الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مصير الصحفيتين

10 يونيو 2009 01:36
الحكم الصادر بالسجن مع الاشغال الشاقة لمدة 12 عاما على صحفيتين أميركييتن في كوريا الشمالية يفتح فصلًا جديدا في الجهود الرامية لتأمين الإفراج عنهما. ويتفق المحللون في «واشنطن» و«سيول» على ذلك التقييم، خصوصا بعد ان أعلنت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية أن «لورا لينج» و«إيونا لي» ستخضعان «للإصلاح من خلال العمل الشاق» لدخولهما حدود كوريا الشمالية بشكل غير قانوني وهما تقومان بمهة لتلفزيون «كارانت» ومقره سان فرانسيسكو. والسؤال الحقيقي هو ما إذا كانت بيونج يانج راغبة في إجراء المزيد من المحادثات حول مصير الصحفيتين، في الوقت الذي يشهد مواجهة تتفاقم بشكل مطرد بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة وبينها وبين كوريا الجنوبية. ويتزامن هذا الحكم، مع جهد أميركي مكثف لتأمين الحصول على موافقة مجلس الأمن الدولي لاستصدار عقوبات أكثر صرامة ضد كوريا الشمالية، بسبب إقدامها على إجراء تجربة نووية تحت الأرض في 25 مايو المنصرم. الحكم على الصحفيتين المذكورتين سيعقّد جهود الولايات المتحدة الرامية إلى إجبار كوريا الشمالية على الامتثال لقواعد منع الانتشار النووي، وإنْ كان من غير المرجح أن يكون لذلك الحكم تأثير ملحوظ في المدى المباشر.ويرى بعض المحللين أن من بين السيناريوهات الأكثر ترجيحا في هذا السياق ذلك الخاص بإجراء حوار منفصل مع الكوريين الشماليين حول هذا الموضوع. ومن بين الاحتمالات التي ترددت على نطاق واسع بالآونة الأخيرة، قيام نائب الرئيس الأميركي الأسبق «آل جور» ورئيس شبكة تلفزيون»كارانت» التي تنتمي إليها الصحفيتان بالتوجه إلى كوريا الشمالية على أمل التمكن من إعادة الصحفيتين إلى الوطن، أو على الأقل الدخول في مفاوضات مع الكوريين الشماليين حول هذا الأمر. وأدلى المتحدث باسم البيت الأبيض بتصريح يوم الاثنين الماضي قال فيه إن البيت الأبيض «يعمل من خلال كافة القنوات المتاحة» من أجل تأمين الإفراج عن الصحفيتين، وأن الدبلوماسيين الأميركيين قد يسعون إلى الاتصال بالمسؤولين الكوريين العاملين في بعثة بلادهم في المنظمة الدولية، أو ببعض رجال الأعمال الصينيين، الذين يتعاملون مع بيونج يانج، من أجل إجراء اتصالات تمهيدية مع السلطات هناك بشأن هذه المسألة. ويعتقد بعض المراقبين أن هيلاري كلينتون ساهمت في تفاقم المشكلة، بعدم استبعادها لإمكانية وضع كوريا الشمالية مجددا على قائمة الدول الراعية للإرهاب. وكانت كونداليزا رايس، وزيرة الخارجية السابقة، قد شطبت اسم كوريا الشمالية من هذه القائمة على أمل أن تقوم هذه الدولة بالتخلي عن برنامجها النووي. وليس من الواضح حتى الآن ما إذا كانت «كلينتون» تقصد بكلماتها توجيه تحذير لكوريا الشمالية بشأن موضوع الصحفيتين حيث اكتفت حين سؤالها عن احتمال إعادة كوريا الشمالية إلى قائمة الدول الراعية للإرهاب بالقول «سوف ننظر في هذه المسألة، ولكن من المؤكد أننا سنريد رؤية دليل حديث على دعمها للإرهاب الدولي». يقول «تيم بيترز» المبشر الديني الأميركي في سيؤول والذي يتمتع بخبرة كبيرة في التعامل مع المنشقين عن كوريا الشمالية إن الشيء المؤكد هو أن بيونج يانج ستستخدم الصحفيتين كـ«ورقتي مساومة». مع ذلك يقول «كام سانج -هون» الناشط في شؤون حقوق الإنسان والذي يتخذ من سيول، مقرا له إنه لا يأخذ موضوع الحكم الصادر ضد الصحفيتين الأميركيتين على مأخذ الجد، ويوضح «سام ـ هون» ما يعنيه بقوله: «عليكم أن تتذكروا أن كوريا الشمالية ليست دولة يسود فيها حكم القانون، وأن الحكم الصادر بحق الصحفيتين صدر بناء على اعتبارات سياسية». دونالد كيرك - واشنطن ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©