الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

المتسوقون يقتنون أكياساً مصنوعة من القماش و«الجوت» قابلة لإعادة الاستعمال

المتسوقون يقتنون أكياساً مصنوعة من القماش و«الجوت» قابلة لإعادة الاستعمال
26 فبراير 2011 23:17
هالة الخياط (أبوظبي) - شهدت مراكز التجمع التجارية خلال اليومين الماضيين تناقصاً في أعداد الأكياس البلاستيكية المستخدمة لأغراض التسوق، استجابة لدعوات أطلقتها هيئة البيئة بأبوظبي بأن تكون عطلة نهاية الأسبوع خالية من أكياس البلاستيك. وتحت شعار “قف فكر قبل استعمال البلاستيك”، توجهت الهيئة للمتسوقين أمس عبر “ستاندات” توزعت في مراكز التسوق التجارية بدعوات لوقف استخدام الأكياس البلاستيكية التي تشكل 19% من حجم النفايات البلدية في مدينة أبوظبي، وتعد السبب الرئيسي لنفوق 50% من الجمال في الدولة، وتشكل عند رميها في البحر خطراً يهدد السلاحف البحرية من الكائنات البحرية سنوياً التي تبتلعها عن طريق الخطأ مما يسبب لها الموت اختناقاً. وساد مشهد خلال اليومين الماضيين اقتناء متسوقين للأكياس المصنوعة من القماش وأكياس الجوت القابلة لإعادة الاستعمال، في محاولة منهم للمشاركة في تقليل استخدامهم للأكياس البلاستيكية غير القابلة للتحلل والمشاركة في الحد من التأثيرات السلبية لهذه الأكياس على صحة الإنسان والكائنات الحية الأخرى، سيما أن معدل استخدام أكياس البلاستيك في الدولة يصل إلى 11 ملياراً و600 مليون كيس. وتأتي حملة الهيئة التي تنفذها بالتعاون مع وزارة البيئة والمياه ومركز إدارة النفايات بأبوظبي في إطار المبادرة التي أطلقتها دولة الإمارات لحظر استخدام الأكياس البلاستيكية غير القابلة للتحلل عبر برنامج وطني للتخلص منها تدريجياً، للحد من التأثيرات السلبية لهذه الأكياس على صحة الإنسان والكائنات الحية الأخرى تمهيداً لحظرها نهائياً بحلول عام 2013. وخلال “عطلة نهاية الأسبوع الخالية من الأكياس البلاستيكية”، لم تكن الأكياس البلاستيكية غير القابلة للتحلل متاحة خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضية في منافذ البيع الـ 39 التابعة لمحال التجزئة الخمسة المشاركة، وهي جمعية أبوظبي التعاونية، كارفور، اللولو هايبر ماركت، ومحال سبينس وأبيلا، وبدلاً من ذلك يتم توفير أكياس مستدامة صديقة للبيئة. يذكر أن استخدام الأكياس الجديدة لأربع مرات يخفف 18% من نسبة استخدام الأكياس البلاستيكية التقليدية. ويُساهم تالياً في خفض انبعاث الغازات الناتجة عن الاحتباس الحراري بنسبة 20%. أما استخدام هذه الأكياس 20 مرّة فسيُخفف 82% من استخدام الأكياس البلاستيكية التقليدية. ودأبت عالية الأحمد، مقيمة في أبوظبي، إلى تغيير سلوكيات الشراء اليومية لتكون رفيقة بالبيئة عبر انتهاج سلوكيات تخفض بطريقة ما من الاستخدام المتزايد للبلاستيك، دون أن يقتصر ذلك على الأكياس، وإنما ليشمل التوقف عن شراء المنتجات كافة الموجودة في أوعية بلاستيكية نظراً للكلفة العالية لإعادة تدويرها، ولتأثير البلاستيك على مقدرات الحياة. من جانبه، يستعمل محمد الشامسي الأكياس الصديقة للبيئة ذات الاستعمال المُتكرِّر والتي أصبحت متوافّرة اليوم عند جميع صناديق الدفع في أماكن التسوق التجارية، مؤكداً أن تغيرات بسيطة كهذه من الممكن أن تحدث فرقاً كبيراً في البيئة. وكانت الأضرار المتزايدة الناجمة عن الأكياس البلاستيكية، هي الدافع الأساسي لأن تغير بدور النويس من سلوكياتها الشرائية، حيث اتخذت من الأكياس القماشية أو تلك القابلة للتحلل وسيلتها الوحيدة للتسوق، في محاولة لتقليل استخدام الأكياس البلاستيكية. وقالت النويس وهي المشاركة وعائلتها في مسابقة تحدي الطاقة مع “ناشيونال جيوغرافيك العربية”، إن مواصلة استخدام الأكياس البلاستيكية ستلحق الضرر بصحة وسلامة الجميع والأجيال المقبلة، وهو ما يتطلب أن يقوم الجميع بواجبه تجاه حماية البيئة، كما يجب ألا يقتصر التوقف عن استخدام الأكياس البلاستيكية خلال أيام نهاية الأسبوع الماضية، وأن يكون ذلك سلوكاً صديقاً للبيئة مدى الحياة. وتتجه الدولة إلى أن تكون خالية من الأكياس البلاستيكية بحلول عام 2013. وأوضحت الدكتورة مريم الشناصي، وكيل وزارة البيئة والمياه بالوكالة أن الدراسات والمسوحات التي أجرتها وزارة البيئة والمياه كشفت أن عدد الأكياس البلاستيكية التي يتم استهلاكها محلياً يعادل 11 ملياراً و600 مليون كيس تقريباً. ويبلغ العدد الإجمالي للمنشآت الصناعية المنتجة للأكياس البلاستيكية على مستوى الدولة حوالي 98 منشأة، توجد النسبة الأكبر منها في إمارتي الشارقة وعجمان وعددها 54 منشأة. ومنذ البدء بتنفيذ مبادرة الإمارات خالية من الأكياس البلاستيكية عام 2013 العام الماضي بدأت 48% من المصانع بتصنيع الأكياس البلاستيكية القابلة للتحلل، وفق ما ذكرت الشناصي، التي أفادت بأن مسوحات الرأي تشير إلى أن 95% من الجمهور العام لديهم الاستعداد لاستعمال الأكياس البلاستيكية القابلة للتحلل. وتشير الأرقام إلى أن إنتاج الأكياس القابلة للتحلل في ازدياد في الدولة، حيث ارتفع الإنتاج من 378 طناً مترياً عام 2006 إلى ألفين و280 طناً مترياً عام 2009. وأكدت الشناصي أن الوزارة تركز من خلال مبادرتها على خلق سلوك بيئي جديد لدى طلبة المدارس، وتحديداًً طلبة المرحلة الابتدائية لدفعهم لعدم استخدام الأكياس البلاستيكية غير القابلة للتحلل، إضافة إلى مواصلتها حملات التوعية لتغيير أنماط سلوك الأفراد والتحول لاستخدام بدائل الأكياس البلاستيكية التقليدية، وكذلك التوجه إلى المنتجين للبحث عن حلول وبدائل للأكياس البلاستيكية التقليدية. وأشارت إلى أن كمية الأكياس التي يتم إنتاجها محلياً تعادل حوالي 120 ألف طن بنسبة 85% تقريباً، بينما ما يتم استيراده من الأكياس يبلغ حوالي 20 ألف طن، أي حوالي 15% من الكمية الإجمالية للأكياس المستهلكة داخل الدولة. يشار إلى أن البلاستيك يصنف ضمن 20 منتجاً، يعتبر من أخطر المواد أثناء عملية التصنيع، لأن جميع أنواع أكياس البلاستيك المستعملة في التسوُّق أو حفظ المواد الغذائية وفي كل الاحتياجات المنزلية مصنّعة من مشتقات البترول، والأكياس البلاستيكية ليست قابلة للتحلُّل العضوي، وبالتالي تشكل عائقاً كبيراً في تحويل النفايات العضوية إلى سماد جيد ومفيد للتربة. كما أن خطرها لا يتوقف فقط على الحياة البرية وإنما أيضاً على الحياة البحرية؛ حيث إن سقوط المخلفات البلاستيكية في البحر بفعل الرياح يهدد حياة السلاحف النادرة والشعب المرجانية، وتشير الأرقام إلى اختناق نحو مائة ألف حوت ودلفين وسلحفاة كل سنة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©