الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

« من لهؤلاء ؟؟»

« من لهؤلاء ؟؟»
10 يونيو 2009 01:02
صمدت مهنة صيد الأسماك خلال السنوات الماضية أمام المتغيرات الكبيرة التي شهدها المجتمع وظل أصحاب أقدم مهنة في الخليج صامدين في وجه العواصف إلى أن جرفهم « المد الأحمر» وجرف معه مستقبلهم الذي بات مرهونا بمدى رضا البحر عنهم !! فمنذ مطلع العام فوجئ الصيادون في الإمارات الشمالية بزائر ثقيل لم يخطر على بالهم بعد أن وفقوا أوضاعهم مع زيادة أسعار الوقود التي باتت تلتهم النسبة الأكبر من عوائدهم وتراجع الحصيلة التي باتت معه رحلات الصيد اليومية في العديد من الأحيان غير مجدية. جاء المد الأحمر أو «حيض البحر» كما يطلق عليه الصيادون ليبعثر ما تبقى من أوراق في حوزة هؤلاء. وعندها توقف الجميع عن ارتياد البحر وخلت الأسواق من الأسماك وتجددت معها متاعب كل من يعمل في هذه المهنة . المد الأحمر أو حيض البحر كما يحلو لهم تسميته يعني تحول مياه البحر إلى اللون الأحمر وهلاك كل الأحياء البحرية وبالتالي توقف عملية الصيد تماما في إمارة رأس الخيمة ويسيطر الآسيويون على تجارة الأسماك رغم المطالبة المتعددة بتوطين المهنة ولا توجد جمعية ترعى مصالح أكثر من 1000 صياد مواطن أصبحوا الآن على استعداد لترك المهنة لو وافق المسؤولون على صرف معاش الشؤون لهم .. حتى الأنواع الجيدة من الأسماك التي تميز بها بحر رأس الخيمة خلال السنوات الماضية انقرضت أو هاجرت إلى شواطئ أخرى وكأن كل الظروف تقف لهؤلاء بالمرصاد. كان الصياد في خمسينات وستينات القرن الماضي من أصحاب الدخول المرتفعة، وكان يجد التقدير والاهتمام من فئات المجتمع، كما أن مهن أخرى ارتبطت به مثل «اليزاف» وهو صديق الصيادين، و بائع أسماكهم الأمين، فهو و إن لم يحظ غالباً بركوب البحر، إلا أنه يتحمل القسط الأكبر من صون تعب الصيادين، و مسح عرقهم في نهاية كل نهار، لكن اليوم فإن الغالبية العظمى تبحث عن مهنة أخرى بعد أن صمتت الأذان عن سماع استغاثاتهم التي تكررت على مدى السنوات الماضية وجاء المد الأحمر ليجرف أحلامهم البسيطة دون أن يتطوع أحد بمد يد العون لهم وسؤالنا الآن . من لهؤلاء ؟؟ إبراهيم العسم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©