الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

محمد بن نصر.. قاضي العرب والعجم

15 مارس 2018 21:23
القاهرة (الاتحاد) القاضي الجليل أبو سعد محمد بن نصر بن منصور، هو المعروف بـ «القاضي الهروي»، نسبة إلى مدينة هراة - تقع في أفغانستان حالياً - كما لقب بـ «زين الإسلام»، تقديراً لدوره في خدمة الدين الحنيف، حيث كان من كبار الفقهاء والقضاة الأجلاء في عصره. رحل أبو سعد إلى دمشق، واشتغل بها في مجال الوعظ والدعوة، وبعدها تولى منصب قضاء الشام، ثم رحل إلى بغداد، وتولى فيها أيضاً القضاة، وقد جعله الخليفة سفيراً بينه وبين الملوك، وقد تولى القضاء في مدن كثيرة ببلاد العجم. قال ابن النجار: ولي أبو سعد القضاء ببغداد سنة اثنتين وخمس مئة للمستظهر بالله على حريم دار الخلافة، وما يليه من النواحي والأقطار، وديار مضر وربيعة وغير ذلك، واستناب في القضاء أبا سعد المبارك بن علي المخرمي الحنبلي بباب المراتب وباب الأزج والحسن بن محمد الأسراباذي الحنفي باب النوبي وأبا الفتح عبدالله بن البصاوي بسوق الثلاثاء، ثم عزل في شوال سنة أربع وخمس مئة، واتصل بخدمة السلاطين السلجوقية، فتقدم في دولتهم واستعملوه سفيراً بينهم إلى أن توفي. عُرف القاضي أبو سعد بقدرته الفائقة على كتابة النثر والشعر، وعندما استولى الصليبيون على مدينة القدس سنة 492 هجرية، وقتلوا أكثر من 60 ألف مسلم من أبناء المدينة، توجه القاضي أبو سعد مع وفد من أهل الشام إلى بغداد يستغيثون بالخليفة العباسي والسلطان السلجوقي، فلما سمع الناس ببغداد هذا الأمر هالهم ذلك وتباكوا، وقد نظم أبو سعد الهروي كلاماً قرئ في الديوان وعلى المنابر فارتفع بكاء الناس. قال عنه ابن عساكر في كتابه «تاريخ دمشق»: الهروي رجل من الرجال، داهٍ من الدهاة، كان من ابتداء أمره من النازلين في الدرجة مكتسباً بالوراقة وتوجيه الوقت في ضيق من المعيشة، وكان ذا حظ في العربية ومعرفة من الأصول وخط حسن، سخي النفس بذولاً لما تحويه. كما قال عنه الزركلي في كتابه «الأعلام»: كان على علم بفقه أبي حنيفة والأصول والأدب، يروي الحديث، وله شعر حسن، نبغ في الفقه والقضاء وتمكن في اللغة والأدب. توفي القاضي أبو سعد في شهر شعبان سنة 518 هجرية، وقيل سنة 519 هجرية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©