الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حضور لسلبيات يمكن تلافيها في قلب الوجدان الشعري

1 مايو 2008 04:19
برنامج ''أمير الشعراء'' حظي باهتمام كبير يقارب ما حظي به برنامج ''شاعر المليون''، وإن كنت أرى أن هذا البرنامج - رغم حضوره الجماهيري - قد صاحبته سلبيات نرجو تلافيها في السنوات القادمة، ونحن نعرض بعضا منها هنا رغبة في أن يكون هذا المشروع أقرب إلى الكمال، مثمنين هذه الخطوة الكبيرة في الشعر العربي الحديث، والتي تدل على تقدير ورغبة في أن يكون للشعر العربي حضوره القديم في الوجدان العربي· ومن هذه السلبيات عدم دقة المواعيد في المقابلات والتنظيم، حيث استمرت اللجنة في استقبال كثير من الراغبين في الاشتراك رغم انتهاء المدة المحددة ما ألقى بالتعب على الممتحنين وأدى إلى تأخير بعض الفعاليات الخاصة بالتصفيات التمهيدية، كذلك عدم وضوح المعايير الفنية التي اتبعتها لجنة التحكيم في إجازة شعراء مبتدئين كانت القصيدة الأولى التي كتبوها هي القصيدة التي قدموها للجنة، في الوقت الذي استبعدت اللجنة شعراء شباب معروفين بالإجادة، بل هم على مستوى يؤهلهم لتحكيم المسابقات في بلادهم، وكان أن اللجنة لم تجز أربعة من شعراء سلطنة عمان المعروفين بجودة أشعارهم كحسن المطروشي وراشد المكتومي، في الوقت الذي أجازت من هم أدنى منهم بكثير، بل كانوا ضمن المختارين للتصفيات النهائية وهم أقل كثيرا من المستوى المطلوب· كما لعبت معايير الحضور الإعلامي وحضور المرأة ومزاجية بعض المحكمين دورا في ذلك، فانعكس هذا بدوره على الاختيار الموفق على بعض الشعراء الذين لم يكن ظهورهم في التصفيات النهائية بالشكل المطلوب الذي أملت لجنة التحكيم ظهورهم به، كذلك لم تكن تعليقات بعض المحكمين أقرب إلى النص التطبيقي كما هو الحال في برنامج ''شاعر المليون'' فكانت بعض التعليقات فضفاضة مجازية، وتعليقات أخرى تقليدية كثيرا، وتعليقات أخرى بعيدة عن النقد الأدبي الحق حين تطلق ألقاب مثل ''شاعرة النيلين'' أو ''خنساء الإمارات''، وغير ذلك من الملاحظات، التي لا نذكرها إلا رغبة في أن يكون هذا البرنامج في وضع يماثل برنامج ''شاعر المليون''· وأنا واثق من رحابة صدر القائمين على البرنامج لتقبل ملاحظاتي هذه، وإن كانت الفائدة الكبرى لهذه المسابقة الرائدة أنها أعادت للقصيدة الفصيحة بعضا من بريقها المنسي في وسائل الإعلام العربية المعاصرة، كما قدمت للساحة الثقافية نجما جديدا في النقد الأدبي هو الدكتور علي بن تميم، وسعدنا بالمواهب التي اكتشفناها في هذا البرنامج، الشاعر تميم البرغوثي الذي استشففت منه طاقة شعرية غير عادية وقدرة على التصوير واللغة العالية، وكانت قصيدته التفعيلية عن ''سيارة أجرة في القدس'' دالة على عمق إجادته من مادته وصوره ولوحاته الشعرية، بالإضافة إلى شعراء جدد كانوا قريبين من الجمال مثل محمد ولد الطالب وحازم التميمي· شاعر من الإمارات
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©