السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

نمو سوق تمويل السيارات في الصين خلال العام الماضي

نمو سوق تمويل السيارات في الصين خلال العام الماضي
24 فبراير 2013 23:37
شهد سوق تمويل السيارات في الصين نموا ملحوظا خلال العام الماضي. ورغم أن الدفع النقدي لا زال يسيطر على عمليات شراء السيارات في الصين، إلا أن العديد من صغار المشترين في أكبر سوق للسيارات في العالم، بدؤوا في تبني العادات الغربية بما فيها استخدام التمويل لشراء سيارات تفوق قيمتها قدراتهم المالية. وتسعى شركات صناعة السيارات المحلية والأجنبية منها، إلى تشجيع أسلوب الشراء في بلاد باعدت عادات المحافظة المالية بينها وبين الأسواق الأخرى. ولجأت بعض منها في الآونة الأخيرة، إلى فتح شركات لتمويل السيارات أملاً في أن يلعب الائتمان في الصين نفس الدور الذي يلعبه في الدول الأوروبية وأميركا، لإنعاش الطلب على منتجاتها. وفي الصين، يتم شراء العديد من المنازل نقداً، لذا لا يعتبر شراء السيارات بذات الطريقة مثيراً للاستغراب. وفي حين بدأت فكرة شراء معظم الاحتياجات نقداً في الانتشار بين الشباب، لا يزال الكبار يفضلون الابتعاد عن الدين. وكانت حتى قبل خمس سنوات، نسبة الذين يستخدمون الائتمان لشراء سيارة ما، قليلة للغاية، التوجه الذي أخذ في التحول، حسبما يراه محللو السيارات. وعلى سبيل المثال، ذكرت أيفا شان، التي تريد شراء سيارة جديدة، أنها قادرة على الدفع نقداً، إلا أنها قررت الشراء عبر التمويل الذي يقدمه أحد البنوك المحلية دون أي فوائد كجزء من الترويج لعمليات الشراء. نسبة الائتمان ويقول جون لولار، مدير شركة “فورد” في الصين “لا زالت الأغلبية العظمى من العملاء الصينيين يشترون نقداً دفعة واحدة، إلا أن مزايا التمويل بدأت تجد حظها في الفهم خلال السنوات القليلة الماضية، على الرغم من أن نسبة الائتمان في الصين لا زالت صغيرة مقارنة بالدول الأخرى”. وشهدت “جنرال موتورز”، الشركة الرائدة في التمويل من خلال فرعها “جي أم أيه سي للتمويل”، زيادة في قاعدة العملاء بأكثر من الضعف منذ 2010، إلى ما يقارب 900 ألف حتى أغسطس 2012. وذكرت الشركة، أن سوق التمويل يحقق نمواً أسرع من سوق السيارات نفسها، التي من المتوقع أن ترتفع مبيعاتها بنهاية العام بنسبة تتراوح بين 5 إلى 10%. كما ذكر بنك “مينشينج”، في تقرير أصدره في ديسمبر 2012، أن قروض العملاء المستحقة لشركات السيارات بلغت نحو 300 مليار يوان في 2011، التي يعود ربعها إلى شركات التمويل و40% منها لبنوك تجارية. ويعتبر هذا المبلغ ضعف ما بلغه في 2010 وربما يتجاوز تريليون يوان في غضون 10 سنوات. ويرى بعض المحللين أنه في حين من المتوقع أن تتساوى نسبة حصة الشركات في السوق الصينية بتلك التي في أسواق آسيوية أخرى، إلا أنها ليس من المرجح أن تبلغ المستويات الأميركية أو الأوروبية. وتضع بيل روسو، مديرة مؤسسة “سيرنجستيك” الاستشارية، نسبة الحصة الحالية لكل أنواع تمويل السيارات في الصين من قبل فروع التمويل التابعة لشركات صناعة السيارات أو البنوك، بين 15 إلى 20% مقارنة بنحو 92% في أميركا و70% في ألمانيا و74% في بريطانيا. تأجير السيارات وتبذل شركات صناعة السيارات الأجنبية، جهوداً كبيرة من أجل توفير الائتمان في الصين لزيادة عدد المشترين المحتملين، بمن فيهم الذين لا يملكون المال الكافي لاقتناء سيارة ولخفض مدة امتلاك السيارة، حيث أن العملاء الذين يستأجرون سيارات كثيراً ما يميلون إلى تغييرها عند انتهاء عقد الإيجار. وعقدت شركة “هيونداي” الكورية الجنوبية، شراكة مع مؤسسة “بكين لصناعة السيارات”، بغرض إنشاء فرع لتمويل السيارات. ويُذكر أن إجراءات التمويل أسرع في هذه الشركات مقارنة مع البنوك. كما ذكرت مؤسسة “بريليانس” الصينية التي تشترك مع “بي أم دبليو” في تمويل السيارات، أن إنشاء تاريخ ائتمان للمشترين المحتملين ليس بالعمل السهل. وذكر محللو السيارات، أن التحول الذي يشهده أسلوب الصينيين نحو الائتمان لا يزال في مراحله الأولية. لكن أشار كلاوس باور، المدير الدولي لشركة “إيبسوس” البحثية، إلى أن السنوات الخمس الماضية شهدت تحولاً كبيراً في الطريقة التي يتعامل بها الصينيون مع مجريات حياتهم اليومية، الشئ الذي يشمل شراء السيارة واستخدامها وتمويلها. من ناحية أخرى، قال دان أكيرسون، الرئيس التنفيذي لشركة جنرال موتورز، في مقابلة مع (رويترز) مؤخرا إن الشركة تعيد النظر في استراتيجيتها الخاصة بالأسواق الناشئة، وهي تصريحات قد تؤثر بالسلب على الطموحات الدولية لشريكتها الصينية سايك موتور كورب. ومنذ نحو ثلاثة أعوام بدأ كبار المسؤولين في شركة صناعة السيارات العالمية يلوحون بأن الشركة ستستعين بسايك باعتبارها شريكتها المفضلة للتوسع في الأسواق الناشئة على مستوى العالم. مشروعات مشتركة وتنتج الشركة الصينية سيارات اقتصادية في مشروعات مشتركة مع جنرال موتورز. غير أنه في الأشهر القليلة الماضية باتت جنرال موتورز تتطلع إلى الشراكة أيضاً مع بيجو ستروين الفرنسية ليس في أوروبا فحسب، حيث تحاول الشركة الأميركية تصحيح أوضاع وحدتها المتعثرة أوبل، ولكن في روسيا وأميركا اللاتينية أيضاً. وقال أكيرسون في مقابلة أجريت معه في الآونة الأخيرة في مدينة ديترويت الأميركية “التزامنا الأول تجاه بعضنا بعضاً هو تصحيح أوضاع عملياتنا الأوروبية، والفرص موجودة، وهي فرص حقيقية للتوسع في مناطق أخرى، كلانا يعمل بها”. وأضاف “هذا لا يعني أننا لا نستطيع إقامة علاقة في مكان آخر من العالم”، مشيراً إلى أن بيجو ستروين تفتقر إلى وجود قوي في أميركا اللاتينية، و”يمكن أن يساعد كل منا الآخر” هناك. ولدى سؤاله عما إذا كانت سايك ستكون الشريك الوحيد لجنرال موتورز على مستوى العالم، قال أكيرسون “لا إجابة لدي على هذا السؤال في الوقت الحالي. إنه عمل لا يزال جارياً”. وبدأ المشروع المشترك بين جنرال موتورز وسايك في عام 2010 لتصدير سيارات شيفروليه سيل المدمجة التي يتم تصميمها وتصنيعها في الصين إلى تشيلي وبيرو. كما تصدر الشركتان السيارة ولينج صينية الصنع، وتستخدمان في معظم الأحيان شبكة الموزعين المتعاملين مع جنرال موتورز لبيع هذه السيارات إلى كولومبيا والإكوادور وبيرو ومصر، وفقا لجنرال موتورز، إلا أن أحجام المبيعات ضئيل نسبياً. من ناحية أخرى، أعلنت شركة فولفو السويدية لإنتاج الشاحنات مؤخرا عن دخولها في شراكة مع شركة صينية لإنتاج الشاحنات. وقالت فولفو إنها عرضت الاستحواذ على 45% من أسهم شركة مشتركة لإنتاج الشاحنات يتم تأسيسها مع شركة دونجفنج موتور جروب الصينية للسيارات. يذكر أن الصين تعد أكبر سوق للشاحنات على مستوى العالم. ولا تزال هذه الخطوة تحتاج من أجل دخولها حيز التنفيذ إلى موافقة السلطات المسؤولة عن حماية المنافسة ومكافحة الاحتكار. يذكر أن فولفو تسعى من وراء هذه الصفقة التي تبلغ قيمتها 5,6 مليار يوان (664 مليون يورو) إلى إزاحة شركة دايملر الألمانية من عرش أكبر منتجي الشاحنات في العالم. نقلاً عن: «فاينانشيال تايمز » ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©