الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مزارعو فلسطين يهزجون بالفرح لمواجهة شقاء الموسم

مزارعو فلسطين يهزجون بالفرح لمواجهة شقاء الموسم
8 يونيو 2009 23:57
يبدأ حصاد القمح في فلسطين في شهر يونيو من كل عام بصورة جماعية ويؤدي فيها الحصادون أغاني معروفة ذات نغمة تحث على العمل والسرعة في الإنجاز وكل ذلك للتغلب على محاولات الاحتلال الإسرائيلي تجريف أراضي الفلاحين وضمها للمغتصبات الصهيونية وتحويلها إلى ثكنات عسكرية ونقاط مراقبة. ويوصف قائد عملية الحصاد «الشاقوق» بأنه خيال وذيب المنجل إذا كان ماهرا وقد يهزج هذا القائد معزا بنفسه: أنا خيال المنجل والمنجل خيال الزرع معنى الحصيدة يقال إن الحصيدة من النار بمعنى أنها متعبة ومرهقة وتأتي في الأيام الحارة بعد نهاية الربيع ولذلك فان الغناء الجماعي أثناء الحصاد يقوم بمهمة التخفيف من العمل والتسرية عن النفس مما تعانيه من متاعب ومكابدة للحر ومن أجل خلق جو من التعاون والتناغم بين الحصادين يغني أحدهم فيرد الآخرون: يا حلو لبني في زينك ما طلعت البر ولا حصدت الحصايد في نهار الحصر يا ريتني غيمة وارد الشمس عنكو والا مطر صيف وارد الربيع الكو يا حلو دربك سند والرجل ثقلانة واقعد تسليك يا ابو عيون نعسانة وفي الصباح عندما يكون نشاط الحصاد في أوجه فإن أغنية جماعية مثل منجلي تساعد على بث المزيد من الحماس للعمل في نفس الحصادين: منجلي يا منجلاه راح للحداد جلاه ما جلاه إلا بعلبة ريت ها لعلبة عزاه منجلي يا أبو رزة يللي شريتك من غزة منجلي يا أبو الخراخش منجلي في القش طافش توزيع الأدوار أثناء الحصاد تقوم مجموعة من النسوة بجمع حزم القمح التي يتركها الحصاد بعد قطعها وتسمى هذه الحزم «غمور» جمع «غمر» والمرأة «غمارة» و تجمع «الغمور» في كومة مكعبة ضخمة تسمى «غمر». وتقوم واحدة من الغمارات بجلب الطعام للحصادين وتتناوب في ذلك مع زميلاتها. ويقوم الجمالون بنقل حزم القمح إلى البيادر وتسمى العملية (شيل) وكنت ترى في موسم الحصاد الجمال مقطورة واحدة في إثر الآخر ويقودها الجمال الذي يركب حماره في المقدمة. وفي هذه الأثناء ينشط «اللقاطة» لجمع السنابل المتناثرة بين الغمور وبعد التعمير ووراء الجمال التي تحمل القش إلى البيادر وسمي هؤلاء الصيافة أو البعرة وكلما جمع اللقاط ما يملأ يده من السنابل ربطه ليصنع ضمة وتدق هذه بقطعة خشبية تسمى «مخباط» تستعمل لفصل الحب عن الزيتون. وبعد نقل كامل القش إلى البيادر تقوم صبايا القرية بمهمة «التقشيش» أي الحصول على قش جيد لتصنع منه أواني البيت مثل أطباق القش وأدوات أخرى لتوضع فيها بعض الثمار وتصيغ النساء بعض القش لتتكون هناك عملية تشكيلية في الأطباق والأواني تحمل انطباعات المرأة عن النواحي الجمالية والزخرفية وعملية التقشيش تحمل معنى إظهار الفتاة لمفاتنها أما المشتغلين بنقل السنابل ودرسها وهي فرصة لإظهار الود من جانب الشباب إزاء الفتيات بالسماح لهن بجمع القش الصالح للنسيج من أفضل أنواع سوق القمح. ويصنع الفلاح طرحة (آلة درس القمح) من سنابل القمح أو الشعير على دائرة قطرها 15- 30 قدما وارتفاع ثلاث أقدام يسير فوقها زوج من البقر أو بغل وربما حمار ويجر لوح الدراس الذي يحمل في جزئه الأسفل حجارة قاسية تساعد على طحن القش وفصل الحبوب عن القش بعض الناس يكممون الحيوانات حتى لا تأكل الحب. ويتم تقليب الطرحة ويعيد العمال درسها حتى تصبح ناعمة وجاهزة للذراوة أي فصل الحب عن التبن والموص (التبن الناعم جدا). ويتم خزن الحب بأكياس تصنع من شعر الماشية أما التبن فيحفظ ليقدم للحيوانات ويبقى «الموص» ليستخدم بمزجه بالطين لعمل المواقد ووعاء الطابون (القحف). وفي سنوات القحط يقدم طعاما للحيوانات. وتعد عملية الدرس و«الذراوة» مهمة لأنها العملية الأخيرة قبل ظهور المحصول الحقيقي وهي عملية تحمل طابع الإمتاع والزهو باعتبارها العملية القريبة من الحصول على ثمار حصدها العام وفيها يغني العاملون داعين الله لطرح البركة: «يا مذرايتي وين بتباتي في العرماتي يلله البركة بركة ربي في ها لشوبى بركة حيدرة في ها لبيدر هي دايم يلله دايم
المصدر: فلسطين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©