الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«لو كنتَ فلسطينياً».. كثير من السياسة قليل من الجماليات

«لو كنتَ فلسطينياً».. كثير من السياسة قليل من الجماليات
9 يونيو 2009 00:19
أنتج المسرح الجزائري مؤخراً مسرحية جديدة بعنوان «لو كنتَ فلسطينياً» على سبيل الإسهام في الاحتفاء بالقدس عاصمة للثقافة العربية. المسرحية من إخراج عباس محمد إسلام عن نص للكاتب السوري ممدوح عدوان وأداء ثمانية ممثلين شباب. وسط بيتٍ فلسطيني عتيق هجَّر الصهاينة أهلَه بالقوة واستولوا عليه، بدأت أحداث المسرحية، حيث يحل بالبيت الذي يقع في منطقة أثرية، عالمُ آثار إسرائيلي ورفيقتُه وجندي يحرسهما. وتبدأ البعثة التنقيب لعلها تهتدي إلى آثار تؤكد الهويَّة اليهودية للمنطقة لإقناع العالم بحقها التاريخي فيها، وهي إحالة إلى الحفريات الإسرائيلية تحت مسجد الأقصى بحثاً عن الهيكل المزعوم. فجأة، يقتحم ثلاثة فدائيين فلسطينيين المكان ويحتجزون البعثة ويقتلون الجندي. وتبدأ المفاوضات بين الخاطفين والسلطات الإسرائيلية، ويشترط الخاطفون تحرير عددٍ من رفاقهم الأسرى مقابل إطلاق سراح الرهائن، ويتعمَّد الإسرائيليون إطالة المفاوضات بهدف كسب الوقت لإكمال الاستعدادات لاقتحام المكان، وهو ما حدث بالفعل حيث يقصفون المنزل ويقتلون الفدائيين والرهائن معاً. ركَّز العرضُ المسرحي بشكل أساسي على الحوار، ما أدى إلى الحدِّ من حركة الممثلين ومختلف المؤثرات الصوتية والبصرية الأخرى، وقلَّل من الفرجة خاصة وأن الديكور ظل ثابتاً طيلة العرض، ما أضفى عليه طابعاً نمطياً. وجاءت الحوارات جِدالية طويلة وتركَّزت على مُناقشة قضايا سياسية عديدة متداوَلة بالمنطقة ومنها: دوافع الاختطاف، ومشروعية حجز رهائن، ويوميات القمع الإسرائيلي، والمعاناة المتواصلة للفلسطينيين. كما دارت حوارات بين الفدائيين الثلاثة حول جدوى هذا النوع من العمليات وأشكال المقاومة وخياراتها والمسار السلمي. وقد أبدى بعضُ النقاد عدم رضاهم عن مستوى الحوار حيث كان أفقياً سطحياً وجاء على حساب الاشتغال المسرحي، وغرق مراراً في اجترار أطروحات سياسية معروفة. أما الجمهور، فقد خرج راضياً فيما يبدو وصفق للممثلين الشباب مشجِّعاً، وتفاعل أكثر مع الفنان أمير محمد فريك الذي أدَّى دور «الوسيط» الإسرائيلي بين الفدائيين والسلطات الإسرائيلية وأضحك الجمهورَ طويلاً بطريقة نطقه العربية على الطريقة اليهودية، علماً أن العرض تميَّز أيضاً باستخدام عددٍ معتبر من الكلمات العِبرية في الحوار بين أعضاء البعثة الأثرية، وهو ما لم تسبقه إليه أي مسرحية جزائرية سابقة تناولت القضية الفلسطينية. وعن ذلك قال المخرج أنه استعان بالسفارة الفلسطينية في الجزائر لهذا الغرض قصد خلق نوعٍ من الالتحام بين المُشاهد والعرض.
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©