الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أديبة مصرية تطلق حملة «أنا بشر» للتصدي لجرائم عصر العولمة

أديبة مصرية تطلق حملة «أنا بشر» للتصدي لجرائم عصر العولمة
8 يونيو 2009 23:57
ريم أبو عيد أديبة وكاتبة مصرية مقيمة بالرياض اشتهرت خلال فترة وجيزة في العالم العربي عقب نحاج حملة أطلقتها تحت عنوان «أنا بشر» وهي الحملة العربية الأولى التي تستهدف التصدي لجرائم عصر العولمة ومنع جرائم التشهير. وتعاطف مع الحملة كبار الكتاب العرب إضافة إلى دعم دار الإفتاء المصرية، وهيئة الأمر بالمعروف في المملكة العربية السعودية. التقتها «دنيا» وأجرت معها الحوار التالي: ? من أين جاءت فكرة الحملة، وهل هناك حالات فعلا أثرت بكِ؟ جاءت فكرة الحملة من كثرة الموضوعات التي تحمل عنوان «فضيحة» على الإنترنت. ومن حوادث كثيرة كنت اقرأ عنها في الصحف وعلى المواقع الإخبارية. وبلا شك كل تلك الحالات أثرت بي حتى وإن لم أكن على علاقة شخصية بأي حالة ولكن مجرد أن يتم انتشار تلك الموضوعات هو أمر غير مقبول على الإطلاق. أحسست أنه يجب أن أفعل شيئاً ما ولو مجرد إطلاق حملة إلكترونية قد تكون صرخة لرفض كل ما يحدث من انتهاكات لحرمات الغير وقد تكون صافرة إنذار بأن الأمر بات خطيرا وأن انتشار مثل تلك الموضوعات له أثر سلبي على جميع أفراد المجتمع بأكمله وليس على الضحية فقط. ? هل كنتِ تتوقعين نجاح الحملة؟ حين أطلقت الحملة لم أكن أفكر في ما إذا كانت ستنجح كل هذا النجاح الذي حققته أم لا ولكني كنت على يقين أن الله سيدعمني في إيصال فكرة الحملة ومبادئها إلى الناس لأني هدفت منها نفع الناس. كما أنها تستمد مبادئها من مبادئ وأحكام الشريعة الإسلامية التي تغافل عنها البعض في زماننا المعاصر.. فالإسلام أمر بستر العورات وعدم تتبعها. ولكن للأسف ما أصبح يحدث من البعض هو عكس ذلك تماماً. ? هل تلقيت دعما من جمعيات المرأة والمجتمع المدني؟ إن كنت تعني دعما ماديا فحتى الآن لا يوجد. ولكن الدعم الحقيقي هو من الأفراد الذين تضامنوا مع الحملة من عدة دول مختلفة عربية وغير عربي.. وهذا في رأيي هو المهم. لأن أي مجتمع يتكون من أفراد وإذا انصلح حال الأفراد انصلح حال المجتمع ككل. ? لماذا صار البعض يعشق الفضيحة والتشهير؟ ببساطة بسبب انعدام الضمير وانهيار الأخلاق وعدم فهم الدين فهماً صحيحاً وبالتالي عدم تطبيقه أيضاً في حياتنا اليومية.. فالدين معاملة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. أي أنه ليس عبادات فقط كما يظن البعض. الدين منهاج حياة أساسه هو تقويم سلوكيات الإنسان. وليس هناك أدنى شك في أن من يقوم بتتبع عورات غيره والتشهير به هو جاهل بالدين وظالم لنفسه أيضاً لأنه غفل عن أنه كما يدين يدان. وأن الله ليس بغافل عنه لا في الدنيا ولا في الآخرة. فإذا فكر أي شخص يشهر بغيره بأنه محاسب وبأن الله منتقم جبار لما أقدم على ارتكاب هذا الفعل الشنيع الذي من شأنه تدمير حياة الآخرين. بل تدمير المجتمع بأكمله. ? هل أثرت الفضائيات والأطباق اللاقطة على أخلاقنا؟ قد يكون لها بعض التأثير بلا شك ولكني أرفض مبدأ (الشماعة).. أي تعليق أي انهيار أخلاقي على الفضائيات.. لأنه كما أن بعض ممن يشاهدون الفضائيات منحرفون سلوكياً وأخلاقياً.. البعض الآخر لا.. بمعنى أن الفضائيات وحدها لا تجعل من أي شخص إنسان غير سوي في تصرفاته وسلوكياته إلا إذا كان هو لديه الاستعداد لهذا.. ولا أظن أن هناك من لا يعرف أن التشهير بالغير أمر منهي عنه شرعاً وغير مقبول أخلاقياً واجتماعياً.. ولكن شهوة الانتقام التي تسيطر على البعض والغفلة عن حساب الله هو ما يدفع البعض لانتهاج مثل هذه السلوكيات المنحرفة.. أيضاً بعض العادات والتقاليد الاجتماعية التي ما أنزل الله بها من سلطان والتي تفرق بين الرجل والمرأة فتغفر للرجل دائماً وتعاقب المرأة قد تكون أيضاً من العوامل المؤثرة في نفسيات هؤلاء الذين يمارسون مثل هذه الأفعال الغير أخلاقية. ? أي الدول ساندتك؟ الحملة لا تعمل على مستوى الدول ولكن الأفراد في المجتمعات المختلفة. والحمد لله قد وصلت أصداؤها إلى العديد من الدول العربية وغير العربية حتى بعض الدول الغربية. فقد راسلني ذات يوم أحد الأساتذة في مدرسة بنات في سويسرا حين قرأ عن الحملة على الإنترنت فرغب في نشر فكرتها في المدرسة التي يعمل بها. ومن الدول الإسلامية ماليزيا. بالإضافة إلى العديد من الدول العربية كدول الخليج ولبنان وفلسطين ومصر والمغرب العربي. حين أطلقت الحملة راسلت دار الإفتاء المصرية وشرحت لهم فكرة الحملة وطلبت منهم إرسال بيان تأييدي لها وبالفعل قام علماؤها مشكورين بإرسال البيان التأييدي الشرعي لفكرة الحملة. ولا أنسى أن اذكر أن رئيس فرع جدة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمملكة العربية السعودية أيضاً أصدر تصريحاً صحفياً لتأييد فكرة الحملة تم نشهره في العديد من الصحف السعودية. ? هل استعنت بداعية مشهور مثل عمرو خالد لدعم الحملة؟ لا. ولكن بالتأكيد من يرغب منهم في أن يعمل على نشر فكرة الحملة بين جمهوره فجزاه الله كل خير. وأي شخص يمكن أن يكون داعية في مجال الحملة فالكل مسؤول وليس معنى أني أطلقتها أنها ملكي فالحملة ملك للبشرية كلها. والدعوة للخير لا تحتاج إذن مسبق من أحد ولا تحتاج أيضاً أن يتم تخصيصها على أحد. فالمجال مفتوح للجميع. وبالطبع أتمنى لو أن يقوم أحد هؤلاء الدعاة الأفاضل في الاهتمام بموضوع التشهير فربما من خلال عمله كداعية يمكن أن يكون له تأثير كبير في مجتمعه. ? هل تجاوزت الفتاة العربية خطوط الحرية فكانت الأخطاء؟ ولماذا لا تقول الفتاة والشاب؟ المرأة والرجل؟ أرفض أن يتم حصر الخطأ في المرأة أو الفتاة. فالخطأ البشري هو خطأ بشري لا يحدده جنس أو لون أو عرق. كما أن الشرع الإسلامي الحنيف لم يفرق بين الرجل والمرأة لا في الثواب ولا في العقاب على أي عمل. فلماذا إذاً نضع المرأة وحدها موضع الاتهام وكأن الرجل منزه أو معصوم أو حاصل على صك غفران مسبق يبيح له التجاوز الأخلاقي دون أدني محاسبة من المجتمع. الخلل يمكن في استغلال بعض ضعاف النفوس لهذا المنطق المجتمعي الأعوج فاستباحوا لأنفسهم التشهير بالنساء على اعتبار أن هذا حق مشروع لهم تجاه زلة أي امرأة. ثم من قال إن كل من يتم التشهير بها ارتكبت فعلا ما يشاع عنها؟ للأسف في زمن انعدمت فيه الضمائر وانهارت الأخلاق أصبحت الاتهامات الباطلة وقول الزور أموراً عادية جداً عند البعض لمجرد الانتقام من الغير لأي سبب ما. واسمح لي لدي تحفظ على استخدام كلمة (حرية) في السؤال فالمرأة كائن حر ليست أمة فالحرية ليست تهمة يجب على المرأة أن تتنصل منها كي تبرأ نفسها أمام المجتمع. الحرية حق مشروع لكل البشر ولكن ليست هناك حرية مطلقة فالحرية الحقيقية هي الحرية المسؤولة المنضبطة التي تتفق مع الأخلاق والقيم والمبادئ. فأنا حرة أن استخدم السكين في تقطيع تفاحة ولكني لست حرة أبداً لأقتل به إنساناً
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©