توقُع خسائر بقيمة 1.5 مليار دولار لشركات الطيران بالمنطقة

توقع الاتحاد الدولي للنقل الجوي (اياتا) أمس أن تتكبّد شركات الطيران في منطقة الشرق الأوسط خسائر إجمالية بقيمة 1.5 مليار دولار أميركي بسبب ضعف الأسواق الأوروبية والآسيوية. وأوضح الاتحاد في بيان مُرسل عبر البريد الإلكترونيّ أنّ شركات الطيران في الشرق الأوسط ستشهد، رغم النمو القوي على مستوى حركة الركاب، ارتفاعاً في الخسائر، بحيث قد تصل هذه الأخيرة إلى 1.5 مليار دولار أميركي. وأضاف: «إن مراكز الطيران الشرق أوسطيّة التي تسيّر رحلات إلى قارات العالم عرضةًَ لآثار الركود الاقتصادي المُسجّل في الأسواق الأوروبية والآسيوية». وتجدر الإشارة إلى أنّ الخسائر التي من المتوقع أن ترتفع قيمتها إلى 1.5 مليار دولار أميركي تفوق ما توقعه «اياتا» في شهر مارس الماضي، وهي تقل بقليل عن الخسائر التي يُرجّح أن تكبدتها شركات الطيران الأوروبيّة وتلك العاملة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ والبالغة 1.8 مليار و3.3 مليارات دولار أميركي على التوالي. من جهته، قال تيم كلارك، رئيس «طيران الإمارات» على هامش الجمعية العمومية السنوية لـ»اياتا» المنعقدة في كوالالمبور أمس: «لا نزال نواجه مشاكل، لكن الإيرادات لربّما بدأت تستقر... وهي تراجعت بنسبة 27% بالمقارنة مع الفترة المقابلة من السنة الماضية، في ما يتعلّق بالدخل الناتج عن كلّ كيلومتر من الطيران للراكب الواحد». وصرّح قائلاً عندما سئل عمّا إذا كانت الإيرادات قد بلغت قاعاً، إن توقّع ذلك صعب. وأضاف: «إن الأمر مرهون إلى حد كبير بالظروف المالية الاقتصاديّة العالميّة». وكشف كلارك أن عدد الركاب في شركة «طيران الإمارات»، أكبر شركة طيران في الشرق الأوسط، تراجع إلى المستويات التي مكان عليها منذ خمس سنوات، «إلا أن التكاليف لم تعد على ما كانت عليه منذ خمس سنوات». وقال كلارك إن شركة الطيران لا تزال تستهدف تحقيق صافي أرباح خلال السنة المالية الحالية المنتهية في 31 مارس 2010، إلا أن هذا الأخير سيكون أصغر حجماً من صافي الأرباح السنة الماضية. وتجدر الإشارة إلى أن شركة «طيران الإمارات» سجّلت صافي أرباحاً بقيمة 982 مليون درهم إماراتي خلال السنة الماليّة المنتهية في 31 مارس الماضي. وشدّد على أن شركة الطيران لا تخطط لتخفيض عدد وجهات الرحلات أو تأجيل طلبات أو إيقاف طائرات بنتيجة تباطؤ الحركة الجوية. ويُذكر أنّ شركات الطيران في منطقة الخليج الغنيّة بالنفط تعاني أيضاً من آثار الأزمة الماليّة العالميّة. وذكرت «اياتا» في مارس الماضي أن زيادة الطلب على السفر في الطائرة في الشرق الأوسط من المتوقع أن يبلغ 1.2 بالمئة هذا العام، إلا أن هذا الأمر سيطغى عليه تأثير زيادة بنسبة 3.8 بالمئة في القدرة. وقد يكون للتراجع الذي تسجله شركات الطيران في المنطقة تأثيرات واسعة؛ لأن شركات الطيران الشرق أوسطية وشركات تأجير الطيارات هي من بين آخر المستهلكين الذين يقدمون طلبات شراء طائرات ركاب بعد طفرة دامت ثلاث سنوات لدى شركة «بوينغ» و«ايرباص»، الوحدة التابعة للشركة الأوروبية للدفاع الجوي والفضاء. وتجدر الإشارة إلى أن «طيران الإمارات» لديها حالياً طلب لشراء 161 طائرة، تبلغ قيمتها 52 مليار دولار، باستثناء الخيارات، كما لدى «الخطوط الجوية القطرية» طلب لأكثر من 200 طائرة بقيمة تتجاوز 40 مليار دولار