الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مدد ربما كُنا أحدهم !...

8 يونيو 2009 23:52
عندما «تشتغل» النفس الأمارة بالسوء، لا يبقى هنالك مجالٌ ولا سبيل، أو فسحة للتفكير بمبدأ القضاء والقدر، أو بالقسمة والنصيب، بل سينطلق التفكير، تقوده «الأنا» فقط لا غير!.. قد تصادف ذات يوم، أحد أصدقائك غير المُهمين، غير المُقرَّبين، في مكان عام، بصحبة زوجته الأولى الجديدة، لم يكن هو في نظرك يوماً، سوى ذلك «الهَمْل»، «السْقيط، أمّا هي، فهيئتها أوحت إليك بالكثير والكثير! بأنَّها المُهرة الأصيلة، التي لا تليق إلا ّ بفارس أصيل، هو أنت! ليجعلك «تتحرْطم» وتقول في نفسك، وبمبدأ «الفحولة» وليس الرجولة: «غربْلك الله يال...، من وين طحت على هالفرس، وشو لقت فيك؟ خيبه تخيّبك إنت ويْاها»! وربما ستصادفين ذات يوم، وتتفاجأين بذاك «السنافي» الأصيل، الوجيه، عقيد قومه كما يصفونه، المتعلم الرزين، الوسيم، المؤدب، الورع، الشهم، الكريم، طيّب السيرة والمنبت، الذي كثيراً ما سمعت عن مآثره ومناقبه الكثيرة، وحزنتِ يوم وردكِ نبأ زواجه، وحزنت أكثر حينما فوجئت بزوجته، التي في نظرك لا تليق به، وكانت الأوَلى به واحدة «full option»، هي أنتِ لا هي! لتستشيطي غيظاً وغَيرَة وتزْبدّي، وتُعلني بنبرة اعتراض حاقدة: «صدق ما عنده نظر، حد يأخذ خنفسانة، ويقول عنها مدام، وشو يعني بنت عمه»؟! صحيح إنك «very cheap& low class»!!! ربما سيراودك هذا الإحساس، أمام صندوق السحوبات على سيارة «BMW 2009» الفاخرة، بعد تعبئة أكثر من ثلاثين كوبوناً، هي قيمة قسائم مشتريات أكثرها كان بلا لزوم، قد يساورك اليأس، بل يتلبسّك الحسد، اتجاه ذلك الهندي، وتنقمه، وهو يملأ كوبونه الوحيد، الذي يُخوله دخول السحب عليها أيضاً، حالك حاله، فتتمنى لو كنت هو في تلك اللحظة، لأن بطاقته هي الأوفر، في نظرك، والأكثر حظاً للفوز بالسيارة، على الرغم من بطاقاتك الكثيرة، لأنه «بابو» الهندي فقط!. ستتحسْر، وأنت ترى زوجتك الحامل في شهورها الأولى، وهي تتوحم على أخيها الخايب، ولتطيّرك من مقولة: «ثلثا الولد على خاله»، أو أن يشابه أحد عمومته الفاشلين «العِرْة»! فتحاول صرف نظرها عن أي طرف، أو نموذج من كلتا العائلتين، بصبِّ، وتوجيه وحامها إلى أناس أكثر تميزاً وأكثر ذكاءً، أفضل من كونهم وسيمين فقط، متوسماً بولد يخرج من صُلبك، يُشار إليه يوماً بأُظفر وليس بالبنان، يفلح، فترفع به الرأس، فلم تجد أمامك أفضل من صورة «عزّ الدين»، ابن طبْاخك المسكين «علم الدين» ما غيره، لتتوحم عليه زوجتك، التي تشبه أهلها، و«تواليك» في الغباء، وأشياء أخرى مستعصيّة، أساسها العرق المشترك، فيكفيك أن يكون«عزّ الدين» الابن، هو الطالب الأول على مدارس بومباي قاطبة، لتتوَحْم عليه المدام! فاطمه اللامي Esmeralda8844@gmail.com مد وجزر مدمد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©