استنساخ عن بعد

تشير الدلائل العلمية إلى أنَّ استنساخ الإنسان قد بات ممكناً إن لم يكن قد حصل فعلاً على (السكّيت)، وبما أني (لحية غانمة) وعلى قدر من الحلم والأخلاق، فقد قررت أن أفعل كما فعل صديقي المرحوم هرم بن سنان، الذي دفع ديّة القتلى من عبس وذبيان من حسابه البنكي الخاص باستخدام (الفيزا كارت)، وأنهى ملحمة حرب داحس والغبراء التي قامت بسبب سباق بين فرسين.. طبعاً قصة ابن سنان هذه على ذمة الشاعر المخضرم زهير بن أبي سلمى في معلقته المشهورة. قررتُ أن أتبرع ببطّة ساقي، وبجزء من أنفي العملاق من أجل استنساخ الآلاف من (يوسف غيشان) التي سوف أوزّعها وأتبرع بها للمحاربين الأشاوس على جبهات القتال.. في كل مكان وزمان، من أميركا حتى لبنان، مروراً بأفغانستان. الكمية الأكبر سوف أتبرع بها للشعب الأميركي الصديق عرفاناً وشكراً على شوالات الطحين التي أرسلوها إلينا عام 1967 وكانت الوالدة تصنع منها (كلاسين) نلبسها بينما اليدان المتصافحتان تزينان مؤخرتي بكل احترام وسؤدد. المهم، يمكنهم توزيع «اليوغيشانيات» المستنسخة كما يشاؤون، بإمكانهم اعتقال العشرات منهم بتهمة الإرهاب في جوانتنامو، كما يمكن نشر بعضهم في كل مكان بالعالم، ومطاردتهم بطائرات الهليكوبتر، واصطيادهم على المزاج (دون مقاومة)، كما يمكن قتل بعضهم في السودان وآخرين على الحدود السورية، وفي وادي سوات، وعلى جبال الأنديز، وفي مجاهل غابات نيكاراجوا وكولومبيا.. كما يمكن التنكيل ببعضهم في سجون ألمانيا السرية. «اليوغيشانيات» كائنات يتيمة بالفطرة وبلا والي ولا ولي أمر، فلا أم تلطم ولا جدّة تنوح ولا عشيرة تطالب، ولا أحزاب تقول إن دماءهم لن تذهب هدراً.. وتوغل في نشر الملصقات في كل مكان، وتزعج الحكومات بالفاكسات الشاجبة لمقتل الشهيد البطل. كما يمكن استخدام بعضهم لتدريب الجنود المارينز على الذخيرة الحية والقنص والحرب الكيماوية والجرثومية والذرية والهيدروجينية، كما يمكن استخدامهم للتجارب العلمية بدل فئران الاختبار، أو لاجتثاث الأعضاء فما لجرح بميت إيلام.. أو استعمالهم كقطع غيار للجنود الحقيقيين المصابين خلال المعارك. هذا تأخذ كليته، وذاك تسحب إليته... وذياك تقطع (....يته)... وهكذا دواليك. عزيزي القارئ، عزيزتي القارئة!! متوفر لدي كميات جيدة من «اليوغيشانيات»، إذا رغبت ان (تفش حرّتك) فيها بدل الحكومات العربية، فما عليك إلا مراجعة وكيل الاتحاد في منطقتك، والحصول على نسختك المجانية من يوسف غيشان. يوسف غيشان ghishan@gmail.com