الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

علماء: تحريض الفضائيات على العنف فتنة وفاحشة

15 مارس 2018 21:23
أحمد مراد (القاهرة) حذَّر علماء في الأزهر، من خطورة ما تبثه بعض الفضائيات المشبوهة من رسالة إعلامية مغرضة هدفها التحريض على العنف والإرهاب ونشر الفوضى في المجتمعات العربية والإسلامية. وأكد العلماء أن إثم وجرم التحريض على العنف لا يقل عن إثم ارتكابه، بل أن التحريض على العنف قد يكون أعظم وأشد، إذ كان يتم عبر الفضائيات ووسائل الإعلام المختلفة من خلال بعض البرامج التي تبث إرهابا فكرياً «حسب تعبيرهم»، لأن رسالة التحريض في هذه الحالة تصل إلى ملايين البشر من المشاهدين، وقد يتأثر بعضهم بهذه الرسالة الممقوتة، لاسيما أن بعض الفضائيات تتعمد مخاطبة أصحاب العقول والأفهام المحدودة، والذين يستجيبون للرسالة المحرضة على العنف والإرهاب. إثم عظيم يوضح الدكتور أحمد محمود كريمة، أستاذ الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر، أن الإسلام الحنيف يرفض ارتكاب جرائم العنف والإرهاب، ويرفض التحريض عليها بأي طريقة من الطرق، لا سيما التحريض عبر شاشات الفضائيات ووسائل الإعلام المختلفة، مؤكداً أن جزاء المحرضين على العنف عبر شاشات الفضائيات أو الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي يتساوى مع مرتكب الجريمة. وقال د. كريمة: لا يقل إثم وجرم التحريض على العنف عن إثم وجرم ارتكابه، بل إن إثم التحريض قد يكون أعظم وأشد إذ كان يتم عبر الفضائيات ووسائل الإعلام، لأن رسالة التحريض في هذه الحالة تصل إلى ملايين البشر من المشاهدين، وقد يتأثر بعضهم بها، والذين لا يفهمون جوهر الإسلام ومبادئه وقيمه السمحة الداعية إلى التعارف والتآلف لا إلى التناحر والتصارع، الأمر الذي يجعل هؤلاء يستجيبون لرسالة الفضائيات المشبوهة المحرضة على العنف والإرهاب.وأضاف د. كريمة: لقد نبذ الإسلام العنف والإرهاب كل النبذ، ورفضه كل الرفض، وحذَّر من أخطاره الأليمة وعواقبه الوخيمة، وحتى ولو كان على سبيل المزاح، فعن عامر بن ربيعة رضي الله عنه: «أن رجلاً أخذ نعل رجل فغيبها - أي أخفاها - وهو يمزح، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «لا تروعوا المسلم، فإن روعة المسلم ظلم عظيم»، وفي حديث نبوي آخر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ‏«من نظر إلى مسلم نظرة يخيفه فيها بغير حق أخافه الله تعالى يوم القيامة»، فإذا كان التحريم من نظرة الخوف فما بالنا بالتحريض على العنف وقتل النفس التي حرمها الله سبحانه وتعالى، يقول النبي الكريم: «من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً»، ومن هذا الحديث يتضح جزاء المحرضين على العنف، والذي يتساوى مع جزاء مرتكب العنف. مواجهة وتوعية فيما يقول الدكتور عبد الفتاح عاشور، أستاذ التفسير بجامعة الأزهر، أن استغلال شاشات الفضائيات في بث الفتنة والفرقة والتحريض على الإرهاب والقتل يكون مردوده كبير، وينعكس بشكل سلبي على المجتمع، الأمر الذي يحتاج إلى مواجهة قوية وتوعية من وسائل الإعلام المختلفة ورجال الدعوة للتأكيد على أن الإسلام حرم وجرم العنف سواء ارتكابه أو التحريض عليه. وأوضح د. عاشور أن المحرِض على العنف في وسائل الإعلام أو غيرها يأخذ حكم مرتكب الجريمة، فإذا ما أقنع المحرِض عبر الفضائيات المشاهد وبناء على هذا الإقناع اقترفت جريمة العنف، فإنه يستوى المحرِض مع فاعل الجريمة في الجزاء، بل قد يكون أشد منه، لأن القاتل قد يكون آلة حركها المحرِض، بمعنى أنه بلغ من حد التحريض أن أصبح آلة سيرها كيف شاء، فكأنه سلب إرادة القاتل، فأوقع به في هذا التصرف أو العنف ومن ثم يستوي معه في الجزاء بل ويكون أشد منه إثما وجزاء.ولقد أكد الإسلام حرمة الدم البشري، فحرم سفكه إلا بالحق، لا فرق بين إنسان وإنسان، قال تعالى: (وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ...)، «سورة الإسراء: الآية 33»، ‏وقال رسول الله: «لا يحل دم امريء مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة»، وقد عظم الله تعالى حرمة النفس البشرية، وجعل الاعتداء عليها اعتداء على النفوس كلها، لأن الحياة واحدة، كما أن من حمى نفسا واحدة، فكأنما حمى النفوس كلها، قال تعالى: (مِنْ أَجْلِ ذَ?لِكَ كَتَبْنَا عَلَى? بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً ...)، «سورة المائدة: الآية 32»، وقال سبحانه: (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً)، «سورة النساء: الآية 93». عمل شيطاني أشار الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا، إلى أن هناك وسائل كثيرة يمكن من خلالها منع التحريض على العنف، لكن المشكلة تكمن في مساندة دول بعينها لهذا التحريض بالمال وعبر شاشاتها الفضائية، متسائلاً: ماذا نصنع إذا كان المحرض دولة؟ المسألة هنا تحتاج إلى وقفة، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم بيّن أن من أعان على قتل امرئ مسلم بغير وجه حق ولو بشطر كلمة فإنه لا يشم ريح الجنة وإن ريحها ليشم من مسيرة كذا وكذا، بمعنى أن المحرض لن يدخل الجنة على الإطلاق لأن مثله كمثل الذي قتل، فالله عز وجل يقول: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلَّا خَطَأً ...)، «سورة النساء: الآية 92». وأوضح الشيخ الأطرش أن القتل والتعدي على الغير بأي نوع من أنواع التعدي والظلم حرام وإرهاب وإجرام، والإسلام من هذا العمل بريء، وهو عمل شيطاني إجرامي إرهابي، وعلى هذا فإن الافتراءات والأكاذيب التي توجهها وسائل الإعلام الغربية إلى الإسلام بأنه يدعو إلى العنف والتطرف، ويشجع على الإرهاب، لا أصل لها، لأن الإسلام ممثل في علمائه وعقلائه ونبلائه، ويرفض أعمال العنف والإرهاب والاعتداء على الآخرين بغير حق، وكيف لا والإسلام يدعو إلى السلام والتعايش السلمي، لذا يجب على المسلمين أن يعملوا صفاً واحداً ويداً واحدة لمحاربة الأفكار الهدامة والأعمال الإجرامية التي تستهدف الدين والأمن والاستقرار والاقتصاد، وترهق الأمة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©