الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«رئيس قوي لبلد قوي».. الروس مستسلمون للصعوبات وأوفياء لبوتين

«رئيس قوي لبلد قوي».. الروس مستسلمون للصعوبات وأوفياء لبوتين
15 مارس 2018 21:48
موجايسك (أ ف ب) يؤكد «أناتولي ألكسندروفيتش»، العالم الروسي المتقاعد، أن الوسيلة الوحيدة لتحسين النظام الصحي الوطني بسيطة جداً، وتتلخص في «إسقاط قنبلة نووية عليه». وفي مدينة «موجايسك» الصغيرة التي تبعد مئة كلم غرب موسكو، أمضى هذا العالم المتقاعد الصباح متنقلاً من طبيب إلى آخر لمعالجته من جلطة دموية. وأوجز «ألكسندروفيتش»، البالغ 77 عاماً، الذي ذهب إلى المستشفى مع ميدالياته السوفييتية المعلقة على صدره، الوضع بقوله «إن الأطباء غاضبون من المرضى، والمرضى غاضبون من الأطباء». وأضاف: «إذا وصف الطبيب دواء غالي الثمن في روسيا، عندئذ يعلو صراخ الإدارة المحلية ثم تتهجم الوزارة على الإدارة المحلية». وبعدما انهار خلال تسعينات القرن الماضي مع تفكك الاتحاد السوفييتي، تضرر النظام الصحي الروسي كثيراً من الاقتطاعات في الميزانية التي قررها فلاديمير بوتين في ولايته الأخيرة. ووعد الرئيس الروسي الذي يوشك على الفوز بولاية رابعة الأحد، بمضاعفة النفقات الصحية في غضون السنوات الست المقبلة، من خلال تدابير أخرى تهدف إلى خفض الفقر في روسيا إلى النصف. لكن «ألكسندروفيتش» يقلل من تلك الوعود. ويقول: «خلال 18 عاماً من حكم بوتين، لم يتحسن شيء»، ولن يصوت هذا المتقاعد لفلاديمير بوتين، ويرفض الكشف عن خياره. ومثلما يفعل هو، يوجه عدد من الناخبين الروس، في هذه الضاحية من موسكو، انتقادات إلى الحكم والوضع الاقتصاد. لكن معظمهم يستعدون، خلافاً لما يفعل هو، لتقديم دعمهم إلى الرئيس الروسي. ولم يقم بوتين الذي حصل على 70 في المئة، من نوايا التصويت في استطلاعات الرأي الأخيرة، بحملة انتخابية، ورفض المشاركة في النقاشات التلفزيونية. وعبر تغطية ملائمة في وسائل الإعلام الاتحادية وجلسات الأحاديث الطويلة في عدد كبير من الأفلام الوثائقية، طرح بوتين نفسه الرجل الذي أعاد الاستقرار والقوة إلى روسيا بعد فوضى التسعينات. وهذه الصورة عن «رئيس قوي لبلد قوي» كما يظهرها شعار حملته، يبدو مستحسناً في نظر الناخبين، الذين تستعد أكثرية منهم للتصويت له، بعد أربع سنوات من تراجع مستوى المعيشة. وتقول «غالينا بيلوسوفا»، البائعة التي تبلغ الثلاثين من عمرها، في أغلب الأحيان أنه كان من «الأسهل» عليها أن تعيش في حقبة أجدادها، زمن الاتحاد السوفييتي. وتتنهد هذه المرأة، بينما تستعد لدخول مستشفى «موجايسك»، وهي تحمل ابنتها الصغيرة. وقالت: «إن كل شيء يزداد غلاء»، مشيرة إلى أن المنح الحكومية التي تحصل عليها منذ ولدت ابنتها بالكاد تتيح لها شراء رزمة من الحفاضات. ويعمل زوجها بعقود قصيرة الأجل. ومع الجهود التي يبذلها، تمضي في بعض الأحيان سنة من دون أن يحصل على أي راتب. بيد أنها تؤكد أنها ستصوت لفلاديمير بوتين. وقالت «بالتأكيد، آمل في أن يتمكن بوتين من تحسين الوضع مع أني أشك في ذلك، غير أن انتخاب رئيس آخر سيكون أمراً محفوفاً بالمخاطر». وأضافت: «أعرف ما يمكنني أن انتظره، إذا ما كان بوتين في السلطة». وفي مواجهته، يبدو المرشحون السبعة الآخرون شخصيات باهتة. فمرشح الحزب الشيوعي «بافل غرودينين»، حصل على حوالى 8 في المئة من نوايا التصويت، والقومي المتطرف «فلاديمير جيرينوفسكي» على 6 في المئة والصحافية الليبرالية «كسينيا سوبتشاك» على 2 في المئة، بينما حصل بالكاد المرشحون الآخرون على واحد في المئة. ودعا أبرز معارضي الكرملين، «أليكسي نافالني» الروس إلى مقاطعة الانتخاب. وقد أعلن القضاء عدم أهليته لأن يتم انتخابه حتى 2024.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©