الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

القذافي يطلق هجوم مرتزقة لاستعادة المدن الليبية

القذافي يطلق هجوم مرتزقة لاستعادة المدن الليبية
27 فبراير 2011 00:33
أكد شهود عيان أن “مرتزقة” نقلهم نظام العقيد معمر القذافي بمروحيتين فتحوا النار أمس، على متظاهرين كانوا يتوجهون إلى جنازة ضحايا سقطوا في معارك مصراتة، ثالث أكبر المدن الليبية أمس الأول. في حين أفادت صحيفة “قورينا” الالكترونية أن العشرات أصيبوا إصابات شديدة أمس في مدينتي سبراطة وسرمان غرب البلاد، بعدما فتحت قوات الأمن الليبية من كتيبة الخويلدي الحميدي ومن المرتزقة النار دون أن تحدد ملابسات إطلاق النار ولا هوية الضحايا. وبالتوازي، أبلغ سيف الإسلام القذافي قناة “العربية” الإخبارية مساء أمس، أن اضطرابات ليبيا جعلت جميع الخيارات مفتوحة بما في ذلك الحرب الأهلية وتدخل أجنبي، مشدداً على أنه لا يمكن لشرق البلاد الانفصال عن بقية البلاد، وأنه يتوجب التوصل لاتفاق لأن الناس لا مستقبل لهم ما لم يتفقوا سوياً على برنامج جديد. جاء ذلك، في وقت أفادت الأنباء عن أن شوارع العاصمة طرابلس كانت أمس شبه مقفرة إلا من السيارات رباعية الدفع التابعة للقوات الموالية للنظام الحاكم غداة إطلاق النار على المتظاهرين أدى إلى مقتل 6 منهم على الأقل، فيما كان الوضع بمدينة زوارة غرب العاصمة لا يزال متوتراً مع سيطرة القوات الحكومية عليها رغم انسحابها من الشوارع. وتحدثت تقارير عن أن عدد قتلي الاحتجاجات في أحياء شرق طرابلس منذ صلاة الجمعة أمس الأول، بلغ 41 قتيلاً من بينهم 6 قتلى بمنطقة فشلوم و35 قتيلاً في حي عرادة وحي 11 يونيو بسوق الجمعة. وذكر شاهد في اتصال هاتفي أجرته معه فرانس برس أن مروحيتين نقلتا “مرتزقة إلى المدينة الرياضية قيد الإنشاء” في مصراتة الواقعة على بعد حوالى 150 كلم شرق طرابلس. وسمع إطلاق النار عبر الهاتف. وأطلق المرتزقة النار على أقارب الضحايا الذين كانوا يستعدون للدخول إلى مسجد، بحسب الشاهد المؤيد للمعارضة. وأضاف أن المرتزقة اطلقوا أيضاً النار على مبنى الإذاعة المحلية. وأوضح أن زعيم قبيلة مصراتة تلقى اتصالاً من مقربين من القذافي اقترحوا عليه إنشاء دولة مستقلة في المدينة مقابل التعهد بعدم مهاجمة طرابلس ورفض الاقتراح. وقال “ليس لدينا أسلحة كثيرة في مصراتة وأننا محاصرون بمدينتين تدعمان النظام (زليتن وسرت)”. وكان السكان ذكروا أمس الأول أن القوات الموالية لنظام الزعيم الليبي انسحبت من مدينة مصراته وأن مواجهات وقعت في قاعدة جوية قريبة أوقعت “30 شهيداً في صفوف مقاتلينا”. وقال الشاهد المؤيد للمعارضة إن “شباب (ثورة 17 فبراير) وضعوا حاويات وأكياس رمل” لتحصين المدينة. وكانت معارك عنيفة دامية دارت في الأيام الأخيرة في مصراتة بين أنصار النظام “المدعوم من المرتزقة الأفارقة” والمتظاهرين بحسب شهادات عدة. وقال الشاهد أمس، أن مدن مصراتة وبنغازي ودرنة وطبرق والبيضاء ستعين متحدثاً باسم ثورة 17 فبراير” في إشارة إلى “يوم الغضب” ضد النظام الليبي. وأضاف “أن القذافي يريد أن يحدث انقسامات في صفوفنا لكننا قررنا التحدث بصوت واحد وسنذهب حتى النهاية. نريد إسقاط هذا النظام”. وتابع الشاهد “كل شيء رهن بقبائل ورفلة”. وفي الأيام الماضية، وقف عدد من زعماء القبائل بينهم عدد من قبيلة ورفلة إلى جانب المعارضة. من ناحيتها، ذكرت صحيفة “قورينا” التي كانت موالية لسيف الإسلام القذافي وتصدر في بنغازي أن عشرات الأشخاص أصيبوا إصابات بالغة، إثر قيام كتيبة الخويلدي الحميدي بفتح النار في منطقة على ساحل البحر المتوسط بين مدينتي سبراطة وسرمان، دون أن تورد المزيد من التفاصيل بشأن أسباب إطلاق الرصاص وهوية الضحايا. وفيما ساد هدوء حذر في طرابلس أمس، مع سيطرة قوات القذافي على المدينة، تحدت الأحياء الفقيرة بالعاصمة الأجهزة الموالية للقذافي علانية في الوقت الذي ضعفت فيه بشكل كبير قبضة النظام على السلطة. وقال سكان تاجوراء للمراسلين الأجانب الذين زاروا المنطقة التي تقطنها الطبقة العاملة، إن قوات الأمن تخلت عن تاجوراء بعد 5 أيام من المظاهرات المناهضة للحكومة. وأضاف السكان أن القوات فتحت النار على المتظاهرين الذين حاولوا السير من تاجوراء إلى الميدان الأخضر وسط المدينة الليلة قبل الماضية، مما اسفر عن مقتل 5 أشخاص على الأقل. ولم يتسن التحقق من هذا العدد من جهة مستقلة. وتحولت صباح أمس، جنازة أحد الضحايا إلى استعراض آخر للتحدي ضد القذافي. وذكر رجل عرف نفسه باسم (علي) ويبلغ من العمر 25 عاماً لرويترز”الجميع في تاجوراء خرجوا ضد الحكومة..رأيناهم يقتلون أهلنا هنا وفي كل مكان في ليبيا”. وأضاف”سنتظاهر مجدداً ومجدداً اليوم وغداً وبعد غد إلى أن يتغيروا”. وأقام المتظاهرون في الحي الفقير، متاريس من الحجارة والأشجار عبر الشوارع التي تتناثر فيها القمامة وكتبت شعارات على العديد من الجدران. ولم تشاهد قوات الأمن الموالية للقذافي في أي مكان صباح بالحي أمس، لكن أثار الأعيرة النارية على جدران المنازل المتلاصقة، تشير إلى العنف الذي وقع في الأيام الماضية. وشارك عدة آلاف من المواطنين في جنازة أحد قتلى إطلاق النار ليل الجمعة بتاجوراء والتي تحولت إلى مظاهرة أخرى. وقال رجل إنه رأى 20 جثة خلال اليومين الماضيين. وكان أحد سكان طرابلس قال في اتصال هاتفي معه صباح أمس، “قطع التيار الكهربائي (مساء الجمعة) ولم يستأنف من حينها” مضيفاً “اصبنا بالرعب وظننا أنهم يعدون لهجوم”. لكن في أحياء أخرى من العاصمة لم ينقطع الكهرباء وساد الهدوء، على ما أفاد مراسل فرانس برس. وأغلقت الفنادق الفخمة في العاصمة أبوابها أو أجلت موظفيها. وبلغ سعر الدولار الواحد في السوق السوداء دينارين ليبيين (مقابل 1,3 قبل 10 أيام). من جهته، قال سيف الإسلام أمس، إن الاضطرابات التي تشهدها ليبيا تجعل جميع الخيارات مفتوحة بما في ذلك نشوب حرب أهلية وتدخل أجنبي. وأضاف في مقابلة مع قناة “العربية” إن ما تشهده ليبيا فتح الباب أمام جميع الخيارات. وظهرت في الوقت الراهن مؤشرات على حرب أهلية وتدخل أجنبي. وتابع قوله إنه يتوجب التوصل لاتفاق لأن الناس لا مستقبل لهم ما لم يتفقوا سوياً على برنامج جديد. وذكر في مقابلة أخرى مع فرانس برس أمس، أن الأمور “في طريقها إلى الهدوء” في ليبيا. وقال سيف الإسلام “أمورنا في طريقها إلى الهدوء”، مضيفاً “ليس من مصلحتنا أن نحرق بلادنا ونقاتل بعضنا البعض والذين يربحون في هذه الحالة هم الموجودون في أوروبا وأميركا ومناطق أخرى” في إشارة إلى المعارضين الليبيين في الخارج بشكل خاص. وتابع قوله إنه يتوجب التوصل لاتفاق لأن الناس لا مستقبل لهم ما لم يتفقوا سوياً على برنامج جديد. ونفى حصول مجازر أو قيام الطائرات العسكرية الليبية بقصف التظاهرات الاحتجاجية. وقال “إن 80% من الذين ماتوا، ماتوا أثناء محاولتهم اقتحام مناطق عسكرية..منذ 3 أيام حاول عدد من الشبان أن يقتحموا قاعدة مصراتة مما أدى إلى موت شبان صغار وأنا اتألم لذلك”. وتابع سيف الاسلام القذافي رداً على سؤال حول استعداد مجلس الأمن لفرض عقوبات على ليبيا، “أنا مستعد لأن يفرض علينا أي نوع من العقوبات بعد أن تأتي فرق تقصي حقائق من الخارج ليتأكدوا مما حصل، وعندها إذا ثبتت التقارير التي تبثها وسائل الإعلام المغرضة، فسأكون أنا أول شخص يؤيد العقوبات على ليبيا”. وتابع سيف الإسلام “نحن متأكدون وواثقون أن كل المعلومات التي لديهم غير صحيحة وكل الوقائع والحقائق لصالحنا”. عن انشقاق أحمد قذاف الدم ابن عم الزعيم الليبي الموجود في مصر، قال سيف الإسلام إن هذه المعلومات “غير صحيحة هو موجود في مهمة خارجية والبيان الذي نشر عنه غير صحيح وغير صادق وسيرجع” إلى ليبيا. وتكلم سيف الإسلام عن الإصلاحات التي ينوي النظام القيام بها والتي سبق أن تكلم عنها والده قبل أيام. وقال “سنبدأ إقرار الحكم المحلي وسيكون لكل مدينة عميداً بلدياً ولكل محلة شيخ محلة” معتبراً أن ليبيا “لا يمكن أن تحكم بشكل مركزي أو مدينة واحدة أو شخص واحد”. من ناحيتها،­ قالت منظمة “هيومان رايتس ووتش” أمس، إن قوات الأمن الليبية والموالين للحكومة هاجموا المحتجين الذين يحاولون السيطرة على مدينة الزاوية غربي البلاد، حيث يقيم العقيد معمر القذافي، ويقاتل للحفاظ على مقاليد السلطة في يده. وذكرت المنظمة التي تتخذ من نيويورك مقراً لها، إن قوات الأمن أطلقت النيران على المتظاهرين، وعمال مصريين يعملون هناك، “ما أدى إلى سفك دماء وفوضى” غير أنه لم ترد تقديرات دقيقة بحصيلة القتلى. وذكر العمال المهاجرون ممن فروا إلى تونس، للمنظمة الحقوقية، إن قوات المعارضة فرضت سيطرتها على قطاع كبير من الزاوية، لكن القوات الحكومية تسيطر على المناطق المحيطة وأنها أقامت نقاط تفتيش على مشارف المدينة.
المصدر: طرابلس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©