الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

غيلان السياب: والدي أكل نفسه حين دخل المعترك السياسي في العراق

غيلان السياب: والدي أكل نفسه حين دخل المعترك السياسي في العراق
7 ابريل 2010 21:43
أطل الشاعر الكبير بدر شاكر السياب، عبر مسافات الشعر الضوئية على جمهور الإنترنت، من خلال حوار نشرته أمس الأول وكالة أنباء الشعر مع ابنه غيلان السياب الذي تحدث عن علاقته بوالده وشعره، وعلاقة السياب بعائلته وزوجته وإخوته وأقاربه وأصدقائه، ونهر “بويب” الذي لم يعد له وجود سوى في ذاكرة الشعر، وبيت العائلة القديم في البصرة، الذي قال غيلان إنه تحول طللاً وليس هناك الآن من يهتم بإعادة إعمار هذا الطلل بعد أن أصبح كل الوطن طللاً لا يهتم بعمارته أحد. والبيت المقصود هو بيت جد الشاعر بدر شاكر السياب “مرزوق السياب” الذي ورد في قصيدته “دار جدي”، وهو مكان ولادته وسكنه مطلع حياته حتى مرحلة دراسته الجامعية التي كانت في بغداد. وقال غيلان “لم تعد الدار ملكاً لنا منذ مطلع السبعينات إذ اشترتها وزارة الإعلام حينذاك لترميمها وإقامة متحف للوالد فيها، إلا أن هذا المشروع لم ير النور لسبب أو آخر وبقي المنزل طللاً مهجوراً كما هو حتى مطلع الحرب مع إيران حين أصبح مأوى للعائلات التي هجرتها الحرب من أماكنها الأقرب للحدود مع إيران، ومنذ ذلك الحين أصبح، للأسف، مشاعاً لكل من شاء حتى أني وجدت في زيارة لي لجيكور عام 2001 بأن البوابة الخشبية الضخمة للباب قد اقتلعت من مكانها واختفت. أما “بويب” فأكد غيلان أنه لا يدري هل بقي منه شيء بعد أن شاب بويب وشابت جيكور وشاب العراق كله، وقال مستركا “لكني أظن بأنه إن كان بويب قد بقي وكانت له ذاكرة، فإنه بالتأكيد سيذكر شاعراً جعل من نهر صغير معلماً أدبياً خالداً في الشعر وإن لم يكتب له الخلود في الطبيعة”. وإذا كان “بويب” غير باق، فإن تمثال السياب في البصرة ما يزال قائماً يذكر به، ويعتقد غيلان أن “اي معلم يقام لتكريم أديب أو عالم هو أمر جميل وضروري لتعريف من لا يعرف وتذكير من قد ينسى بأن مدينة ما قد أنجبت فلاناً وفلاناً، وقدمت هذا الإسهام أو ذاك في تاريخها. والبصرة “ولود” طول تاريخها ومن الطبيعي أن يسعدني بأن هذه المدينة تفخر بأبي وتتذكره”. واعتبر غيلان، الذي سمى ابنه “بدر” تخليداً لوالده، أن القصائد التي ورد فيها اسمه في شعر أبيه “رسائل تجتاز الزمن”، وقال: “أسمع كلما قرأتها رنة صوت أبي وأحس بدفء عاطفته”. ووصف السياب بأنه كان شديد التأثر والحساسية. إذا أحب لا يحب بنصف قلب وإذا استاء لم يستأ بنصف قلب كذلك، نافياً أن يكون لطبيعة شخصيته الانفعالية المتوترة أي أثر سلبي على علاقته بأسرته، وإنه كان محبا جدا وعطوفا جدا وصبورا جدا، ولكن كانت هناك أمور وحدود لا يتسامح مع من يتجاوزها معه. وعن علاقات والده العاطفية التي يرى بعض زملاء السياب أنها كانت محض خيال، قال”أعتقد بأن كل شاعر لابد أن يكون عاشقا كبيرا بغض النظر عن كون تلك العواطف قد أثمرت علاقات عاطفية أم لم تثمر. حسب الشاعر أن يورق في صدره برعم حب ولا يهم برأيي أن يكون لهذا البرعم ما يماثله لدى المحبوبة. أما كون كل ذلك الغزل افتراضا فهذا رأي لا أتفق معه لأن الشعر العذب الذي أثمرته تلك العواطف لا يعقل أن يكون نتاج خيالات وتهويمات لأن العواطف غير الحقيقية تفضح نفسها بنفسها في الشعر كما هي في الحياة، فأنا أرى أن أعذب الشعر أصدقه لا أكذبه”. ووصف غيلان قول الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد عن والده “ان السياب أكل نفسه وأكلته عبقريته” بأنه “وصف جميل ودقيق”، وتابع “نعم والدي يرحمه الله أكل نفسه حين دخل المعترك السياسي في العراق، وأكلته موهبته التي أحرقت عمره كشمعة أوقدت من طرفيها”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©