الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«فرسان فلسطين» يقدمون خيار المقاومة في «جرح لا يموت»

«فرسان فلسطين» يقدمون خيار المقاومة في «جرح لا يموت»
10 يونيو 2009 02:19
قدمت فرقة «فرسان فلسطين» عرضاً مسرحياً بقاعة «الموقار» بالجزائر العاصمة بعنوان «جرح لا يموت»، وهو من تأليف وإخراج نظير حداد وهادي الزين، في إطار احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية. حضر المسرحية َ أكثر من 200 متفرج، واستمرت لنحو نصف ساعة فقط، لكنها كانت كافية لتقديم عرض قوي برع فيه الممثلون الفلسطينيون العشرة، وكلهم طلبة شباب يدرسون بالجزائر، في إبراز تضحيات الشعب الفلسطيني وصموده في وجه الممارسات القمعية الإسرائيلية اليومية، وتمرير رسائل أبرزها التمسك بخيار المقاومة لتحرير الأرض مهما كانت جسامة التضحيات، والتشبث بحق اللاجئين في العودة إلى أراضيهم مهما طال الزمن. تبدأ المسرحية بانبعاث أربعة شهداء من قبورهم والإعلان مجدداً عن استمرار مقاومتهم، ويدخلون مع الإسرائيليين في مواجهات حتمية خسروا فيها الكثير، لكن ذلك لم يثن من عزيمتهم. وتابع المشاهدون نماذجَ من بطولات الفلسطينيين ومعاناتهم مع القمع الإسرائيلي اليومي في مشاهد قصيرة، يحكي كل مشهد قصة فدائي أو مواطن فلسطيني مع الاضطهاد والاستنطاق والتعذيب والمحاكمات الصورية والإعدام. ونجح المخرج بهذه المَشاهد القصيرة التي تتجدد معها السينوجرافيا في كل مرة، في إبعاد الملل عن المُشاهد والإبقاء على انتباهه مشدوداً، خاصة وأن لغة الحوار جاءت خالية من الإطناب والتطويل، وركز على لغة الجسد للتعبير عن معاناة الفلسطينيين وكذا إبراز القمع الإسرائيلي، وهو ما نجح فيه الممثلون الشباب ليثيروا إعجاب المشاهدين وبخاصة محمد أبو كرش الذي أدى دور الفدائي، وجهاد مزيان التي قتلت مستوطناً اغتصب أرضها وكلفها ذلك الإعدام بعد محاكمة صورية، كما أثار أيضاً الطفل سلام الزعانين الانتباه بعد أن أدى دور ابن الحفار الذي يرث عن أبيه مهنة حفر القبور للشهداء الفلسطينيين، ولكنه يختم العرض المسرحي-على وقع أنشودة منتصب القامة أمشي- بتأكيد أنه يرث عن أبيه روح النضال والتضحية أيضاً، وأنَّ المعركة مستمرة بنفس القوة والصمود والإصرار إلى أن يتحقق النصر وتقوم الدولة الفلسطينية ويعود كل اللاجئين إلى بيوتهم وأراضيهم. وتؤشر النهاية المفتوحة إلى توريث المقاومة من جيل إلى جيل، وبعد انتهاء المسرحية فُتح البابُ للنقاش والتعليقات، ولفت الفنانُ المسرحي الجزائري عبد الحميد رابية الانتباه بتدخلٍ أشاد فيه بالمستوى الفني للمسرحية ودعا الفنانين الشباب إلى مواصلة «النضال بالمسرح» لإسماع الصوت الفلسطيني في العالم، مذكِّراً بالدور الفاعل للفرقة المسرحية لجبهة التحرير الجزائرية في إبراز صوت الثورة وكسب تعاطف مختلف شعوب العالم معها. وبعد استقلال الجزائر في صيف 1962، تحول بعض المسرحيين إلى النضال في سبيل القضية الفلسطينية، وضرب مثلاً بالفنان محمد بودية الذي تحول إلى فدائيٍ وقام بعدة عمليات ضد الإسرائيليين ومنها عملية ميونيخ، إلى أن اغتاله الموساد في باريس سنة 1973.
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©