لم يكن الناس، خاصة من يربون أو يستخدمون الإبل قديماً يركزون على جمال الإبل، أو يختارون عند اقتنائها أو تربيتها جمالها كعنصر أساسي، فالإبل لديهم كلها واحدة والجمال لا يجعل سعر أحدها أغلى من الآخر إلا بسبب كبر حجمها وعمرها وقوتها، أما عنصر الجمال فقد كانوا يرونها كلها جميلة، فأسعارها كانت ثابتة ومعروفة وليس لأحدها ميزة على الآخر، فقد كان الأهم من الجمال هو استخدامها لمواجهة ظروف الحياة ومتطلبات المعيشة في الركوب عند السفر واستخدامها للنقل وفي الزراعة، لكن في عصرنا الحاضر وبعد أن اقتصرت تربية الإبل على شرب حليبها والتلذذ بأكل لحوم الصغير منها، لم تعد عنصراً مهماً في حياة الناس كما كانت سابقاً بعد توفر البدائل للسفر بالسيارات التي تنقل الناس في سفرهم وتحمل أمتعتهم وتجارتهم، وكذلك توفر أدوات الزراعة ومكائن استخراج الماء وظهر نوع من الاهتمام بالإبل من خلال التفاخر بامتلاك سلالات جميلة تخضع لعدد من المواصفات التي يعرفها عشاق اقتناء المميز منها.
فتضاعفت أسعار هذه الجمال ووصلت في بعض الأحيان إلى مبالغ خيالية بملايين الريالات والسبب هو مزاين الإبل.
سعود عبدالعزيز العتيق - أم القيوين