يوسف البستنجي (أبوظبي) - استثمرت شركة بريتش بتروليوم «بي بي» أكثر من 5,14 مليار درهم «1,4 مليار دولار» في قطاع النفط بأبوظبي، خلال السنوات الخمس الماضية، وتخطط لاستثمار 3,67 مليار درهم «مليار دولار»، بحسب عبدالكريم المازمي المدير العام والرئيس التنفيذي للشركة في دولة الإمارات.
وأضاف أن شركة «بي بي» لعبت دوراً مهماً في صناعة النفط في أبوظبي منذ ثلاثينيات القرن الماضي، وكانت في طليعة من اكتشف النفط في الإمارة في عام 1958.
وقال المازمي، إن السوق الإماراتية تعتبر واحدة من أهم الأسواق في العالم لشركة «بي بي»، حيث تبلغ حصة الشركة نحو 215 ألف برميل يومياً تعادل 10% من إجمالي إنتاج «بي بي « في العالم خارج السوق الروسية.
وقال المازمي، إن المنافسة شديدة في قطاع النفط في السوق الإماراتية، مشيراً إلى أن تكلفة استخراج وإنتاج النفط الخام في دول الخليج عامة تعتبر من بين الأدنى في العالم.
لكنه أوضح أن الكثير من الآبار التي كانت تنتج بكامل طاقتها خلال العقود الماضية، معتمدة على قوة الضغط الطبيعي لاستخراج النفط أصبحت اليوم بحاجة إلى استخدام تكنولوجيا جديدة في الإنتاج للحفاظ على قوة الضغط والطاقة الإنتاجية، الأمر الذي يتطلب ضخ استثمارات إضافية ما يزيد من تكلفة الإنتاج، وهو ما ينطبق على قطاع النفط في كافة دول الخليج العربية. وأوضح المازمي أن المنافسة في قطاع النفط خلال المرحلة المقبلة محكومة أساساً بقدرة الشركات العالمية على توفير التكنولوجيا المتطورة والضرورية للحفاظ على مستوى الطاقة الإنتاجية للأبار والحقول التي يجري استخراج النفط منها حالياً أو إعادة إحياء وتشغيل الآبار التي توقف الإنتاج فيها بالاعتماد على الضغط الطبيعي.
منافسة شديدة
وقال المازمي، إن شروط الحصول على عقود الامتياز في قطاع النفط تغيرت اليوم على مستوى العالم، مقارنة مع ما كانت عليه قبل 50 عاماً، وهناك منافسة شديدة من الشرق لا سيما من الصين وعدد من البلدان الأسيوية الأخرى.
وأوضح أنه وفقاً للدراسات المتخصصة في قطاع النفط والطاقة، فإن عدد سكان العالم سيرتفع إلى 8,3 مليار نسمة عام 2030، ما يعني أن هناك 1,3 مليار نسمة جديد سيحتاجون إلى تلبية احتياجاتهم من الطاقة.
وقال «لذلك فإنه من المتوقع أن يرتفع الطلب على الطاقة بنحو 1,6% سنوياً على مستوى العالم خلال العقدين المقبلين».
ولفت المازمي إلى أن نسبة الزيادة الإجمالية في الطلب على الطاقة ستبلغ نحو 36% حتى عام 2030، بينما الطلب على الطاقة الكهربائية سينمو بنسبة 49%، وأما استهلاك قطاع الصناعة فمن المتوقع أن يرتفع بنحو 57% خلال الفترة ذاتها.
تحقيق التوازن
وأوضح أن الاتجاه العام لدى منتجي النفط في العالم يركز على تحقيق التوازن بين العرض والطلب، في ظل تذبذب الأسعار في الأسواق العالمية. وقال: إنه من الصعب توقع مستويات الأسعار، حيث شهدنا في السنوات القليلة الماضية ارتفاع الأسعار من 30 دولاراً إلى 147 دولاراً، ثم عادت وانخفضت إلى 30 دولاراً تقريباً ومن ثم ارتفعت إلى أكثر من 100 دولار، وذلك خلال فترة وجيزة لا تتجاوز 6 أو 7 سنوات.
وأوضح أن ارتفاع أسعار النفط الخام يحفز الشركات على ضخ مزيد من الاستثمارات في إنتاج النفط الصعب آي النفط الذي يحتاج إنتاجه إلى تكنولوجيا خاصة وتجهيزات هندسية، إضافية تزيد من تكلفة إنتاجه.
وأشار إلى أن يوجد في العالم نحو 240 مليار برميل من النفط الصعب الذي يصبح إنتاجه والاستثمار فيه عملية مجدية اقتصاديا.
وتوقع أن تتجه الكثير من الاستثمارات في قطاع النفط على مستوى العالم، إلى الاستثمار في النفط الصعب الذي سيزود الأسواق العالمية بحصة تبلغ نحو 7,5 مليون برميل يوميا عام 2030، ما يعادل نحو نصف الكمية الإضافية التي سيتم إنتاجها لتلبية الارتفاع في الطلب العالمي المتوقع أن يبلغ 16,1 مليون برميل يومياً.
مساهمات الشركة في المسؤولية الاجتماعية
? أكد عبدالكريم المازمي المدير العام الرئيس التنفيذي للشركة في دولة الإمارات أن هناك مسؤولية اجتماعية تقع على عاتق شركات النفط تجاه المجتمعات المحلية التي تعمل وتنتج فيها.
وأوضح أن شركة «بي بي» ساهمت في تدريب العديد من الكوادر المواطنة في دولة الإمارات الذين أصبحوا اليوم قيادات ذات خبرة وباع طويل في قطاع النفط، كما أن الشركة لديها برنامج مشترك مع هيئة أبوظبي للبيئة في مجال المدارس المستدامة، يهدف لتعريف الطلبة بأهمية الحفاظ على البيئة، بما يسهم في إنشاء جيل جديد يعي قواعد الترشيد والاستهلاك.
وأشار إلى أن الشركة تنفذ برنامج «الشباب المغامرون» منذ 13 عاماً، وهو برنامج يهدف إلى تعليم الطلبة بمبادئ السلامة والحفاظ على البيئة، كما أن الشركة لديها مساهمات في المعهد البترولي و العديد من برامج التنمية عبر مؤسسة الإمارات.
عدد اليوم
