أبريل الحسم

تشتعل حمى الصراع على الألقاب القارية والمحلية في الملاعب الأوروبية هذه الأيام، ويستحق الشهر الحالي لقب “أبريل الحسم” عن جدارة واستحقاق، فعمالقة دور الثمانية لدوري الأبطال الأوروبي يواجهون أصعب اختبارات الموسم للدفاع عن طموحاتهم محلياً وقارياً، فقد استقبل البارسا فريق أرسنال في معركة التأهل إلى دور الأربعة للشامبيونزليج، وبعد 3 أيام فقط سيكون على الفريق الكتالوني شد الرحال صوب سنتياجو برنابيو معقل المنافس التقليدي ريال مدريد ليلتقيا السبت المقبل في “قمة القمم الكلاسيكية” التي يترقبها العالم، وعلى الرغم من تأكيدات أقطاب البارسا والريال أن المباراة لن تكون حاسمة في رسم خريطة الحصول على لقب الليجا، إلا أنه من المؤكد أن أصحاب هذه التصريحات لم يقصدوا في قرارة أنفسهم سوى تخفيف الضغوط واستباق الأحداث تحسباً لخسائر معركة “الكامب نو”، فالمباراة تظل هي الأهم للفريقين، وتظل مؤثرة في تحديد هوية بطل الليجا بنسبة لا تقل عن 70%. كما يتجه أرسنال بعد أن ينتهي من معركة دوري الأبطال إلى وايت هارت لين لملاقاة توتنهام في واحدة من أصعب مبارياته هذا الموسم، إذ يتوجب على المدفعجية الدفاع عن حظوظهم في الظفر بلقب الدوري الانجليزي في ظل منافسة ملتهبة مع تشيلسي ومانشستر يونايتد بعد غياب استمر 5 مواسم عن الفوز بأي لقب، كما يتوجب على إنتر ميلان الاستعداد جيداً للمعركة المحلية بعد ساعات من معركته الأوروبية مع سسكا موسكو، حيث يواجه فيورنتينا ثم اليوفنتوس، وفي حال نجح مورينيو في قيادة الإنتر للفوز بهاتين المباراتين فإنه يكون قد قطع أكثر من 80 % من الطريق نحو الحفاظ على الإسكوديتو. ولم يكن جوارديولا وفينجر ومورينيو يقصدون استخدام صيغة “أفعل التفضيل” بغرض المبالغة حينما قالوا ان مبارياتهم خلال الأسبوع الحالي على المستويين الأوروبي والمحلي هي “الأهم” طوال الموسم. ويلتقي مانشستر يونايتد مساء اليوم مع العملاق البافاري بايرن ميونيخ في واحدة من أصعب مواجهات دوري الأبطال، فكلاهما يملك طموحات مواصلة المشوار، وبعد ساعات من انتهاء موقعة أولد ترافورد يتوجه البايرن متصدر الدوري الألماني لمواجهة باير ليفركوزين في معركة أخرى على صدارة البوندسليجا، كما يحل مانشستر يونايتد ضيفاً على بلاكبيرن الأحد المقبل في الدوري الإنجليزي بعقلية وطموح الفوز رافعاً شعار لا للتفريط في أي نقطة من جديد ترقباً لعثرة قد لا تأت من “بلوز القمة” . كلمة الحسم: هل أدركنا لماذا يستحق نجوم الأندية الأوروبية الحصول على الملايين ؟ ولماذا يستحقون الشهرة والأضواء والنجومية ؟ ببساطة لأنهم يتمتعون بأعلى درجات اللياقة الذهنية والنفسية والتي تضاف إلى رصيد لا يقبل التشكيك من المهارات الفنية، والقدرات البدنية، والعقلية الخططية وهو ما يؤهلهم لقهر الضغوط وإظهار شخصيتهم الحقيقة في مواجهات “تحديد المصير” ؟