الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

استهداف قرضاي ··· وذروة نفوذ طالبان

استهداف قرضاي ··· وذروة نفوذ طالبان
1 مايو 2008 03:23
تعد محاولة الاغتيال الأخيرة التي استهدفت حياة الرئيس ''حامد قرضاي'' الأحد الماضي، آخر دليل في سلسلة الأدلة المثيرة لانزعاج المسؤولين الغربيين، والتي تؤكد أن التمرد ينتشر في الوقت الراهن من معقل ''طالبان'' في الجنوب، إلى الأجزاء الوسطى والشمالية في أفغانستان، والهجوم الأخير-وهو الأكبر الذي شهدته كابول منذ منتصف مارس الماضي- وقع أثناء احتفال عام، وتمكن المسلحون خلاله، وعلى رغم الوجود الأمني المكثف، من إطلاق رصاصات وصواريخ على الرئيس، مما أدى إلى مصرع اثنين من نواب البرلمان الأفغاني، بالإضافة إلى صبي· يعني ذلك الهجوم، أن التمرد في أفغانستان لم يتم ''احتواؤه'' بعد، وهو ما يثبت صحة وجهة نظر ''مايكل ماكونيل'' مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية، الذي كان قد أدلى بشهادة أمام لجنة فرعية لمجلس الشيوخ الأميركي في فبراير الماضي قال فيها: ''إن التمرد قد استمر في الجنوب، وزاد قليلا في الشرق، وقد رأينا مؤخرا أدلة تثبت أن هناك عناصر من المتمردين قد انتشرت إلى الغرب والشمال أيضا''، وقد توصلت دراسة حديثة، أن هناك 465 هجوما للمتمردين وقع في مناطق تقع خارج المناطق الجنوبية المضطربة خلال الشهور الثلاثة الأولى من عام ،2008 وأن ذلك يمثل زيادة بنسبة 35 في المائة في عدد الهجمات مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، أما حول المنطقة الوسطى المحيطة بكابول، فقد وقع 80 هجوما للمتمردين خلال الفترة من يناير إلى مارس من العام الحالي بزيادة في عدد الهجمات نسبتها 70 في المائة مقارنــة بنفس الفترة من العــام الماضي· وعلى الرغم من أن ''كابول'' ذاتها كانت خالية من العنف إلى حد كبير، إلا أن الهجوم الذي وقع الأحد الماضي يبين أن التواجد الطالباني في العاصمة آخذ في التنامي، وأن نفوذ الجماعة قد وصل إلى ذروته في جامعة كابول التي تضم أفضل الطلاب في البلاد، يقول طالب اعترف لنا بأنه عضو في ''طالبان'': ''إن العديدين منا لديهم اتصالات بقيادة طالبان، وأنا شخصيا أتحدث بالهاتف مع قادة من طالبان يقيمون في قواعد في الجنوب مرة واحدة على الأقل أسبوعيا''، وينشط هذا الطالب في توزيع الدعايات التي تروج لطالبان في الجامعة، على أمل توصيل هذه الدعايات لطلاب ينتمون إلى مختلف مناطق أفغانستان· وتشير هذه الحالة إلى أن أماكن مثل جامعة ''كابول'' قد أصبحت في الوقت الراهن تمثل بيئة خصبة لتجنيد المقاتلين اللازمين لشن عمليات في العاصمة، وفي المناطق الشمالية من البلاد، وهو ما يؤكده ''نقيب الله'' -الطالب المذكور- بقوله: ''هناك الكثير من الطلاب الذين ينتظرون شن هجمات انتحارية، بل إن طالبا من الجامعة شن هجوما انتحاريا في (بجرام) وهي قاعــــدة أميركيـــة تقع شمـــــال العاصمــــة''، و'' نقيب الله'' لا ينكر رغبته في المشاركة في هجمات انتحارية، ولكنه يقول إن المتعلمين من أمثاله مطلوبون في أشياء أخرى لا تقل أهمية، ومنها تعليم غير المتعلمين من أفراد الحركة، والمشاركة في دعم مجهودها العسكري من خلال العمل كأطباء لمعاجلة الجرحى من مقاتليها''· بالإضافة إلى العاصمة ''كابول'' يمتد نفوذ الحركة إلى المناطق الشمالية والغربية من البلاد كما يقول المحللون، أحد هؤلاء المحللين هو ''أنطونيو جيوستوزي'' -الباحث في كلية لندن للاقتصاد، والخبير في الشأن الأفغاني- الذي يقول إن ولاية ''بغلان'' الشمالية على سبيل المثال تشهد في الوقت الراهن تناميا ملحوظا لجماعة متمردة تنتمي إلى ''الحزب الإسلامي'' الذي كان في فترة من الفترات الحزب الرئيسي في أفغانستان، والذي تحالف مع الولايات المتحدة وباكستان، عندما كان الاتحاد السوفييتي يحتل البلاد· ويقول''جيوستوزي: ''إن الزيادة الكبيرة في تمويل تلك الجماعة العام الماضي، قد سمحت لها بالانتشار، والانطلاق من معقلها الشرقي القريب من الحدود الأفغانية، من أجل شن العديد من الهجمات ضد قوات التحالف الموجودة في المناطق الشمالية من البلاد''، بالإضافة لذلك تحقق ''طالبان'' تقدما في بعض المناطق الواقعة في ولاية ''بادغيس'' الغربية، كما يقول ''ستار بارز'' -نائب محافظ ولاية ''فارياب'' المجاورة، إن المنطقة شهدت زيادة ملحوظة في عدد الهجمات التي بلغت 17 هجوما خلال الشهور الثلاثة الأولى فقط من العام الحالي، وذلك مقارنة بهجوم واحد خلال نفس الفترة من العام الماضي، وعلى رغم أن منسوب العنف في الشمال لم يصل بعد إلى مثيله في مناطق الجنوب المضطربة، فإن''جيوستوزي'' يُرجع السبب في ذلك، إلى أن العديد من حركات التمرد في الشمال لا تزال في المراحل الأولية التي تتمثل في التسلسل إلى تلك المناطق ثم القيام بعد ذلك بالدعايــة لنفسها كما حدث في مناطق الجنوب بعد الغزو الأميركي عــام ·2001 ومن ضمن الأسباب التي ساهمت في انتشـــار العنف، ما تلجأ إليه جماعات التمرد من محاولات لترويع السكان من خلال ترك رسائل ليلية أمام بيوتهم ليلا، تهددهم فيها بالموت، إن هم دعموا قوات الحكومة أو قوات التحالف، ولكن المحللين يقولون إن التمرد لا ينتشر بسبب الخوف وحده، وإنما يرجع لأسباب أخرى منها ضعف الحكومة المركزية، والتدهور الآخذ في التفاقم للأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، ويرى هؤلاء المحللون، أن المناطق الشمالية تكتسب أهمية خاصة لدى حركة طالبان بسبب ممرات تهريب المخدرات التي تمر خلالها· أناند جوبال- أفغانستان ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©