كتيبة المحترفين الأميركية تتطلع لمجاراة «راقصي السامبا» و«الآزوري»

لا زالت كرة القدم الأميركية تواصل رحلتها بحثاً عن احترام العالم، واعتراف الداخل، ورغم أن المنتخب الأميركي لكرة القدم يمتلك تاريخاً لا بأس به فقد خاض مباراته الدولية الأولى في صيف عام 1920، وتأهل إلى نهائيات كأس العالم 8 مرات، وحصل على الكأس الذهبية 4 مرات، وحصل على ثالث بطولة كأس العالم للقارات في مناسبتين، إلا أن كرة القدم في أميركا لا زالت تسعى إلى انتزاع الاعتراف على المستويين الداخلي والخارجي، ولا زال الشعب الأميركي يتجاهل بإصرار كبير تشجيع ومساندة كرة القدم، وسط طغيان لشعبية التنس وكرة السلة والبيسبول وغيرها من اللعبات الأخرى. وعلى المستوى الخارجي لا زال العالم يرى في أميركا منتخباً متوسطاً لا يمكنه الانتقال إلى عالم الكبار، رغم النتائج الجيدة والتاريخ الكبير للكرة الأميركية في بطولات كأس العالم وكأس القارات والكأس الذهبية (بطولة أمم أميركا الشمالية والوسطى والكونكاكاف) إلا أن المنتخب الأميركي يظل أحد منتخبات الظل من وجهة النظر الجماهيرية والشعبية على الأقل. وتأتي بطولة كأس العالم للقارات بجنوب أفريقيا التي يشارك بها المنتخب الأميركي إلى جوار منتخبات المجموعة الثانية البرازيل وإيطاليا ومصر لتكون بمثابة الفرصة الذهبية لهذا الجيل من اللاعبين لترك أثر ملموس وبصمة في ذاكرة التاريخ على الساحة الكروية الدولية، بعد أن نجحوا في إثبات جدارتهم على النطاق القاري بالفوز بالكأس الذهبية 4 مرات في أعوام 1991 و2002 و2005 و2007، وفي المرة الأخيرة كان الفوز باللقب هو بوابة العبور نحو نهائيات النسخة الثامنة لكأس العالم للقارات. ويسعى الأميركيون إلى تجاوز كبوة كأس العالم 2006 التي لم يستطيعوا خلالها العبور نحو الدور الثاني بعد أن تلقوا هزيمتين على يد التشيك وغانا وتعادلوا مع ايطاليا. ورغم ذلك لا زالت هناك تقارير تؤكد أن الجهاز الفني للمنتخب الأميركي لن يلعب بكامل قوته في كأس القارات وذلك من أجل توفير القدر الأكبر من الراحة والتركيز استعدادا للكأس الذهبية التي تنطلق في الثالث من الشهر المقبل. وسبق للولايات المتحدة أداء عدد من المباريات الدولية والودية أمام منتخبات المجموعة التي وقعت بها في كأس العالم للقارات، على صعيد النتائج مع البرازيل فاز المنتخب الأميركي مرة واحدة فقط خلال 13 مواجهة جمعت المنتخبين، الأمر الذي يعطي مؤشراً لا يقبل التشكيك على انحياز التاريخ لصالح منتخب السامبا، ولم يسبق للولايات المتحدة تحقيق أي فوز على المنتخب الإيطالي، وكانت أفضل نتائجه التعادل 3 مرات، كان آخرها في نهائيات مونديال 2006، وهو التعادل الوحيد للآزوري في كأس العالم التي توج بلقبها، وربما يكون لهذا التعادل تأثير إيجابي من الناحية النفسية على المنتخب الأميركي الذي يستهل مبارياته في البطولة أمام الطليان. وعلى مستوى مواجهات المنتخب الأميركي مع مصر حقق الأميركيون نتائج لا بأس بها، فقد تعادلوا مع مصر 1 / 1 في مسابقة كرة القدم بأولمبياد لوس أنجلوس 1984، ثم تلقوا هزيمة من مصر في بطولة كأس الرئيس الكوري بثلاثية مقابل هدف عام 1987، وكانت نتيجة المباراة الأخيرة لصالح الولايات المتحدة التي فازت 4/3 في مباراة تجريبية قبل انطلاقة كأس العالم للقارات التي استضافتها المكسيك عام 1999. وتأهل المنتخب الأميركي إلى نهائيات كأس العالم للقارات بعد الفوز بالكأس الذهبية لعام 2007 بعد أن تصدر مجموعته بـ 9 نقاط محققاً الفوز على جواتيمالا والسلفادور وترينداد وتوباجو، وفي الدور ربع النهائي تغلب الأميركيون على بنما 2/1 وفازوا على كندا في قبل النهائي 2/1 وفي النهائي قهروا المنتخب المكسيكي القوي بثنائية مقابل هدف ليحققوا اللقب القاري الرابع لهم من بين 9 بطولات شاركوا بها، ليتأهل بذلك المنتخب الأميركي إلى كأس العالم للقارات 2009 على أثر فوزه بالكأس الذهبية. وشاركت الولايات المتحدة في كأس العالم للقارات في 3 مناسبات، وحققت نتائج جيدة تجعلها أفضل عاشر منتخب في تاريخ البطولة، ففي المشاركة الأولى عام 1992 حقق المنتخب الأميركي المركز الثالث بعد أداء مباراتين، تلقى في الأولى هزيمة ثقيلة على يد السعودية بثلاثية نظيفة، ثم فاز على كوت ديفوار 5 / 2، وحصل اللاعب الأميركي بروس موراي على لقب الهداف برصيد هدفين وبالمشاركة مع النجم الأرجنتيني باتيستوتا، وظهر الأميركيون مجدداً في نسخة 1999 وحققوا نفس الإنجاز بالحصول على المركز الثالث، وخلال هذه البطولة التي نظمتها المكسيك وقع المنتخب الأميركي في المجموعة الثانية إلى جوار البرازيل التي تلقى منها الهزيمة بهدف نظيف، وألمانيا التي حقق عليها فوزاً تاريخياً بثنائية نظيفة، ونيوزيلاندا التي فاز عليها بثنائية مقابل هدف، وفي الدور قبل النهائي تلقى الأميركيون الهزيمة من المكسيك منظم وبطل البطولة 1 / 2 ، وفي مباراة تحديد المركز الثالث تغلب المنتخب الأميركي على نظيره السعودي بهدفين دون رد. تشكيلة المنتخب تضم تشكيلة المنتخب الأميركي عدداً كبيراً من اللاعبين المحترفين في أقوى بطولات الدوري الأوروبي، ويبلغ عددهم 19 لاعباً في القائمة التي اشتملت على أسماء 23 لاعبا يخوضون كأس العالم للقارات، وقد يكون خافياً على البعض تمتع الكرة الأميركية بهذا العدد الكبير من المحترفين، فهناك 5 لاعبين في الدوري الإنجليزي يلعبون لأندية وست هام وأستون فيلا وايفرتون وفولام، وهناك عدد آخر في الدوري الألماني والفرنسي والسويدي والدنماركي والبلجيكي والأسكتلندي، كما تضم التشكيلة عددا من اللاعبين الذي ينتمون لأندية دوري المحترفين الأميركي الذي بدأ يحقق شهرة ومكانة لا بأس بها بين بطولات الدوري في قارة أميركا الشمالية والوسطى والكونكاكاف، كما بدأ الدوري الأميركي المعروف اختصارا باسم MLS يجذب بعض نجوم اللعبة في العالم سعياً إلى تحقيق سمعة جيدة ولفت الأنظار على المستوى العالمي، وكان آخر هؤلاء النجوم ديفيد بيكهام. التشكيلة الأميركية المشاركة في كأس العالم للقارات تم إعلانها صباح الاثنتين وضمت الأسماء التالية: حراسة المرمى: براد جوزان (أستون فيلا الانجليزي)، تيم هاورد (ايفرتون الإنجليزي)، لويس روبلز (كايزر سلاوترن). الدفاع: كارلوس بوكانيجرا (رين الفرنسي)، جوناثان بورنشتاين (تشيفاس)، داني كاليف (ميدتييلاند الدنماركي)، وجاي ديميريت (واتفورد الإنجليزي)، اوجوتشي اونيو (ستاندار لياج البلجيكي)، هيث بيرس (هانزا روستوك الألماني)، جوناثان سبيكتور (وست هام الإنجليزي)، مارفيل واين (تورونتو الكندي). الوسط: فريدي أدو (موناكو الفرنسي)، داماركوس بيزلي (جلاسكو رينجرز الاسكتلندي)، مايكل برادلي (مونشنجلادباخ الألماني)، ريكاردو كلارك (هيوستن دينامو)، بيني فيلهابر (ارهاوس الدنماركي)، ساشا كليستان (تشيفاس)، جوزيه فرانشيسكو توريس (باشوكا المكسيكي). الهجوم: جوزي التيدور (خريز الإسباني)، كونور كاسي (كولورادو رابيدز)، تشارلي ديفيدس (هاماربي السويدي)، كلينت ديمبسي (فولهام الإنجليزي)، لندن دونافان (لوس انجليس جالاكسي)