الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

دورات تدريبية وورش مسرحية تكرس ثقافة وإبداع الطاقات الجديدة

دورات تدريبية وورش مسرحية تكرس ثقافة وإبداع الطاقات الجديدة
26 فبراير 2011 23:28
تسعى إدارة مسارح الشارقة ومن خلال الورش والدورات التدريبية المسرحية المتعلقة بالتأليف والإخراج والمكونات الأخرى للعرض المسرحي، والتي تقيمها الإدارة حاليا بالتعاون مع منطقة الشارقة التعليمية ومكتب الشارقة التعليمي والمدارس الخاصة والحكومية، إلى خلق حالة من الوعي الفني المسرحي لدى التربويين ولدى الطلبة على السواء، من أجل توفير قاعدة متينة، وأرضية خصبة يمكن من خلالها دعم وإثراء الدورة الأولى من مهرجان الشارقة للمسرح المدرسي المزمع إقامته في شهر مايو القادم. وهذه البادرة المقدرة من مجموعة مسارح الشارقة تسعى من خلال رؤية ثاقبة وطموحة إلى إكمال المنظومة المتلاحقة من المهرجانات المختلفة المعنية بتطوير وإغناء المناخ المسرحي بالدولة، بدءا من أيام الشارقة المسرحية ومهرجان مسرح الشباب مرورا بمهرجان المسرح الجامعي وأخيرا مهرجان المسرح المدرسي. ومن خلال زيارة ميدانية لـ”الاتحاد” إلى معهد الشارقة المسرحي الذي أقيمت فيه مؤخرا دورة بعنوان “الإخراج في المسرح المدرسي” يشرف عليها المسرحي التونسي الدكتور عز الدين العباسي، تبين لنا مدى الشغف المتقد والحماس الكبير لدى المشاركين في الدورة من معلمين ومعلمات وطلبة ومشرفين وأخصائيين تربويين للاستفادة من تجارب الخبراء والمتخصصين في المسرح المدرسي وصياغة ولادات جديدة لهذا الحيز الإبداعي والتربوي المهم والمغيب في ذا الوقت من المناهج التربوية في الدولة. وللوقوف أكثر على مرامي وأهداف هذه الدورة وغيرها من الدورات التخصصية في أنماط واتجاهات المسرح المدرسي التقت “الاتحاد” محمد بن جرش مدير عام مسارح الشارقة الذي أشار بداية إلى أن الورش والدورات النظرية والتطبيقية المتعلقة بالمسرح المدرسي والتي تنظمها مجموعة مسارح الشارقة هي إشارات أولى وممهدة لغرس الوعي المسرحي لدى القطاع التعليمي، خصوصا لدى الطلبة الذين يمكن لهم من خلال التجربة العملية وممارسة الفعل المسرحي أن يصنعوا قاعدة قوية ومتينة يمكن لها أن ترفد الساحة المسرحية بالدولة، وأن تخلق جمهورا واعيا وجيلا مؤسسا يخلق حالة ديناميكية متواصلة ومتدفقة في مسارات وإسهامات المسرح الإماراتي في المستقبل. وأضاف بن جرش “إن الخطة التي وضعناها لنشر الثقافة المسرحية وتنشيط المسرح المدرسي بالتعاون مع الجهات التربوية استندت وبشكل أساسي على توجيهات ورؤى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الذي يولي الأجيال المسرحية الجديدة والشابة كامل اهتمامه ودعمه كي تصبح هي صورة وصوت المشهد المبشر للمسرح الإماراتي في السنوات القادمة”. وفي سؤال حول إمكانية تعميم تجربة المسرح المدرسي على الإمارات الأخرى انطلاقا من الشارقة أجاب بن جرش “إن التعاون منحصر حاليا مع منطقة الشارقة التعليمية ومكتب الشارقة التعليمي الذي يشمل أيضا مناطق الشارقة الوسطى والشرقية، وعموما نحن نعتبر مهرجان الشارقة للمسرح المدرسي خطوة أولى لتأسيس سليم فيما يتعلق بمكونات العرض المسرحي من تأليف وإخراج وسينوغرافيا وغيرها، كما نعتبره هامشا أوليا لاختبار قدرات التربويين والمسرحيين وبداية أيضا لتراكم فني يحتاج لسنوات قادمة حتى يمكن نشره وتعميمه وترويجه في مناطق وإمارات الدولة الأخرى”. من جهته أشار الدكتور عز الدين العباسي المشرف على دورة الإخراج في المسرح المدرسي والتي حملت عنوانا فرعيا مصاحبا هو “من اللعب إلى النص، ومن النص إلى العرض”، أشار إلى أنه انطلق في هذه الدورة من تجربة طويلة ومتراكمة للمسرح المدرسي في تونس والذي ظهرت ملامحه الأولى في بداية الستينات من القرن المنصرم. وحول أهداف الورشة المسرحية التي يقدمها أوضح العباسي أن الدورة تهدف إلى مزج عنصري المعرفة والدربة لخلق حالة تفاعلية بين الرؤية والتخيل والتأليف، وبين الفعل والتجسيد والأداء على خشبة المسرح، وأضاف بأن الورشة تهدف أيضا إلى تعريف المتدربين بالمسرح بطريقة علمية “ بيداغوجية”، وتسليط الضوء على مقومات العرض المسرحي داخل المؤسسة التربوية، وإفساح المجال للمتدربين للتعرف على مراحل إعداد عرض مسرحي مع التلاميذ، وأخيرا تأهيل المتدربين لخوض تجربة الإخراج في المدرسة بطريقة علمية. وللتعرف على آراء المشرفين التربويين المشاركين في الدورة، أشارت عائشة عبدالله محمد التي لها تجربة في كتابة القصة القصيرة والمشرفة حاليا على قسم المسرح بمدرسة صهيب للبنين في الشارقة إلى أن الدورة قدمت لها معارف جديدة ومهمة فيما يتعلق بتجسيد النص المكتوب وترجمته أدائيا ومشهديا على الخشبة، وقالت إن ما خبرته في هذه الدورة أوضح لها نقاطا كانت غائبة لديها فيما يتعلق بمفاصل وحيثيات الكتابة المسرحية السليمة والمتخلصة من الزوائد والهوامش التعبيرية من أجل الخروج بنص متماسك وموصول بروح ومكونات العرض المسرحي، وبالأخص فيما يتعلق بالمسرح المدرسي الذي يحتاج لجهد أكبر ووعي مختلف بمقارنة بشروط ومتطلبات مسرح الكبار والمحترفين . من جهتها أشارت هيام اليوسف مدرسة اللغة العربية بمدرسة الوحدة الخاصة إلى أن استفادتها من الدورة كانت كبيرة خصوصا في يتعلق بتقنيات الإخراج واستغلال الطاقة الأدائية للطالب على الخشبة، وكذلك في استثمار فضاء المسرح من أجل توزيع الممثلين والديكور بالشكل الأمثل وبما يخدم ويترجم النص والفكرة المبثوثة في السيناريو، وأضافت اليوسف بأن هذه الدورات المهمة والمطلوبة دائما قادرة على استثمار الطاقات والمواهب المسرحية المخزنة لدى المدرسين والتربويين أنفسهم وهذا جانب مهم ــ كما أوضحت ـ لصياغة حالة مسرحية متداخلة ومتبادلة بين الطالب والمدرس في آن.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©