الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

التطوع.. لوحة الخير في عاصمة الأمل

التطوع.. لوحة الخير في عاصمة الأمل
15 مارس 2018 22:12
مصطفى الديب (أبوظبي) في كل مكان تجدهم، وعن كل سؤالٍ الإجابةُ عندهم، لا يملون من المساعدة، هوايتهم الخير، وهدفهم دائماً المساعدة، الابتسامة لا تفارق وجوههم، يسعون دائماً إلى تقديم العون من دون كلل ولا ملل. إنهم متطوعو الألعاب الإقليمية للأولمبياد الخاص، الجنود المجهولون في هذا الحدث، الذين يسعون دائماً لنجاح أي بطولة يتواجدون بها، من أجل الوطن. في أرض المعارض العمل يسير على قدم وساق، استعداداً للانطلاقة الكبرى غداً، من خلال حفل الافتتاح الرسمي، خلية نحل تعمل في كل مكان في الملاعب وعلى مسرح الافتتاح وفي قلب منطقة الفعاليات، ورغم صعوبة العمل، فإن الأمور تسير بسهولة ويسر بفضل تكاتف الجميع، في مقدمتهم المتطوعون الذين يبذلون قصارى جهدهم من أجل الخير. في أبوظبي تجد كل شيء؛ الرياضة والثقافة، الفن والمجتمع، الاقتصاد والريادة، وفيها أيضاً تجد عنوان الخير الذي رسمته القيادة الرشيدة ونفذه جنود الوطن على الأرض، ومن بينهم هؤلاء الجنود المتطوعون في هذه الدورة الكبرى. ويصل عدد متطوعي إقليمية الأولمبياد الخاص إلى 1200 متطوع ومتطوعة، ارتدوا لباس المحبة لجعل الخير شخصاً يمشي على الأرض، جاؤوا من مختلف الجامعات في شتى أنحاء الإمارات، تجد فيهم الطالب والدكتور والمهندس والباحثة والمدرسة، كلهم جاؤوا على قلب رجل واحد لإنجاح الحدث، والتأكيد على أن الإمارات أرض الخير. لا شك أن عدد متطوعي «إقليمية الأولمبياد الخاص» كبيرٌ للغاية، إذا ما وضعنا في الاعتبار أن مجموع عدد الوفود وصل إلى 1015 من 32 دولة؛ أي تم تخصيص أكثر من شخص لكل فرد من ضيوف الدولة لخدمته مساعدته وتقديم خدمة خمس نجوم لمن يستحقها. ويميز متطوعي هذه البطولة الكثير من الأشياء، أبرزها دمج أصحاب الهمم، حيث قررت اللجنة المنظمة فتح الباب أمام الراغبين من أصحاب الهمم للتطوع وخدمة الحدث، والمثير أن الإقبال كان كبيراً للغاية، ووصل عدد المتطوعين والمتطوعات من أصحاب الهمم إلى 71 فرداً، وهو رقم كبير أيضاً إذا ما وضع في الاعتبار خصوصية المهمة التي يقومون بأدائها خلال المنافسات، وفي شتى أرجاء مواقع إقامة الحدث. وقالت أميرة المحرمي، المدير التنفيذي لإدارة التطوع في الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص أبوظبي 2019، إن وصول العدد إلى 1200 متطوع ومتطوعة أمر يدعو الجميع للفخر، ويؤكد أن الإمارات بلد الخير والعطاء دائماً، لاسيما وأن الجميع لا يبخل بأي مجهود في المساعدة على اندماج أصحاب الهمم في المجتمع. وأضافت: لقد تعلمنا من قيادتنا الرشيدة الولاء والانتماء لكل ما يدعو للخير ولنشره، وأبوظبي لديها رسالة واضحة تماماً تؤكدها بدعم أصحاب الهمم واستضافة مثل هذه الفعاليات، سواء الألعاب الإقليمية التي سوف تنطلق غداً، أو الألعاب العالمية التي سوف تستضيفها العاصمة العام المقبل. وشددت أميرة المحرمي على أن إدارة التطوع فتحت الباب أمام جميع الفئات للتقدم، ووجدنا تجاوباً غير عادي، حيث وصل عدد المتطوعين إلى أكثر من عدد الوفود المشاركة نفسها، مشيرة إلى أن الإدارة قامت بتنظيم أكثر من 40 ورشة عمل، بداية من فبراير الماضي وحتى أمس، لتدريب المتطوعين وتعريفهم بأدوارهم التي سوف يقومون بها خلال الحدث. وتابعت: من دون شك وجود متطوعين من أصحاب الهمم أنفسهم أمر يدعو للفخر أيضاً، حيث وصل عددهم إلى 71 متطوعاً ومتطوعة يشاركون في دعم هذا الحدث وإنجاحه. وتحدثت أميرة المحرمي عن أدوار المتطوعين والمتطوعات، وقالت: تم تقسيم العمل على ثماني إدارات، وتم توزيع المتطوعين فيها كل حسب قدرتهم، وهي إدارة الفعاليات، الاتصال والإعلام، خدمات الوفود، الخدمات الطبية، العمليات التشغيلية، الإسناد الرياضي، التكنولوجيا والدعم التقني، المدينة المضيفة. وأشارت إلى أن الجميع أثبت تفوقه وأدى عمله على أكمل وجه في برنامج المدينة المضيفة الذي حقق نجاحات منقطعة النظير، ومن أسباب هذه النجاحات وجود المتطوعين في قلب الحدث، سواء بمرافقة الضيوف، أو بمساعدتهم في أماكن تنظيم الفعاليات. ووجهت المحرمي الشكر إلى جميع الجهات التي ساهمت في نجاح برنامج المتطوعين ودعمه بشتى الطرق، سواء الجامعات، أو الجهات الحكومية أيضاً، وتمنت أن يكون التوفيق حليف الجميع في هذا المحفل الرياضي الكبير، وأن ينعكس المجهود الكبير الذي تم بذله في تدريب هذه الكوادر على العمل في الميدان. ريتا: انتظروا عملاً رائعاً قالت ريتا باور مدير برنامج المتطوعين من أصحاب الهمم إن وجود 71 متطوعا من أصحاب الهمم في الدورة يعد فخرا لكل شخص يعمل في هذا الحدث، مؤكدة وجود برامج خاصة لتدريبهم على العمل في الميدان. وأضافت: بكل تأكيد سوف نعتمد عليهم في العديد من الأمور لكن سنسعى جاهدين للتخفيف عنهم بإعطائهم مهام سهلة بعض الشيء عن الآخرين، على رأسها تواجدهم أثناء مراسم التتويج على المنصات. ووجه باور الشكر إلى أبوظبي على إعطائها الفرصة لأصحاب الهمم على العمل بجد واجتهاد، مؤكدة أن جميع من تطوع لديه رغبة حقيقية في العمل ورسالة واضحة بضرورة الاندماج مع جميع فئات المجتمع. فيستر: رسالة للمجتمع وجه فيستر باول أحد المتطوعين من أصحاب الهمم الشكر إلى القائمين على إقليمية الأولمبياد الخاص، على السماح لهم بالمشاركة في العمل داخل البطولة والسعي نحو نجاحها، مؤكدا أنه وزملاءه من المتطوعين سعداء للغاية بالتواجد في هذا المحفل والسعي نحو نجاحه. وأضاف: العمل التطوعي أمر رائع يسعد كل من يقوم به لأنه يقدم خدمة للآخرين ويجد منهم التقدير، مشيرا إلى أن خوض تجربة العمل في الألعاب الإقليمية هي رسالة للمجتمع لأجل التفاعل مع هذه الفئة التي يمكنك أن تكتشف روعتها من خلال التعامل معها. وقال: هذا الحدث حدثنا ويخصنا وسوف نقوم بكل جهد لتوصيل رسالة للمجتمع أننا قادرون على العمل بجد واجتهاد وإتقان أيضا. سعيد علي: واجب وطني عندما عرضوا علينا الأمر في الجامعة لم نتردد مطلقا أنا وزملائي في الذهاب للتطوع، فهو عمل رائع يشعرك دائما بقيمة الخير، ويؤكد دوما قيمة ومعدن الإماراتي الأصيل في شتى أنحاء العالم، فهو واجب وطني قبل كل شيء، وواجب إنساني بكل المقاييس، لذا لن نتردد لحظة واحدة في التفاعل والتجاوب مع النداء. هكذا وصف سعيد محمد علي الطالب في الصف الأول بكلية القانون بجامعة الإمارات التطوع خلال وجوده بأرض المعارض بالعاصمة أبوظبي لحضور ورشة العمل التدريبية على العمل التطوعي خلال إقليمية الأولمبياد الخاص. وعبر سعيد محمد علي عن سعادته بوجوده في هذا المحفل الإنساني الكبير، مؤكدا أن العمل التطوعي جزء أصيل من حياة كل إماراتي، وقال: عودتنا قيادتنا الرشيدة على عمل الخير دائماً، والبحث عنه في كل مكان وزمان، وهو ما نسعى إلى تقديمه من خلال هذه البطولة الكبرى. وأضاف: لقد شعرت بأحاسيس مختلفة تماما في العمل مع أصحاب الهمم، ووجدت أن على كل شخص بالمجتمع دوراً مهماً عليه القيام به من أجل دمج أصحاب الهمم في المجتمع بشكل عام، وشدد على أن الجميع ممن تقدموا للعمل في ميدان التطوع لديهم رسالة خاصة، ويأملون في أداء واجبهم على الوجه الأكمل من أجل تشريف الوطن من خلال هذا العمل التطوعي الإنساني النبيل. وأوضح «الطريق إلى الخير يجعلنا نتقدم الصفوف في كل زمان ومكان، لأنه عمل يخدم الآخرين الذين يبادلونك بالشكر والتقدير والاحترام، وهذا في حد ذاته أمر رائع يعيشه كل من يدخل هذا المجال».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©