خبراء: حجب أنباء الشركات عن المستثمرين يغذي الشائعات

أوصى خبراء بتفعيل الشركات لعلاقاتها مع المستثمرين وتزويدهم بالمعلومات والبيانات الخاصة بنتائج المنشأة، لا سيما في أوقات الأزمات، مؤكدين أن حجب المعلومات كفيل بتغذية الشائعات. وقال خبراء شاركوا في ندوة تحت عنوان «أدوات لعلاقات مستثمرين إلكترونية فعالة» نظمها مركز أبوظبي للحوكمة أمس «في ظل الأزمة المالية العالمية، إذا كانت كانت هناك أنباء سيئة عن نشاط الشركات فمن الضروري أن توفر معلومات مفصلة عن هذه الأنباء، حتى لا يتجه حاملو الأسهم إلى الشائعات، مما قد يلحق ضرراً أكبر بالشركة». وشدد المشاركون في الحلقة النقاشية على أهمية علاقة المستثمرين في نشر المعلومات والحقائق المهمة عن الشركة بصفة دورية منتظمة لجميع أطراف المجتمع المالي، بهدف توطيد العلاقات مع المستثمرين الحاليين والمرتقبين، للتأكيد من أن السوق تعكس القيمة العادلة لسهم الشركة. ويساهم نشاط العلاقات مع المساهمين في تحقيق هدف المحافظة على القيمة بالشكل الذي يؤدي إلى زيادة ثروة حملة الأسهم. وبحسب المشاركين، فإن الدراسات أثبتت أن الشركات التي تبني علاقة فعالة مع المستثمرين تتراجع احتمالات تذبذب سعر سهمها. ومجال علاقات المستثمرين، يبدو صعباً لحداثته، وهو يتعلق بمجموعة من الممارسات التي تتواصل من خلالها الشركات بمساهميها سواء الحاليين أو المحتملين، وهو يكتسب أهمية كبيرة مع الإقبال المتزايد من جانب المؤسسات الاستثمارية العالمية على أسواق المنطقة في السنتين الأخيرتين. وشدد المشاركون على أهمية تطبيق أفضل ممارسات علاقات المستثمرين في الشركات لتوطيد العلاقات بالمستثمرين بوجه عام والمستثمرين المؤسساتيين على وجه الخصوص، الذين اعتادوا الاستفادة من أعلى مستويات الإفصاح والشفافية والتواصل المؤسسي في الأسواق العالمية المتطورة. وأبرزت الحلقة النقاشية أهمية استخدام تكنولوجيا المعلومات وشبكة الإنترنت للاتصال الإلكتروني مع المستثمرين، من خلال تصميم موقع للشركة على شبكة الإنترنت، وتصميم صفحة لبرنامج العلاقات مع المستثمرين على موقع الشركة، حيث تساهم شبكة الإنترنت في تسجيل ونشر جميع مجالات نشاط برنامج العلاقات مع المستثمرين كذلك جميع أنواع المعلومات والبيانات التي تحتاجها الجهات ذات العلاقة بالشركة كمرجع دائم للمستثمرين. كما يساهم موقع العلاقات مع المستثمرين أيضاً في الرد السريع علي استفسارات المستثمرين والجهات ذات العلاقة عن طريق البريد الإلكتروني أو من خلال توفير صفحة مستقلة عن الأسئلة المتكررة والإجابات عليها. ويمكن نشر وتحديث جميع البيانات والقوائم المالية على شبكة الإنترنت وإعطاء العملاء فرصة نسخ وتحميل هذه المعلومات في شكل ملفات وطبعها من خلال أجهزة الحاسبات الخاصة بالمستثمرين والجهات ذات العلاقة، مما يسهل الاتصال الإلكتروني ويوفر الجهد. واكد كريس بونز الخبير في مجال الحوكمة أهمية أن يكون الموقع الإلكتروني للشركة مصمماً بطريقة مهنية بحيث يكون سهل الاستخدام وواضح لمساعدة المستثمرين في الحصول على المعلومات اللازمة بسهولة ويسر، وأن يتم تحديثه البيانات باستمرار ورفد الموقع بأي معلومات جديدة خاصة بالشركة. ويتكون برنامج علاقات المستثمرين من نشاطين رئيسيين متكاملين، عبر الاتصال المستمر مع المستثمرين من خلال توفير المعلومات القيمة المهمة عن الشركة، وبناء وتدعيم وتقوية العلاقات مع المستثمرين وأطراف المجتمع المالي. ويهدف البرنامج إلى تسويق صورة الشركة أمام المجتمع المالي لجذب المستثمرين، وإيجاد وتطوير العلاقات الإيجابية مع المجتمع المالي، وإدراك الإدارة لأهمية المحافظة على قيمة الشركة بالسوق، إضافة إلى تقليل احتمالات تذبذب سعر السهم وتحقيق القيمة العادلة له، وإيجاد مناخ جيد صحي يساهم في زيادة وجذب رؤوس الأموال. وجاءت الحلقة النقاشية ضمن أنشطة مركز أبوظبي للحوكمة، التابع لغرفة تجارة وصناعة أبوظبي، وهو المركز الذي ينشط في التعريف بأهمية الحوكمة، في ظل التفاعلات السريعة للاقتصاد العالمي وتزايد أهمية الشفافية لتحقيق الفعالية في أعمال الشركات. والحوكمة هي مجموعة من القوانين والنظم والقرارات التي تهدف إلى تحقيق الجودة والتميز في الأداء عن طريق اختيار الأساليب المناسبة والفعالة لتحقيق خطط وأهداف الشركة أو المؤسسة. والحوكمة تعني النظام، أي وجود نظم تحكم العلاقات بين الأطراف الأساسية التي تؤثر في الأداء للمؤسسات، كما تشمل مقومات تقوية المؤسسة على المدى البعيد وتحديد المسؤول والمسؤولية. وقادت الأزمة المالية الكثيرين في العالم إلى اتخاذ نظرة عملية عن كيفية استخدام حوكمة الشركات الجيدة لمنع الأزمات المالية المقبلة.