«سي السيد».. في خبر كان!

المشكلة عزيزي الدكتور: ترددت كثيراً قبل أن أبعث بمشكلتي هذه، خاصة وأنها من الحالات النادرة التي قل أن تحدث في مجتمعنا الشرقي.. فأنا زوج لامرأة تتسم بالقوة والعنف، وقد حباها الله جسداً ضخماً ولا أريد أن أقول إنها تسير عكس تيار النساء اللواتي يحملن صفات الأنوثة والرقة والجاذبية.. إنها امرأة «مفترية» لا أستطيع أن أجد الطريقة المناسبة للتعامل معها، فأي خلاف أسري ينشب بيننا، أجد نفسي في موقف الضعيف، وكثيراً ما أتعرض للإيذاء البدني من جانبها، يعقبه إيذاء نفسي يسري في داخلي ويشعرني بالإهانة والتقليل من رجولتي.. وكلما فكرت في التخلص منها بالانفصال، أنظر إلى أطفالي، ومصيرهم المظلم الذي قد يتعرضون له في حالة الطلاق، وأتذكر كيان الأسرة الذي سيكون عرضة للانهيار، بعد أن يسقط فوق رؤوسنا جميعاً.. ولكني لا أجد الطريقة المناسبة للتعامل مع هذه الزوجة التي نجحت في لي ذراع رجولتي وباتت هي من تعتدي عليّ بالضرب، وبصراحة لا أنكر أني أخاف منها في كثير من الأحيان، وكلما فكرت في التمرد، وإعلاء شأن رجولتي، أعود خالي الوفاض، بعد أن أفشل في مقاومتها، فهي وحش كاسر بالنسبة لي فعندما تسير نحوي وهي غاضبة، أشعر بضآلتي أمامها.. فماذا أفعل.. هل أتخلص منها بالطلاق وأهدم كيان أسرتي وأضحي باستقرار بيتي وأطفالي، أم أتحمل إهانة رجولتي وأكون وصمة عار في جبين الرجال..؟! عزت. م النصيحة بصراحة كما يقولون «همّ يضحك وهمّ يبكي»، فهذا الرجل المسكين وقع في أيدي من لا يرحم «زوجته» التي حباها الله من القوة لدرجة أنها تمسك بزوجها «الرجل» وتوسعه ضرباً، الأمر الذي ينذر بكارثة حقيقية تلوح في أفق «سي السيد» الذي قد يتحول في هذا العصر إلى «هرّة» ضعيفة لا حول لها ولا قوة..! هذا الرجل يجب أن يجد طريقة مناسبة للتعامل مع هذه الزوجة التي تمردت على أنوثتها وتخلصت من النعومة والرقة والدلال، وتحولت إلى وحش كاسر ألقى بعالم الرجل في ركن المهانة. هذه الزوجة تحتاج إلى مروّض يستطيع أن يكشف نقاط ضعفها، فحاول أيها الزوج «التعس» أن تقاومها فقد تفلح ذات يوم في «كسر شوكتها» والعودة بها إلى عالم حواء، وجرّب أن تعاملها أيضاً برفق وحنان، فقد تكون الكلمة «الحلوة» هي كلمة السر في أن تكسبها وترحمك.. وإن لم تفلح لا طريق أمامك سوى الانفصال عنها، حتى وإن خسرت كل شيء، ويكفي أن تكسب رجولتك، وتخرج من دائرة الضعف التي سيطرت عليك. يسرنا أن نستقبل مشاكلكم وتساؤلاتكم على البريد الإلكتروني: dr.mosabah@admedia.ae