الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محنة اللاجئين العراقيين

7 ابريل 2010 21:50
التفجيرات والتعذيب وسنوات المنفى دمرت عائلة عزيز العراقية تقريباً. ولذلك، فإن ثمة خبراً ساراً بالنسبة لها هو أن طلب اللجوء الذي قدمته حظي بالموافقة أخيراً، وهو ما يعني أن عبدول وزوجته هيفاء وأبناءهم الأربعة سيأتون إلى الولايات المتحدة. هذه العائلة تركت وراءها كل شيء تقريباً في بغداد، ولكنها قررت بدء حياة جديدة في "إيل كاخون". غير أنه بعد عام على قدومها، يمسك عبدول، 49 عاما، بسبحة في يده ويخطو خطوات في منزله الذي يحتوي على غرفتي نوم في انتظار أبنائه الثلاثة الذين خرجوا إلى المدينة حيث يتنافسون مع المهاجرين المكسيكيين بحثا عن وظائف. عبدول، الذي كان ذات يوم تاجرا يملك متاجر حلي وجواهر في العراق، كان يعول على دعم الحكومة من أجل إعادة توطينه. ولكن بعد ثمانية أشهر من الإنفاق نفد المال وأفراد العائلة مازالوا بدون عمل، على غرار العديد من اللاجئين العراقيين الذين يصادفونهم وسط المدينة. وهو ما دفع عزيز إلى القول: "لماذا يجلبون العراقيين إلى هنا؟ فليست ثمة وظائف". والواقع أن قصصا مماثلة لمهاجرين تلاشت أحلامهم باتت مألوفة على نحو متزايد في هذه البلدة المجاورة لمدينة سان دييجو، حيث يزدحم آلاف اللاجئين العراقيين في "المُركبات السكنية"، وطوابير الوكالات الحكومية التي تقدم المساعدات، ومدارس اللغة الانجليزية، ما يجعل إعجابهم بالولايات المتحدة أمام اختبار شبح الفقر. وخلافا لموجات سابقة من اللاجئين من حروب ونزاعات أخرى، وُضع العراقيون في صحراء اقتصادية رحلت عنها الكثير من الوظائف والمزايا الحكومية السخية التي ساعدت أجيالًا سابقة من المهاجرين على تسلق السلم الاقتصادي. ولذلك، فإن اللاجئين مثل عائلة عزيز يلجؤون إلى بيع الحلي وممتلكات عائلية نفيسة متوارثة من أجل دفع الإيجار، في حين يقوم آخرون بالاقتراض أو تدبر أمورهم بفضل المال الذي يرسله أقارب في العراق، حيث تتكدس العائلات في شقق صغيرة، ظروف صعبة دفعت البعض إلى الاستسلام والعودة إلى الشرق الأوسط. وفي هذا السياق، يقول "مايكل ماكي"، رئيس مكتب الجمعيات الخيرية الكاثوليكية في سان دييجو: "إنهم ممتنون، ولكن بعد بضعة أشهر تحدث الصدمة لأن الأمور صعبة". حياة اللاجئ جاءت للكثيرين على نحو مفاجئ ؛ فقد رفع خلع صدام حسين وإعدامه الآمال في أن ينضم العراق -الغني بالنفط- إلى مصاف الدول العربية الحديثة وكبار المليارديرات وناطحات السحاب البراقة. غير أنه بدلا من ذلك، اندلعت أعمال العنف الطائفي في 2006، ما أجج الهجمات ضد المجموعات الدينية والإثنية، والتي فر العديد من أفرادها إلى سوريا أو الأردن، وهو الأمر الذي دفع الحكومة الأميركية، التي توصلت بسيل من طلبات الهجرة، إلى زيادة عدد المقبولين من اللاجئين العراقيين في 2008 بشكل دراماتيكي. ومنذ ذلك الحين، غُمرت المدن والبلدات الأميركية التي توجد بها أعداد كبيرة من السكان العراقيين باللاجئين. وفي مدينة "إيل كاخون" مثلا، حيث ينحدر حوالي ربع السكان البالغ عددهم 96 ألف نسمة من أصول عراقية، وصل نحو 7000 عراقي العام الماضي. على أنه من المتوقع أن يحدث ارتفاع مماثل هذا العام، مما سيخلق ضغطاً على الموارد والمدارس في مدينة يعتقد أنها تضم ثاني أكبر عدد من العراقيين في هذا البلد، ومعظمهم من المسيحيين الكلدانيين. وفي شارع "مين"، الذي تنتشر فيه لوحات إرشادية باللغة العربية ومطاعم كباب، تكتظ المقاهي برجال عراقيين متقاعدين أو عاطلين عن العمل يحتسون شاياً أسود. بينما يشتري اللاجئون الخبز والتمر باستعمال كوبونات الطعام، ويصطفون في طوابير لاستلام أفرشة يتم التبرع بها في كنيسة "سانت بيتر". وفي المدينة قوائم انتظار لمن يرغب في الاستفادة من دروس اللغة الانجليزية، بينما يتم توجيه بعض اللاجئين إلى مؤسسات لإيواء المشردين. ريتشارد ماروسي كاليفورنيا ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©