الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

محمد بن راشد يشهد افتتاح الدورة الـ 15 لمنتدى الإعلام العربي

محمد بن راشد يشهد افتتاح الدورة الـ 15 لمنتدى الإعلام العربي
11 مايو 2016 14:13
سامي عبد الرؤوف (دبي) شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الجلسة الافتتاحية لمنتدى الإعلام العربي الذي انطلقت فعاليات دورته الـ15 صباح أمس في مركز دبي التجاري العالمي، بمشاركة أكثر من 2000 شخصية بارزة من كُتَّاب ومفكرين وقيادات إعلامية وثقافية من داخل الدولة ومختلف أنحاء المنطقة والعالم، لمناقشة مجموعة من الموضوعات المهمة المتعلقة برسالة المنتدى هذا العام «الإعلام.. أبعاد إنسانية». حضر افتتاح الفعاليات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي، وسمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، وحرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم سمو الأميرة هيا بنت الحسين سفيرة الأمم المتحدة للسلام رئيسة مجلس إدارة المدينة العالمية للخدمات الإنسانية، ومعالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، ومعالي الدكتور سلطان الجابر وزير دولة رئيس مجلس إدارة المجلس الوطني للإعلام، وعدد من كبار الشخصيات ومديري الدوائر الحكومية والفعاليات الإعلامية في الدولة. ميثاق جديد وطالبت سمو الأميرة هيا، في الكلمة الرئيسة للمنتدى، بوضع ميثاق شرف جديدة للمهن الإعلامية وللإعلام بصفة عامة يضمن أكبر نسبة من التوافق بين جميع الأطراف من دون استثناء، ويضمن قيام وسائل الإعلام بحيادية وشفافية، ويحمي في الوقت ذاته حقوق المجتمع، ويساعد على التوفيق بين الحقوق والواجبات سواء للمؤسسات الإعلامية والصحفيين من جهة، وبقية مكونات المجتمع ومؤسسته من جهة ثانية. ودعت سموها، المسؤولين عن وسائل الإعلام، إلى إعطاء الإعلاميين حقوقهم المادية التي توفر لهم حياة كريمة، تمكنهم من مواجهة تحديات المهنة، وتساعدهم على تأدية واجبهم بطريقة صحيحة. كما دعت إلى رفع القيود عن «السلطة الرابعة» حتى يتمكن الإعلام من القيام بدوره في نقل الصورة الحقيقية إلى المجتمع، مع التأكيد على احترام القوانين التي تحافظ على حقوق الجميع، وعدم الخروج عن القانون لكونه المظلة التي يحتكم إليها الجميع. وشددت على أهمية دور الإعلام في خدمة الإنسانية، والتزام الصدقية والمهنية باعتبارها صلب العمل الإعلامي، والوصول إلى الحقيقة التي هي هدفنا جميعاً، مشيرة إلى أثر الاضطرابات السياسية والاقتصادية والثقافية في المنطقة العربية في تهميش الجانب الإنساني، ووضع تلك الأزمات الإنسانية ضمن قائمة طويلة من الاهتمامات الإعلامية. تغيرات سلبية وتطرقت سموها، إلى التأثيرات السلبية التي خلفتها التغييرات السياسية والاجتماعية في المنطقة خلال السنوات الأخيرة، وقالت سموها: «إن تلك التغييرات شوّهت صورة ديننا الحنيف، وزادت من حجم الفجوة في فهم الغرب لحقيقة الإنسان العربي، الأمر الذي وضعنا كعرب ضمن صورة نمطية خاطئة ومسيئة». وتحدثت عن وجود محاولات جادة لدحض تلك الصورة المشوهة، وإظهار الروح السمحة للإسلام، وقالت: «لاحظت وجود العديد من المحاولات والجهود المبذولة في الإعلام العربي للتفريق بين الفكر الظلامي لفئة ضالة لا علاقة لها بالإسلام من قريب أو بعيد وبين فكر التسامح واحترام الإنسان وحقوقه بصرف النظر عن دينه، أو عرقه أو جنسه». وأكدت سموها أن الإمارات تضع ذلك النهج موضع التطبيق العملي، والذي تجسد في مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم باستحداث حقيبتين وزاريتين ضمن تشكيلة حكومة دولة الإمارات، إحداهما للتسامح، والأخرى للسعادة، مما كان لتلك الخطوة التاريخية من أثر كبير على الصعيد العالمي إذ قوبلت تلك المبادرة بردود فعل شعبية واسعة على مستوى العالم، وخصوصاً في أوساط الشباب الذين طالبوا حكوماتهم بالسير على نهج دولة الإمارات. وأكدت أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد يحرص دائماً على أن يكون قدوة للآخرين في التواضع والتسامح ومساعدة الناس على الرغم من حجم مسؤولياته كنائب لرئيس الدولة ورئيس لمجلس الوزراء وحاكم لإمارة دبي سيراً على نهج الآباء المؤسسين المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم «طيب الله ثراهما». حقوق الإعلاميين وتطرقت إلى مسألة المهنية الإعلامية وقالت: «إنه في الوقت ذاته الذي تتصاعد فيه الدعوات الصادرة عن الحكومات للإعلاميين باتباع أرقى المعايير المهنية لكون الصدقية والمعرفة والمهنية تشكل صلب العمل الإعلامي، فلابد أيضاً من التأكيد على حق الإعلامي والإعلامية في أي مكان في عالمنا العربي في العيش بكرامة»، مشيرة سموها إلى أن 110 من الإعلاميين قضوا في عام 2015 كضحايا للنزاعات المسلحة والحروب، وداعية إلى منح الإعلاميين الحقوق المناسبة التي تؤمن لهم العيش الكريم. ونوهت إلى أهمية الموضوع الرئيس لمنتدى الإعلام العربي هذا العام، والذي وصفته بأنه «قريب جداً» إلى نفسها وهو الجانب الإنساني، الذي يشكل عنوان المنتدى في دورته الخامسة عشرة، وقالت: «نحن نسمع عن صناعة الإعلام، ولكن هل يمكن لنا أن نهتم بالكوارث الإنسانية في عالمنا العربي، من جانب البُعد الحضاري والقيم الإنسانية وليس الصناعة... وبالتالي إعطاء المساحة المناسبة والمعلومات الصحيحة في الإعلام؟». مساعدة الأشقاء وتساءلت سمو الأميرة هيا عن مدى الاهتمام الذي يمنحه الإعلام للجهود الإنسانية في المنطقة، بما فيها الدور الكبير الذي تلعبه دولة الإمارات بتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ومتابعة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، وضربت مثالاً بمبادرة سموه في الوقوف إلى جانب الأطفال والشيوخ والنساء الأبرياء في غزة عام 2014 جراء الهجوم الغاشم الذي قصفت فيه قوات الاحتلال المستشفى الذي لجؤوا إليه كمكان آمن، حيث بادرت دولة الإمارات على الفور بإرسال مئات الأطنان من المساعدات الإنسانية لغوثهم. وأوضحت سمو الأميرة هيا أثر منصات التواصل الاجتماعي في بناء جسور تواصل فاعلة بين القادة وشعوبهم، وضربت مثالاً بالاهتمام الذي يوليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للتوظيف الأمثل لتلك المنصات كوسيلة للوصول ليس فقط إلى المواطن الإماراتي والمقيم بل أيضاً للتواصل مع الإنسان أينما كان، ما جعل سموه بين قائمة أهم زعماء العالم المستخدمين لمنصات التواصل وبأعداد ضخمة من المتابعين تجسيدا للمعنى الحقيقي للتواصل والتشاور. وحول ذكرياتها عن والدها، رحمه الله، وكيف كان حريصاً على التواصل مع الناس، أكدت سمو سفيرة الأمم المتحدة للسلام رئيسة مجلس إدارة المدينة العالمية للخدمات الإنسانية أن أخاها جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، ملك المملكة الأردنية الهاشمية حريص على مواصلة النهج الذي أسسه والده الملك حسين بن طلال، رحمه الله، الذي كان حريصاً على التواصل مع الناس، وحتى من خلال أثير الإذاعة بينما لم يكن اعتياديا آنذاك أن يقوم ملك بمثل هذا التواصل، وقالت عنه رحمه الله: «حرص على التواصل المباشر مع الناس من خلال الجولات والمجالس، وحتى التخفي والنزول إلى الشارع أحياناً ليستمع إلى هموم المواطنين مباشرة»، مشيرة إلى مقولته التي كان يرددها دائماً «الإنسان أغلى ما نملك». قصة إنسانية واختتمت سموها الكلمة الرئيسة للمنتدى بقصة إنسانية عن الجوع عايشتها كشاهد عيان خلال إحدى زياراتها كرئيسة المدينة العالمية للخدمات الإنسانية إلى مالاوي، حيث التقت سموها أماً في مستشفى تبكي فقدان طفلها بسبب الجوع، وإذا بالقائمين على المستشفى قد أحضروا لها كيسا بلاستيكيا أسود اللون به جسد طفلها المتوفى، حيث بقيت هذه الصورة الإنسانية لا تغيب عن ذهنها. وأشارت إلى كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حول أهمية العمل الإنساني ضمن مقطع مصور عرض على الحضور. منظومة سلوكية وتحدث معالي ناصر جودة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين بالمملكة الأردنية الهاشمية عن مجمل الأوضاع الإنسانية التي تواجهها المنطقة جراء القضايا السياسية والنزاعات في المنطقة خلال السنوات الماضية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والأوضاع في سوريا والعراق، وكذلك انتشار ظاهرة الإرهاب والتطرف وما خلفه من تشويه لصورة لديننا الإسلامي الحنيف، متناولاً دور الإعلام في التصدي لمختلف تلك القضايا ومسؤوليته في تصحيح الصورة المغلوطة عن واقعنا العربي والإسلامي، مع أهمية تقديم رسالة تحصن الشباب ضد الوقوع في فخ التنظيمات الإرهابية. وأكد أن الاهتمام بالأبعاد الإنسانية يعيدنا إلى جوهر العمل الإعلامي، مشيراً إلى أن المنطقة شهدت أزمات أخذت تتعقد وأدت إلى تغيب البعد الإنساني بما يحدث بعد أن مالت الأمور لصالح الاصطفاف السياسي والفكري، وما زالت المنطقة تمر بواحدة من أصعب المراحل على مر التاريخ. منابر إعلامية ولفت ناصر جودة إلى أن التطرف والإرهاب امتلك منابر إعلامية قامت ببث رسائل سوداوية وعملت على تشويه صورة الإسلام، مؤكداً أن الإرهاب يمثل تحديا رئيسيا للمنطقة والعالم، ولابد من توظيف الإعلام في محاربة مفتوحة معه، لأنه يختطف صورة الإسلام ويغير من حقيقة وجمال جوهره، فالإسلام هو من كفل حق الحياة وحفظ للإنسان حرمته في ماله وعرضه ونفسه. واستعرض مجمل الأحداث التي شهدتها وتشهدها المنطقة وكانت سببا في خلق أوضاع إنسانية استثنائية بالغة القسوة بما في ذلك تطورات القضية الفلسطينية، والتي أكد فيها موقف الأردن الثابت بأن هذا الصراع لن ينتهي إلا بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل ترابها الوطني على خطوط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، استناداً إلى المرجعيات والشرعية الدولية، وبصفة خاصة مبادرة السلام العربية. الأزمة السورية كما تطرق ناصر جودة إلى الأزمةِ السوريّةِ والتي تدخل عامَها السادسَ، وبكل ما نجمَ عنها من قتلٍ وتشريد وترويع، ومأساةٍ إنسانية مؤلمة، مشيراً إلى قناعة الأردن بأن الحلَ الوحيدَ، هو الحلُ السياسي، في سياقٍ يكفل تحقيقَ طموحات الشعب السوري ويحافظ على وحدة سوريا الترابية واستقلالها ويرمم نسيجها المجتمعي ويعيد الاستقرار والأمن إليها، ويساهم في التصدي للإرهاب فيها، من خلال الانتقال إلى واقع سياسي جديد. لاسيما وأن أزمة اللجوء السوري أضحت أزمةً إنسانية، بكل معنى الكلمة، بينما تزداد الأزمة الإنسانية-الثقافية عمقاً وشدةً مع تدمير مدن عظيمة برمزيتها وارثها الثقافي والحضاري والإنساني، كحلب وتدمر، بينما يمعن الإرهاب الأعمى تقتيلاً وتنكيلاً بأهلها-شيبا وشباناً-ويشردهم من حواضر سكنوها لآلاف السنين. محمد بن زايد.. الإنسان روت الأميرة هيا بنت الحسين، قصة تظهر البعد الإنساني الذي ينبغي أن يتحلى به الإنسان، أياً كان موقعه أو مركز، مشيرة إلى أحد المواقف الإنسانية النبيلة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حيث نشرت إحدى المدرسات صورة لسموه بعد أن مر أمام إحدى المدارس، فوجد طفلة تنتظر أمام بوابة المدرسة في انتظار والدها ليأخذها، وبدت عليها علامات ترقب وصول والدها، فذهب سموه إليها، وطلب منها أن يأخذها إلى بيتها، إلا أنها رفضت، قائلة: إن أهلي حذروني من الذهاب مع الأشخاص الغرباء، فما كان من سموه، إلا أن انتظر مع الطفلة حتى جاء والدها». وقالت سموها: «إن هذا الموقف النبيل - والذي انتشر بصورة كبيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ليس غريباً على صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، فهو من تربى في بيت المؤسس صاحب القيم الإنسانية، المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، واهتمت به ورعته (أم الإمارات) وفخر الوطن، سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، التي تعلمنا كل يوم معنى العطاء والمساعدة بلا حدود». منى المري مرحلة جديدة غايتها الإنسان قالت منى غانم المرّي، رئيسة نادي دبي للصحافة، الجهة المنظمة للحدث، رئيسة اللجنة التنظيمية لمنتدى الإعلام العربي، في كلمة ترحيبية في مستهل الافتتاح الرسمي للدورة الخامسة عشرة للمنتدى: «توجيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في أول دورة للمنتدى بتنظيم زيارة لمشروع جديد رأى فيه سموه خطوة واعدة لمركز عالمي متطور يوفر لصناعة الإعلام بيئة داعمة تمكنها من الوصول إلى آفاق جديدة من التميز، حيث تم ترجمة تلك الرؤية إلى (مدينة دبي للإعلام) التي أصبحت اليوم تضم أكثر من ألفيّ مؤسسة إعلامية عربية وعالمية». وأضافت: «على مدى خمسة عشر عاماً، شهدنا العديد من الإنجازات، ورأينا مشاريع ربما ظنها البعض أحلاماً ولكنها أصبحت حقيقة وواقعاً في دولة الإمارات، وكان آخرها قبل شهرين، عندما تابعنا العالم عند إطلاق (حكومة المستقبل)، تأسيساً لمرحلة جديدة من العمل عنوانها الابتكار، وغايتها سعادة الناس، واليوم يأتي منتدانا ليجيب عن تساؤلات مهمة تقودنا جميعها لأسمى غاية، وهي خدمة الإنسانية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©