 - 2، وفوز برشلونة على ألميريا 4 - 0، تقلص الفارق بين الريال المتصدر ووصيفه برشلونة إلى نقطة واحدة، مما يشعل الصراع على اللقب.
وأشارت الصحيفة إلى أن الفريق الكاتالوني نجح في الخروج من كبوته سريعاً بعد الخسارة الكبيرة أمام ريال سوسيداد 1- 3 في الجولة الماضية، إلا أنه يتعين عليه تحقيق الفوز في مباراتيه القادمتين أمام بلد الوليد وأوساسونا. وأوضحت «موندو ديبورتيفو» أن الحال نفسها تنطبق على الفريق الملكي، حيث تنتظره مواجهتان قبل الكلاسيكو، فيحل ضيفاً على ملقة، بعد أن يستضيف ليفانتي على ملعب «سانتياجو برنابيو».
وكان المهاجم الدولي البرتغالي كريستيانو رونالدو قد أنقذ فريقه ريال مدريد من الخسارة أمام مضيفه وجاره أتلتيكو مدريد بتسجيله هدف التعادل 2-2 أمس الأول على ملعب «فيسنتي كالديرون» وأمام 54600 متفرج في قمة المرحلة السادسة والعشرين من الدوري الإسباني. وكان ريال مدريد البادئ بالتسجيل عبر الدولي الفرنسي كريم بنزيمة في الدقيقة الثالثة، بيد أن رجال المدرب الأرجنتيني دييجو سيميوني ردوا بهدفين رائعين عبر خورخي ريسوريسيون كوكي (28) وجابي فرنانديز (46).
وفي الوقت الذي كان فيه أتلتيكو مدريد في طريقه إلى استعادة نغمة الانتصارات بعد سقوطه المذل أمام مضيفه أوساسونا صفر - 3 في المرحلة الماضية واللحاق بالنادي الملكي إلى الصدارة مجدداً، أدرك رونالدو التعادل في الدقيقة 82 رافعاً رصيده إلى 23 هدفاً في صدارة لائحة الهدافين، وأبقى رجال المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي في الصدارة بفارق نقطة واحدة أمام غريمه التقليدي برشلونة حامل اللقب والذي سحق ضيفه الميريا 4 - 1.
وعزز ريال مدريد موقعه في الصدارة برصيد 64 نقطة مقابل 63 نقطة لبرشلونة و61 نقطة لأتلتيكو مدريد. وهي المباراة الرابعة بين الجارين هذا الموسم، حيث فاز النادي الملكي ذهاباً وإياباً في نصف نهائي مسابقة الكأس، وخسر ذهاباً في الدوري على أرضه. وإذا كان النادي الملكي فشل في الثأر لخسارته ذهاباً، فإنه انتزع نقطة ثمينة حافظ بها على سجله خالياً من الخسارة في العام الجديد، وكذلك منذ خسارته أمام برشلونة 1 - 2 في الكلاسيكو في 26 أكتوبر الماضي. وجاءت المباراة مثيرة بين الفريقين وشهدت ندية كبيرة طيلة دقائقها التسعين.
وأكد الإيطالي كارلو أنشيلوتي، مدرب الريال، أن خصمه أتلتيكو حاول فرض أسلوب اللعب العنيف خلال ديربي العاصمة، وأوضح أنشيلوتي بعد المباراة: «أتلتيكو سعى لجعل المباراة عنيفة، هذا لا يتماشى مع أسلوبنا، نحن نلعب للفوز، يجب أن يكون التفكير في اللعب فقط، هذا ما نحن معتادون عليه، لكن كان من الصعب القيام بذلك في الشوط الأول».
وعن رأيه بنتيجة اللقاء، قال: «نقطة تعني نقطة، المباراة كانت صعبة، واجتهد فريقنا لأجل النقاط الثلاث»، وأضاف: «أتيحت لنا كثير من الفرص، رد فعل اللاعبين في الشوط الثاني كان جيداً، حولنا الخسارة إلى تعادل، من الممكن أن نشعر بالرضى؛ لأن أتلتيكو فريق كبير، خاصة على ملعبه».
من جانبه، أشاد المدرب الأرجنتيني دييجو سيميوني بأداء فريقه أتلتيكو مدريد، مؤكداً أنه برهن على أنه «لا يزال حياً» وقادراً على المنافسة، وقال بعد التعادل: «فريقنا أثبت أنه لا يزال ينبض بالحياة، هذا أمر يزعج البعض»، وأوضح: «فخور بفريقي، قدمنا أداءً كبيراً، تلقينا هدفاً مبكراً، لكننا عدنا سريعا وضغطنا بشكل جيد، كان بإمكاننا حسم اللقاء بنتيجة 3 - 1، لكن هدف الريال الثاني كان من الصعب تعويضه».
ورفض سيميوني التعليق على أداء الحكم كارلوس ديلجادو فيريرو، أما بخصوص طرد مساعده مونو بورجوس، فاكتفى بالتوضيح: «لم يقل شيئاً قبل الطرد، بعد الطرد نعم»، وأضاف: «الفوز على ريال مدريد ليس مستحيلاً، لقد قمنا بذلك بالفعل في نهائي الكأس الموسم الماضي، وفي الدور الأول من الليجا». وتعليقاً على تصريح خصمه المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي بأن أتلتيكو سعى لجعل الديربي عنيفاً، قال: «هذا تقييم مدرب منافس وأنا أحترمه».
وفي الثانية على ملعب كامب نو، استعاد برشلونة نغمة الانتصارات بعد سقوطه أمام مضيفه ريال سوسييداد 1 - 3 في المرحلة الماضية، وحقق فوزاً صعباً على الميريا الذي صمد حتى الدقائق الأخيرة. وافتتح برشلونة التسجيل مبكراً عبر الدولي التشيلي أليكسيس سانشيز عندما استغل كرة مرتدة من الحارس بعد تسديدة قوية من داخل المنطقة لفرانشيسك فابريجاس فتابعها بيمناه من مسافة قريبة داخل المرمى الخالي (8). وهو الهدف السادس عشر لسانشيز هذا الموسم.
وعزز النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي تقدم الفريق الكاتالوني بالهدف الثاني من ركلة حرة مباشرة من 25 متراً أسكنها بيسراه داخل المرمى (24) رافعاً رصيده إلى 15 هدفاً حتى الآن هذا الموسم. وقلص انخل تروخيو الفارق بضربة رأسية إثر ركلة ركنية (27). وتابع برشلونة أفضليته دون أن يترجمها إلى أهداف حتى الدقيقة 83 عندما طمأن القائد كارليس بويول الجماهير الكاتالونية بتسجيله الهدف الثالث من مسافة قريبة، مستغلاً كرة مرتدة من العارضة إثر ضربة رأسية لميسي بعد ركلة ركنية، ثم ختم تشافي المهرجان بتسديدة قوية من خارج المنطقة (88).
ووصفت صحيفة «آس» الإسبانية انتصار برشلونة بأربعة أهداف مقابل هدف بأنه مثل «الماكياج»، وأوضحت الصحيفة في تقريرها عن المباراة هذا التوصيف، قائلة: إن فوز برشلونة يبدو كبيراً وبأهداف كثيرة، إلا أن الأداء الفني للفريق داخل الملعب يطرح العديد من التساؤلات، وأثار المخاوف داخل مدرجات «كامب نو». وأضافت: إن البارسا حصد ثلاث نقاط مهمة في مشوار المنافسة على لقب «الليجا»، إلا أن الفريق ارتكب أخطاء فنية عديدة خاصة على مستوى خط الدفاع. وأشارت إلى أن برشلونة بات خلف المتصدر ريال مدريد بنقطة واحدة، إلا أنه لا يقدم أداء ممتعاً، وعندما سيواجه منافسين أقوياء، سيجد صعوبة كبيرة تهز من صورته باعتباره حامل لقب الدوري الإسباني.
واعترف خورخي بوتاسو، المدرب المساعد لمارتينو المدير الفني لبرشلونة، أن قصر قامة اللاعبين مشكلة كبيرة تواجه الفريق، تؤدي إلى اهتزاز شباك برشلونة مرات عديدة من الكرات الثابتة. وقال بوتاسو في تصريحات نقلها الموقع الرسمي لبرشلونة: «نحن فريق قصير، لذا فالكرات العالية تشكل خطورة بالغة على مرمانا، أحيانًا نلجأ لدفاع المنطقة أو رقابة رجل لرجل في الركلات الثابتة لتفادي هذه المشكلة، ويحصل المنافس على ميزة إضافية عندما تحتسب ضدنا ركلة حرة، سنحاول علاج هذه الأزمة بتفادي احتساب ركلات ركنية وأخطاء ضدنا». وأشاد مدرب برشلونة بأداء قائد الفريق بويول أمام ألميريا، والتي أحرز خلالها الهدف الثالث، مشيراً إلى أن مشاركته هامة للغاية لتحفيز بقية اللاعبين، وتعطي الجهاز الفني مؤشراً جيداً للوقوف على لياقته ومستواه.
وعزز إشبيلية حظوظه في بطاقة أوروبية الموسم المقبل بتغلبه على ريال سوسييداد بهدف وحيد سجله الفرنسي كيفن جاميرو في الدقيقة 77. ورفع إشبيلية رصيده إلى 38 نقطة في المركز السابع بفارق 5 نقاط خلف ريال سوسييداد السادس. وانفرد فياريال بالمركز الخامس بتعادله مع ضيفه بيتيس 1-1. وكان فياريال في طريقه إلى تحقيق الفوز عندما تقدم بهدف برونو سوريانو في الدقيقة 71، بيد أن روبن كاسترو أدرك التعادل في الدقيقة 85. وأكمل فياريال المباراة بعشرة لاعبين إثر طرد مهاجمه النيجيري أيكيتشوكوو اوتشي في الدقيقة 80 لتلقيه الإنذار الثاني.
ورفع فياريال رصيده إلى 44 نقطة، فيما رفع بيتيس رصيده إلى 15 نقطة في المركز الأخير. وحقق رايو فايكانو صاحب المركز التاسع عشر قبل الأخير فوزاً ثميناً على ضيفه فالنسيا بهدف وحيد سجله الأرجنتيني خواكين لاريفي في الدقيقة 60.
عدد اليوم
