الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الحرية 2»... وداعاً

9 يونيو 2009 00:07
كان الجنود الأميركيون المئة والثمانون ينتظرون بفارغ الصبر إغلاق المركز العسكري المعروف بـ«المحطة الأمنية المشتركة الحرية 2»، حيث كانوا يرابطون، في شمال غرب بغداد حتى يوم الأحد الماضي؛ حيث يقول الجندي كوري هيسلر، 22 عاماً، الذي يتطلع إلى مطاعم الأكلات السريعة والسكن العسكري المكيّف الذي ينتظره في قاعدة «معسكر النصر» الكبيرة المحاذية لمطار بغداد: «لا يوجد الكثير مما يمكن القيام به هنا. أحياناً نشعر وكأننا محتجزون في سجن». أما مركز الحرية 2، فهو عبارة عن مجموعة من المخازن الصغيرة التي تقتسمها القوات الأميركية مع وحدة من الجيش العراقي، ويفتقر إلى وسائل الراحة، إلا أنه كغيره من المراكز العسكرية أدى وظيفته وأوفى بالغرض منه، المتمثل في نشر الجنود، الذين عززوا القوات الأميركية في إطار «الزيادة»، في اثنين من أخطر الأحياء في شمال غرب بغداد. فخلال الاقتتال الشرس الذي كان دائراً قبل أكثر من عام، تمت هزيمة المليشيات الشيعية التي كانت تسيطر على منطقتي الشعلة والحرية؛ ولكن منذ ذلك الوقت، لم يقم الجنود الذين وصلوا في أكتوبر بأي تحرك ذي بال. ومؤخراً، شرعوا رفقة الآلاف من الموظفين العسكريين الأميركيين الآخرين في حزم أمتعتهم لإعادة الانتشار في إطار الاتفاق الأمني الذي ينص على انسحاب القوات الأميركية من المدن العراقية بحلول الثلاثين من يونيو. ويعد رحيلهم محطةً بارزة في الحرب التي اندلعت قبل ست سنوات؛ ويقول محللون عسكريون إن انتشارهم في قلب أحياء بغداد، وأكثر من الزيادة العامة في عديد القوات التي جرت في 2007، هو الذي أحدث الفرق وساهم في حدوث التحول في الحرب. غير أن إغلاق المراكز العسكرية سيشكل أكبر اختبار حتى الآن لما حققته الزيادة: فهل قوات الأمن العراقية مستعدة فعلا لتولي الأمور بمفردها؟ وهل المكاسب التي تحققت خلال العامين الأخيرين من القوة والصلابة بحيث تستطيع الاستمرار؟ يقول الملازم أول ستيفن باجواجا، وهو الضابط المسؤول عن الوحدة العسكرية الموجودة في مركز الحرية 2، إنها مستعدة، ويعتقد أن من مؤشرات التقدم الذي أُحرز خلال العامين الأخيرين شكوى الجنود من الملل. ويقول: «في الماضي، كان الجنود يخوضون معارك يومية. أما اليوم، فإننا بتنا نفتح ملاعب كرة القدم». غير أن الرائد عادل، قائد وحدة الجيش العراقي التي ستبقى في مركز الحرية 2، لا يبدو واثقاً كثيراً إذ يقول: «إننا لسنا مستعدين 100 في المئة. والواقع أن الجنود مستعدون ويريدون تولي الأمور بمفردهم، ولكننا نفتقر إلى المعدات والمركبات والدعم». وستسد القوات التي يشرف عليها عادل -الذي لم يرد تقديم اسمه الكامل لأنه لم يكن لديه إذن من قبل رؤسائه للتحدث مع الصحافة- الفراغ الذي سيتركه رحيل الجنود الأميركيين الـ180 ومركباتهم الـ55، إضافة إلى وحدة مدافع الهاون. غير أن الجنود العراقيين مسلحون فقط ببنادق «إي كي 47» وعدد من الرشاشات الثقيلة. ويقول عادل عن الأميركيين: «إن غيابهم سيترك فراغاً كبيراً.. إنهم يغادرون مبكراً، والحال أننا في حاجة إلى عامين أو ثلاثة». بيد أن الجنود الأميركيين لن يكونوا في مكان بعيد، وسيهبُّون للمساعدة حين ينادى عليهم في حال كانت قوات الأمن العراقية في حاجة إليهم، كما يقول المقدم جون فيرميش الذي يقود القوات الأميركية في شمال غرب بغداد. فعلى رغم إغلاق القواعد العسكرية الأصغر حجماً الموجودة عبر بغداد، إلا أن الجنود الاميركيين الذين سيكونون داخل قواعدهم في الضواحي سيكونون مستعدين للمساعدة إذا طُلب منهم ذلك في أي وقت. ليز سلاي - بغداد ينشر بترتيب خاص مع خدمة «لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©